الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

13 عاماً مرّت هل تذكرون؟

المصدر: "النهار"
13 عاماً مرّت هل تذكرون؟
13 عاماً مرّت هل تذكرون؟
A+ A-

ثلاثة عشر ربيعاً أرادوها شتاءً جليدياً للبلد فهل تذكرون؟؟؟ نعم نعم نعم نتذكر نتذكر نتذكر نتذكر يا جبران، نتذكر شموخ الأرز في عينيك، ونتذكر ربيع لبنان في بسمتك، ونتذكر ونعيش استقلال لبنان في قلمك وروعة كلماتك السيادية الحرة. نتذكر كيف نفثوا سمومهم وحقدهم وبغضهم وعهرهم حلوى وزعوها فرحاً وجزلاً بتفجيرك، ظناً منهم أنك رحلت، لكن خابوا وخاب أملهم، لأنك يا جبران حاضر رغم الغياب، باقٍ رغم الرحيل. فالأقمار ليس لها أفول، والأحلام أبقى من الموت والنسيان. لن نسألك عن حالك يا جبران،، فأنت تعيش في عالم الخلود والمجد والرفعة، عالم الشهداء الذين يعيشون إلى أبد الآبدين، دفاعاً عن لبنان العظيم. ولكن بنا خوف وحياء وغصة عندما نحاول الإجابة عن سؤالك لنا عن لبنان واللبنانيين، لبنان حلمك يا جبران ليس بخير، ليس بأمن ومأمن ورغد عيش كما حلمت وأردت وعملت لأجل ذلك مع كل شهدائنا الأبرار وأغدقتم دمكم لأجل ذلك. ففي لبنان يا جبران: تسويات لا تركب على قوس قزح، ليس فيها أي مصلحة للبنان واللبناني، إنما مصلحة الزعيم وأزلام الزعيم. انتخابات وطنية !!! تزيدنا طائفية ومذهبية ترتفع متاريسها كل يوم وتزداد علوَاً وتعيدنا إلى الوراء عشرات السنين. مشاورات نيابية وتكليف رئيس حكومة ثم إعاقته بكل أنواع العقد والمطبات كرمى وخدمة لمحور خارجي يريد لبنان ولاية في كابوس استرجاع أمبراطوريته البائدة، وليس دولة سيدة حرة مستقلة. أما عن السلاح فحدّث ولا حرج، كل يوم يزداد طغياناً وهيمنة على السلاح الشرعي ويزيد في إعمال معوله هدماً وفتكاً في جسد الدولة. الفساد بلغ عنان السماء ورائحته الكريهة تزداد أكثر من رائحة النفايات التي لم يجدوا لها حلاً بعد في عالم الصفقات والسمسرات والهدر. أما بيروت التي حلمتها عاصمة الأنوار فلا كهرباء ولا مياه ولا طرقات ومع كل - شتوة - تطوف المجارير في الشوارع لأن الأزلام المدعومين أقفلوا مجاريها بفضل الحماية والتغطية لهم، وأصحاب المولدات أصبحوا أيضاً دولة داخل الدولة.

أما عن الأخلاق السياسية فيا عارنا يا جبران، ناشدناهم في ذكراك العام الماضي أن يتعملوا ويتعظوا من الكبير الكبير المرحوم غسان تويني رحمه الله حين قال أمام جثمانك الطاهر: أدعوكم لدفن الحقد مع جبران. لكنهم لم يتعظوا بل ازدادوا عهراً وسفاهة وقبحاً في التعبير. ووصلت لغة تخاطبهم درك المجارير ولم يحفظوا كرامات ولا صداقات ولا شهادة. نهارك التي أردت لديكها أن يصيح كل صباح لا زالت لنا فسحة أمل رغم الصعوبات، فإن نايلة ابنتك وفريق عملها الأوفياء ما زالوا يجاهدون لأجل بقائها، وستبقى منبراً للحرية والأحرار وصنوَّ لبنان. أزعجتك بأوجاعنا يا جبران، بآلامنا بوطننا المرفوع ألماً على صليب الارتهان والمصلحة والمتاجرة، لكن عهدنا ووعدنا لك ولكل شهدائنا الأبرار أن نبقى نعمل دائماً وأبداً لأجل لبنان العظيم دونما خوف أو وجل.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم