الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

استشهاد متّهمي "عوفرا" و"بركان"... البرغوثي ونعالوة جرحان في خاصرة فلسطين

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
استشهاد متّهمي "عوفرا" و"بركان"... البرغوثي ونعالوة جرحان في خاصرة فلسطين
استشهاد متّهمي "عوفرا" و"بركان"... البرغوثي ونعالوة جرحان في خاصرة فلسطين
A+ A-

جرح جديد في خاصرة #فلسطين مع خسارتها شهيدين ارتقيا ليل امس على يد قوات الاحتلال، هما أشرف نعالوة الذي اتهم قبل نحو شهرين بقيامه بعملية "بركان" التي أسفرت عن مقتل مستوطنين وإصابة ثالث، واستطاعته بعدها الفرار، ما دفع الجيش الإسرائيلي إلى شنّ عشرات العمليات العسكرية للوصول إليه. أما الشهيد الآخر فهو صالح البرغوثي المتهم بتنفيذ عملية "عوفرا" الأسبوع الماضي التي اسفرت عن اصابة 7 إسرائيليين.

هدية الوداع

انطفأت شمعة بطلين معاً، بعد مباغتتهما من عناصر من الجيش الاسرائيلي، وقد نعتهما حركة "حماس" في بيانٍ جاء فيه: "نزفّ إلى شعبنا وأمتنا اثنين من خيرة مجاهدينا: الشهيد البطل أشرف نعالوة الذي دوّخ الاحتلال على مدار أكثر من 9 أسابيع بعد عملية بطولية نوعية في مغتصبة "بركان"، والشهيد البطل صالح البرغوثي منفذ عملية مغتصبة "عوفرا" الأسبوع الماضي شمال رام الله". وفي ما يتعلق بالشهيد البرغوثي الذي خطف قرب بلدة سردا بعد اطلاق النار على سيارته، لتعلن اسرائيل بعدها مقتله، قال شقيق زوجته لـ"النهار" علاء الريماوي: "كان صالح في طريقه الى منزله حين تعرض لمكمن، أطلقت النار على سيارته قبل ان يُخطف وتُصدر اسرائيل بياناً رسمياً بمقتله". واضاف: "قبل يوم من استشهاده اشترى لوحيده قيس ابن الأربع سنوات ألعاباً وكأنه كان يريد ان يترك ذكرى لفلذة كبده، ليرتقي بعدها بساعات شهيداً".

"حسبنا الله ونعم الوكيل"، هي العبارة التي توجّه بها علاء إلى قاتلي زوج شقيقته ابن بلدة كوبر. ولفت إلى أن "صالح كان يعيش حياة مستقرة، عمل في التجارة، كان شاباً رياضياً طيب المعشر، عمه نائل عميد الأسرى الفلسطينين الذي قضى حتى الآن 39 سنة في سجون الاحتلال. أما والده فقضى 34 سنة، وفي الأمس اعتقل مع ابنه وابني شقيقه". وعما إن كان صالح هو من قام بعملية "عوفرا" أجاب: "هذا ما ورد في بيانات التنظيم الذي يتبع له"، مشيرا إلى أنه "حتى اللحظة لم نتسلّم جثمانه ليوارى في الثرى إلى مثواه الأخير".

أشرف... شرّفنا

أما أشرف نعالوة، أو "الشبح" كما لُقّب، فقد عثرت عليه قوات الاحتلال في منزل بمخيم عسكر في مدينة نابلس بالضفة الغربية المحتلة، بعد مطاردات كثيرة فشلت حينها، ليتم الإعلان عن استشهاده فجراً، وقد عثر في المنزل الذي شهد الاشتباك على مئات الرصاصات وعلى كتاب "صراع في الظلام" الذي كان في الغرفة التي تحصن بها نعالوة.

وعلقت فيروز شقيقة نعالوة (23 سنة) على العملية في فيديو بثته صفحة "كرمول" على "فايسبوك" قائلة: "اللهم الثبات والصبر والقوة، 65 يوماً، الله وحده يعلم كيف مرت علينا، والدتي في الزنزانة منذ 40 يوماً، ووالدي كذلك في السجن لا نعرف عنه شيئاً منذ 30 شهرا، وشقيقي هو الآخر مسجون، وأنا قضيت شهراً كاملاً قضيتها داخل السجن، وزوجي كذلك"، مضيفة: "لم أرَ أشرف منذ أكثر من أربعة أشهر، نحسبه عند الله شهيداً، اللهم ابدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من اهله، في جنات النعيم يا أشرف، الله معك، الله يصبّر قلب أمك وأبيك في سجنهما، أشرف هو شرفنا. الحمد لله ان اخذ فهو أبقى". وعن الأسرة التي احتضنت أشرف علقت: "أتمنّى من الله ان يجزيها خير الجزاء". في حين نشرت هنادي نعالوة قريبة أشرف صورة لآخر كلماته في كراس خاص به حيث كتب: "لا تبكي يا ورود الدار ظلك غني بغيابو، ولما يعود من المشوار كوني الزينة ع بوابو".

استنكار ونعي

الرئاسة الفلسطينية اصدرت بيانا اعتبرت خلاله أن "المناخ الذي خلقته سياسة الاقتحامات المتكررة للمدن والتحريض على سيادة الرئيس، وغياب أفق السلام هو الذي أدى إلى هذا المسلسل المرفوض من العنف الذي ندينه ونرفضه، والذي يدفع ثمنه الجانبان"، مضيفة: "سياستنا الدائمة هي رفض العنف والاقتحامات وإرهاب المستوطنين، وضرورة وقف التحريض، وعدم خلق أجواء تساهم بتوتير الوضع". وشددت على أن "موقف الرئيس (محمود عباس) الدائم هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967، وقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الذي يوفر الأمن والاستقرار والسلام للجميع".

الفصائل الفلسطينية نعت الشهيدين، فاعتبرت "حركة الجهاد الإسلامي" أنّ "هذه الدماء الزكية الطاهرة لن تذهب هدراً، وهي أمانة في أعناقنا وفي عنق كل حر يأبى الخنوع والاستسلام"، مشدّدة في بيان على أن "المقاومة نهج متواصل، وستبقى جذوة المقاومة متقدةً في الدفاع عن الأرض والشعب والمقدسات"،  داعية "جماهير شعبنا في كل مكان، إلى تصعيد المواجهات وإعلان الغضب في وجه الاحتلال". أما "حركة فتح" فأشارت إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي يستطيع بقوته وجبروته أن يقتحم مدننا وقرانا ومخيماتنا، ولكنه لن يُقحم الخوف والإرهاب إلى نفوسنا". من جانبها، قالت "كتائب القسام" إن على العدو ألا يحلم بالأمن والأمان والاستقرار في ضفتنا الباسلة، مشدداً على أن جمر الضفة تحت الرماد سيحرق المحتل ويذيقه بأس رجالها الأحرار من حيث لا يحتسب العدو ولا يتوقع". في حين اعتبرت"حركة المجاهدين" أن" دماء شهداء الضفة تزيد من لهيب الثورة وندعو لتصعيد المواجهة مع العدو". كما دعت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين إلى" تصعيد المقاومة والانتفاضة ضد الاحتلال رداً على اغتيال الشهيدين".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم