الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هل كان اقفال المدارس ضرورياً في كل لبنان خلال العاصفة؟

المصدر: خاص - "النهار"
A+ A-

على مدى الايام الثلاثة الماضية، كان قرار وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الاعمال حسان دياب اقفال المدارس الخاصة والرسمية محط سجال، لاسيما في اليومين الاولين لوصول العاصفة "اليكسا" حيث لم تسجل المناطق الساحلية مستوى هطول امطار كبير او صقيع استثنائي، الامر الذي جعل البعض يطرح علامات استفهام حول استسهال اتخاذ قرار تعطيل الوف الطلاب خصوصا مع اقتراب امتحانات الفصل الاول. غير ان مؤيدي التعطيل الدراسي حتى في المناطق التي لم تتأثر مناخيا في شكل كبير بالعاصفة اعتبروا ان قرار الوزارة صائب طالما ان مشهد غرق الشوارع لا يزال ماثلاً في الاذهان، وان الوزارة تعرف اكثر من غيرها النقص الذي تعانيه الكثير من المدارس في تجهيزات التدفئة، لا بل ان هناك تقارير عن عدد من المدارس المصدعة التي لا تؤمن سلامة الطلاب لا في الشتاء ولا في الربيع.


وزارة التربية تقول انها اتخذت قرارها بناء على توصية لجنة ادارة الكوارث التي تتلقى تقارير قوى الامن ومصلحة الابحاث العلمية والزراعية والدفاع المدني وغيرها من الاجهزة، وهي لا ترى موجباً للتفريق بين مناطق ساحلية واخرى جبلية طالما ان الشوارع مهددة بالطوفان، وطالما ان هناك عجزاً عن تأمين تدفئة جيدة في المدارس، فارتأت اتخاذ الخطوة ولو كانت احترازية في مناطق عدة. علماً ان المدارس الخاصة لم تلتزم جميعها بقرار التعطيل خلال الايام الثلاثة الماضية لاسيما في بيروت وجبل لبنان. وتشير المعلومات الى تضارب في الآراء في وزارة التربية حول قرار التعطيل حيث لم يجد البعض موجباً لشمول قرار التعطيل المدارس الصالحة من حيث التجهيزات في المناطق التي لم تضربها العاصفة بقوة. 


السيدة لينا الخال، وهي مديرة مساعدة في "الكوليج بروتستانت" في بيروت قالت لـ"النهار" ان "المدرسة التزمت بقرار التعطيل في اليومين الاولين من العاصفة، ومساء امس تبلغت السفارة الفرنسية من وزارة التربية قرار فتح مدارس اليوم، وعليه قامت ادارة المدرسة بابلاغ الاهالي بالامر، الا اننا تفاجئنا ان الوزارة عدلت عن قرارها مساء امس، وكان الامر متأخراً بالنسبة لنا للعدول عن القرار مع حرصنا على الالتزام بالقرار الرسمي".
وفي رأيها، ان "المدارس المجهزة في بيروت لم تكن مضطرة للتعطيل، فلدينا وسائل التدفئة واذا لم نستفد منها في ايام كهذه فمتى نستفيد منها؟". وتمنت الخال لو ان الوزير اكتفى باصدار تحذير وترك الحرية للمدارس الخاصة التي ترتأي ضرورة التعطيل مع تأمين التغطية لها.
منسق اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة الاب بطرس عازار قال ان "كل الاطراف كانت متفقة على قرار قفل المدارس الرسمية والخاصة جراء العاصفة "الكسا". واوضح لـ "النهار" ان وزير التربية كان حريصا على حماية التلامذة والطلاب متحدثا عن آراء طبعت النقاش في هذا الصدد، وضمنها تأييد البعض فتح المدارس "الآمنة" مناخيا. ورأى ان موقف الوزير ارتكز على واقع المدرسة الرسمية بشكل خاص لافتا الى وجود تقارير عن مدارس مصدعة ما يبرر الموقف الرسمي اقفال المدارس.
رئيس اتحاد لجان الاهل في كسروان-الفتوح جوزف بطيش اشار الى ان "قرار اقفال المدارس ليس سهلا وكان يجب ان يترك القرار لكل مدرسة، من هنا نرفض استسهال التعطيل في المدارس المجهزة والمناطق التي لم تتأثر في شكل كبير بالعاصفة".
ورأى ان قرار التعطيل في اليومين الماضيين في مناطق الساحل لم يكن مبررا ابدا، مضيفا ان اغلب المدارس الخاصة في كسروان فتحت اليوم خصوصا وان امتحانات الفصل الدراسي الاول على الابواب.
السيدة مي زيادة، عضو لجان الاهل في مدرسة الحكمة- الاشرفية، ايدت قرار وزير التربية، فـ"لو حصلت كارثة على الطرق كما حصل في نفق المطار من كان سينقذ اولادنا؟، كما ان توقعات الارصاد الجوية اشارت الى عاصفة كبيرة في كل المناطق"، مشيرة الى "ان "الحكمة" فتحت ابوابها اليوم لكني ندمت على ارسال اولادي وفضلت لو لم افعل بسبب الصقيع في العاصمة". وختمت "الف يوم تعطيل ولا مخاطرة بحياة اودلانا".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم