الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

تشييع حسن كامي... الباشا الذي عاش ليقهر المحن! (صور)

المصدر: "النهار"
عبدالمنعم فهمي
A+ A-

جرى اليوم وداع جثمان الفنان المصري الراحل حسن كامي، من مسجد السيدة نفيسة في #القاهرة، وسط حضور عدد من أقربائه وغياب معتاد للنجوم الكبار، ومشاركة على استحياء لبعض الفنانين أمثال بسام رجب، وشريف خيرالله، وتم دفنه بمدافن اللاتين بجوار ابنه شريف وزوجته نجوى.

لم يكن الفنان حسن كامي الذي رحل عن عالمنا خلال الساعات الماضية، مجرد فنان عشق الأوبرا وغناءها، وممثلا من نوعية "الباشوات" أو الأثرياء، كما حصره عدد كبير من المخرجين في هذا القالب، فقد كان الراحل مثالاً للفنان المثقف الواعي، الذي كانت حياته كلها مملوءة بالمحطات الدرامية التي تصلح لتجسيدها سينمائياً.

الفنان الراحل مواليد العام 1936، تنتمي أصوله إلى أسرة محمد علي، درس بمدارس الجيزويت، ثم حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، ودرس بمعهد الكونسرفتوار، باﻹضافة إلى الدراسات العليا من إيطاليا.

ساعده مظهره على أن يكون بالفعل "الممثل الباشا"، مثلما هو في الحقيقة، حيث يؤكد عدد من المصادر أنه سليل أسرة محمد علي، مما جعله يمارس حياته بصورة طبيعية في كثير من الأفلام والمسرحيات التي شارك فيها، كأنه أبى أن يفارق شخصيته الحقيقية في التمثيل.

الراحل، مثلما كان ممثلاً جيداً، فإنه زار معظم مسارح العالم، وشدا بها، وقدّم فنه الأوبرالي كما ينبغي، فقد كانت بدايته مع الفن أوبرالية، وذلك في العام 1963، وكان في الوقت عينه موظف حجوزات بشركة سياحية، ومدير محطة طيران بمطار القاهرة، ثم عمل مديراً وممثلًا للخطوط الجوية التونسية، ووكيلاً عاماً للخطوط الجوية اﻷميركية والتايلاندية والقبرصية اﻹسكندنافية.

كان الفنان الراحل أول مصري يقدم أوبرا عايدة، وذلك على مسارح الاتحاد السوفييتي عام 1974، وشارك في نحو 270 أوبرا على مدار مسيرته المهنية، وجاب معظم مسارح العالم، ثم تولى إدارة دار الأوبرا المصرية.

كانت حياة كامي حافلة بالجوائز العالمية، منها الجائزة الثالثة في الغناء الأوبرالي من إيطاليا العام 1969، والجائزة الرابعة العالمية 1973، والسادسة من اليابان 1976، كما حصل على شهادة تقدير من السياحة والطيران المدني 1976، والميدالية الذهبية، والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأوليمبية بسول في كوريا الجنوبية 1988.

كانت حياة الفنان الراحل مملوءة بالمطبات الدرامية، منها مصادرة أمواله في ثورة تموز، حيث خرج منها بحكمة مفادها، وكما قالها في عديد من المقابلات الصحافية والتلفزيونية، أن العلم هو الأساس، وأن المال يأتي ويذهب، أو يأخذه أحد، إلا العلم فلن يفارقك، لذا فإنه كان متماسكاً للغاية، معتمداً على ثقافته وعلمه.

كانت محطة حبه وزواجه، أيضاً درامية، حيث تزوج السيدة نجوى المسيحية الديانة، وهو ما جعله في مرمى انتقام والدها وتهديده له، حيث كان أحد لواءات الجيش أيام الملك فاروق، لكنه تماسك وتمسّك بحبه حتى النهاية.

كان اعتزال كامي الغناء الأوبرالي في  العام 2001، وهو في قمة عطائه، قراراً في غاية القسوة والصعوبة على نفسه، وتغلب عليه بالانخراط في إدارة مكتبته الضخمة في وسط البلد بالقاهرة.

وكان فقد ابنه شريف وهو ابن الثامنة عشرة في حادث سيارة، أحد المحطات الأكثر درامية في حياة الفنان الراحل، حيث قل غناؤه وأصبح كما يروى بنفسه مثل سيارة "سكاند هاند"، فقد وقع الحادث وكان خارج البلاد لتقديم أحد العروض، وما إن أبلغته زوجته حتى أسرع بالعودة، وظل متماسكاً في تشييع الجنازة ومراسم الدفن.

ويروى كامي واقعة غريبة عن ابنه الراحل في إحدى المقابلات الصحافية: "اصطحبت شريف في إحدى المرات لزيارة مدفن العائلة وفوجئت بقوله لي وبكل ثقة إنه سوف يسبقه إلى هذا المكان".

بعد وفاة شريف بثلاثة أيام، سافر إلى ميلانو بإيطاليا، وغنّى كما لم يفعل من قبل، حتى إنه فقد صوته واستمر ذلك ما يقرب من العام.

وأبت زوجته وحب حياته أن تنهي مآسي كامي، فقد رحلت قبل سنوات قليلة، ليظل يعيش على ذكراها، مؤكداً أنه لا يستطيع أحد أن يملأ فراغها.

قدم كامي 129 عملاً ما بين مسرحيات وأفلام ومسلسلات، كان آخرها مسلسل قلبي معي العام 2017، كضيف شرف.

شارك كامي في أفلام كثيرة أهمها، "قدرات غير عادية، بوبوس، بالألوان الطبيعية، حسن طيارة، ثمن دستة أشرار، ظاظا، زكي شان، ليلة سقوط بغداد، بحبك وبموت فيك، صايع بحر، فرح، إسكندرية نيويورك، فلاح في الكونجرس، مبروك وبلبل، ناصر 56، قليل من الحب كثير من العنف، كشف المستور، ونسيت أني امرأة، دموع صاحبة الجلالة، وكريسال، وسمع هس، ويا مهليبة يا، والحب والرعب، وجنون الحب".





ومثلما جسّد أدوار الباشا، والسفير، ورئيس الديوان، والثري والطبيب، في معظم أفلامه، فعل ذلك في عدي من المسرحيات والمسلسلات مثل مملكة الجبل، و sms والعراف، ووادي الملوك، واغتيال شمس.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم