الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"التجمع اللبناني": اللبنانيون ينتظرون الانهيار و"حزب الله" يفرض تأليف الحكومة مثلما فرض تعيين رئيس الجمهورية

A+ A-

قال "التجمع اللبناني" إن "اللبنانيين يتابعون بحسرة أوضاع بلدهم وهي تتدهور يوماً بعد يوم في انتظار الانهيار، فيما تتابع الطبقة الحاكمة إعادة إنتاج خطابها السياسي المأزوم الذي يتقاذف التهم المصطنعة منتظرةً تعليمات الخارج الذي يمسك بيده خيوط الأزمات وحلولها، حيث يريد "حزب الله" أن يؤكد للجميع، في لبنان وخارجه، أن من يستطيع تعيين رئيس الجمهورية يستطيع أن يفرض معاييره في تشكيل الحكومة ويحجم صلاحيات رئسها، ومن هنا تبدأ الأزمة وتستمر في انتظار استجابة شروطه، بل تزداد تعقيداً هذه الأزمة لأن هناك من يربطها بمعركة الإنتخابات الرئاسية من دون أن تكون لديه القدرة على التحكم بمساراتها".

ورأى "التجمع اللبناني" في بيانٍ أصدره اليوم إن "الحكم تحوّل منذ بداية العهد إلى نوع من الإدارة الذاتية للمتحاصصين فيما يمسك "حزب الله"، وما يمثله، بالسلطة الفعلية في البلد، وقد أنتج نظام الادارة الذاتية هذا نمطاً جديداً من التنافس السياسي القائم على زقاقية الخطاب الذي يستخدم الشتم والسباب والتحريض والتعبئة الشخصية ضد الخصم"، ولفت إلى أن "المصيبة أن غالبية الاعلام قد انزلق إلى هذا الدرك من الشعبوية ففتح أبوابه مشرّعة للمهرجين من مخلّفات عنجر يطلقهم "حزب الله" على من يعترض على قراراته التي تحدد مسار الدولة وسياساتها"، واعتبر أن "أخطر ما في أمر هذا النظام، العاجز عن حلِّ أزماته الداخلية، أنه يقف عاجزاً أمام الأزمات التي يواجهها البلد كل يوم ومنها أزمة الأنفاق الأخيرة، وهي إعتداء موصوف على لبنان أولاً من جانب النظام الإيراني"، وقد "جاءت هذه الأزمة لتثبت للخارج أن الحكومة اللبنانية لا تمتلك قراراتها السيادية وأنها مكتوفة الأيدي أمام سياسة النظام الإيراني في المنطقة"، ذلك أن "كشف أنفاق "حزب الله" التي وضعت أمن لبنان وخصوصاً الجنوب المستقر والمزدهر أمام الخطر الشديد، عرّى نِفاق السياسة الخارجية اللبنانية حيال القرارات الدولية المتعلقة بلبنان التي لطالما أعلنت الحكومات المتعاقبة تمسكها بها"، والواقع أن "الأنفاق والصواريخ وتدخل "حزب الله" في سوريا واستقدام ميليشيات سليماني من الخارج لن تستطيع كلها إفادة قادة إيران في صراعهم مع الادارة الأميركية، لكنها في المقابل ستلحق الأذى بمصالح لبنان وبوحدته الوطنية المهدد".

وشدد البيان على ان "الأوضاع الإقتصادية والمالية تشهد تدهوراً غير مسبوق في تاريخ لبنان المعاصر لأنها تطال القطاع المصرفي الذي يشكل العمود الفقري للاقتصاد، في وقت نشاهد فيه تراجعاً للاهتمام العربي بلبنان لأسباب متعددة أهمها جنوحه، منذ بداية العهد، نحو التخلي عن صداقاته العربية التي كانت تشكل الداعم الأساسي لأوضاعه المالية وازدهاره الاقتصادي"، وقال إن "ارتفاع الفوائد على العملة اللبنانية وحاجة المصارف الملحة للعملة الأجنبية مؤشر خطير إلى الخطوط الحمر التي وصل إليها البلد. وبالرغم من كل هذا فإن سياسة الإنفاق والتبذير والسرقات مستمرة وما زلنا نرفض حل أزمة الكهرباء لأنها تشكل مصدراً أساسياً لثروات عصابة جنة الحكم وما زلنا نتفرج على تضخم كتلة الدين وكلفته التصاعدية وكأن الأمر لا يعنينا"، باعتبار أن "كل ما يعني أهل الحكم هو استرضاء "حزب الله" الذي ينفذ الأجندة الايرانية التي تجد في انتصارها على الدولة اللبنانية بديلاً من انتصارها في المواجهة مع إسرائيل".

وختم أن اللبنانيين "يتطلعون اليوم إلى تجربة الشارع الشارع الفرنسي التي أجبرت السلطات الفرنسية على التراجع عن سياساتها بزيادة الضرائب وزيادة الأجور وتقديم الحوافز في العمل مما يؤشر إلى دور الدولة الإجتماعي وسلطتها في هذا المجال. إن نظرة سريعة إلى العالم حولنا تجعلنا ندرك أن الدولة في لبنان هي في طور التلاشي بعدما تخلت عن دورها السياسي والاجتماعي لهيكليات طوائفية متناحرة تتنازع حصصها من ثروات الوطن المنهوبة، وقد غاب عن بال الجميع أنه لا أقليات محكومة ولا أكثرية حاكمة ولا غالب ولا مغلوب بين اللبنانيين وان الدولة العادلة هي ملاذهم الوحيد في نهاية المطاف".


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم