الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عون: إسرائيل أبلغتنا عبر أميركا ان لا نيات عدوانية على الحدود

المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام
عون: إسرائيل أبلغتنا عبر أميركا ان لا نيات عدوانية على الحدود
عون: إسرائيل أبلغتنا عبر أميركا ان لا نيات عدوانية على الحدود
A+ A-

اكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان اسرائيل "ابلغتنا عبر الولايات المتحدة ان ليس هناك من نوايا عدوانية في اعمالها الاخيرة على الحدود وستستمر بالعمل من داخل الاراضي التي تحتلها. ونحن ايضا لا نوايا عدوانية لدينا، وبالتالي لا خطر على السلام، انما يجب اخذ بعض التدابير لازالة سبب الخلاف، ونحن مستعدون العمل في هذا المجال ولكن بعد الحصول على التقرير النهائي وتحديد المواضيع التي يجب معالجتها".

ولفت الرئيس عون الى "ضرورة تفعيل العلاقات مع النمسا على مختلف الصعد وتطوير آليات التعاون في المجالات كافة بما يخدم مصالحنا المشتركة، وأتمنى للمنتدى الاقتصادي اللبناني - النمساوي الذي سيطلق اليوم، النجاح في تسهيل فرص الاستثمار الثنائي".

وحول الوضع الحكومي، اوضح رئيس الجمهورية انه "بعد العجز عن معالجة المسألة الحكومية بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة وبقية الاطراف، رأينا انه من الواجب اخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة، لان الاخطار اكبر من قدرتنا على تحملها". وشدد على "وجوب نجاح المبادرة والا سنكون امام كارثة، ونحن نملك رأيا للتوفيق بين كل الاطراف".

من جهته، اشاد الرئيس النمساوي الكسندر فان در بيلين ب"العلاقات اللبنانية - النمساوية"، معربا عن تقديره "لاستقبال لبنان العدد الكبير من اللاجئين السوريين، وهو امر لم نشهد له مثيلا"، وقال: "إن العلاقات الاقتصادية بين البلدين جيدة وخالية من التوتر، ولكن يمكن تحسينها وتقويتها ورفعها الى المستويات التي نريدها. واتمنى ان تنجح لقاءات المنتدى الاقتصادي النمساوي - اللبناني وتعطي الزخم الضروري للعلاقات الاقتصادية الثنائية".

مواقف الرئيسين عون وفان در بيلين جاءت خلال المحادثات اللبنانية - النمساوية التي جرت في القصر الجمهوري في بعبدا، واعقبها مؤتمر صحافي مشترك ثم غداء على شرف الرئيس الضيف وقرينته.

وكان الرئيس النمساوي وصل وقرينته السيدة دوريس شمايداور إلى القصر الجمهوري عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، يرافقهما رئيس بعثة الشرف وزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد في حكومة تصريف الاعمال نقولا التويني، حيث كان في استقبالهما رئيس الجمهورية واللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون.

واقيمت للرئيس الضيف مراسم الاستقبال الرسمي التي بدأت بعزف النشيدين الوطنيين النمساوي واللبناني، ثم استعرض الرئيسان عون وفان در بيلين ثلة من حرس الشرف. بعد ذلك، صافح الرئيس النمساوي أعضاء الوفد اللبناني، وهم الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال نقولا التويني وبيار رفول، سفير لبنان في النمسا ابراهيم عساف، المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، المستشارة الرئيسية لرئيس الجمهورية السيدة ميراي عون الهاشم، المستشار العسكري والامني لرئيس الجمهورية العميد المتقاعد بولس مطر، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدبلوماسية السفير شربل وهبه، رئيس مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا والمستشار في وزارة الخارجية اسامة خشاب.

وتوجه بعد ذلك الرئيسان عون وفان در بيلين إلى "صالون السفراء"، حيث عقدا جلسة محادثات ثنائية أعقبتها محادثات موسعة بحضور الوفدين الرسميين اللبناني والسويسري. وخلال الخلوة والمحادثات الموسعة، شكر الرئيس عون "مشاركة النمسا في قوات "اليونيفيل" وتعاون الكتيبة النمساوية مع الجيش اللبناني، إضافة إلى وقوف النمسا إلى جانب لبنان في مناسبات عدة".

وتطرق البحث إلى ضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية وتعزيز التعاون بين رجال الأعمال اللبنانيين والنمساويين، لا سيما مع وجود فرص تعاون عدة وإمكانية الاستثمار في حقل النفط.

وشرح الرئيس عون "موقف لبنان من الأزمة السورية وتطوراتها وانعكاساتها على لبنان أمنيا واقتصاديا وديموغرافيا"، عارضا "موقف لبنان لجهة ضرورة عودتهم الآمنة إلى سوريا من دون انتظار الحل السياسي".

كما تناول الرئيس عون "موقف لبنان من أزمة الشرق الأوسط ومبادرته لإنشاء "أكاديمية الانسان للتلاقي والحوار".

بدوره شكر الرئيس النمساوي الرئيس عون على دعوته، منوها ب"قيادته الحكيمة للبنان والتي حققت استقرارا للبلاد"، مقدرا خصوصا "رعاية لبنان للنازحين السوريين على رغم الأعداد الكبيرة منهم، ما شكل عبئا ثقيلا على لبنان وشعبه"، لافتا إلى أن بلاده "استقبلت أعدادا قليلة من النازحين وهي تساعد أيضا من خلال الصليب الأحمر النمساوي في تقديم الاسعافات والرعاية الصحية للنازحين في المخيمات في لبنان"، معربا عن أمله "في أن يعود السوريون قريبا إلى بلادهم".

وركز الرئيس النمساوي على "أهمية التعاون الاقتصادي بين لبنان والنمسا وحرص بلاده على التعاون بين رجال الأعمال في كلا البلدين".

وبعد انتهاء المحادثات الموسعة، عقد الرئيسان عون وفان در بيلين مؤتمرا صحافيا مشتركا، استهله الرئيس عون بكلمة، جاء فيها: "سعدت اليوم بلقاء السيد الكسندر فان در بيلين رئيس جمهورية النمسا، في مستهل الزيارة الرسمية التي يقوم بها والسيدة قرينته الى لبنان. وكان اللقاء مناسبة عبرت له فيها عن امتنان لبنان لوقوف بلاده الدائم الى جانب قضايانا المحقّة في المحافل الاوروبية والدولية. واستذكر بكثير من التقدير تصويت بلاده في الامم المتحدة لصالح مطالبة اسرائيل بدفع التعويضات عن أضرار البقعة النفطية التي تسبّبت بها في مياهنا الاقليمية في حرب تموز 2006، واستمرار النمسا في دعم وكالة "الاونروا"، الى جانب مشاركتها الفاعلة في قوات اليونيفيل في الجنوب وتعاونها المتواصل مع الجيش اللبناني.

وعرضت لفخامة الرئيس التهديدات الاسرائيلية المتواصلة ضد لبنان والتي ارتفعت وتيرتها في الآونة الاخيرة. وهي تصب في اطار الضغوط التي تمارسها اسرائيل على لبنان، في ظل استمرار انتهاكها لسيادته برا وبحرا وجوا. وشددنا على اهمية توحيد الجهود الدولية من اجل مكافحة الارهاب الذي بات خطرا شاملا. كما ركزنا على ضرورة الاسراع في ايجاد حل لازمة النازحين السوريين يساهم في اعادتهم الى المناطق الآمنة في بلادهم، من دون انتظار التوصل الى حل سياسي للأزمة السورية، لا سيما وان لبنان لم يعد بمقدوره تحمل المزيد من الاعباء نتيجة ضخامة حجم هذا النزوح. وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا السياق.

وانطلاقا من عمق الروابط المتعددة التي تجمعنا، توافقنا على ضرورة تفعيل علاقاتنا الثنائية على مختلف الصعد، وتطوير آليات التعاون في ما بيننا في المجالات كافة، بما يخدم مصالحنا المشتركة. وفي هذا الاطار، رحبت بوفد رجال الاعمال المرافق لفخامته، متمنيا للمنتدى الاقتصادي اللبناني - النمساوي الذي سيطلقه، النجاح في تسهيل فرص الاستثمار الثنائي.

وكان توافق على ان ما يجمع بلدينا اكبر من مجرد التمسك بقيم السلام والديموقراطية، بل يتعداه الى احترام التعددية وحق الاختلاف والتنوع، وصولا الى الدفاع عما يصون كرامة الانسان وحقوقه. وفي هذا الاطار، اطلعت فخامته على المبادرة التي اطلقتها من على منبر الامم المتحدة بانشاء "اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار" في لبنان، طالبا دعم بلاده في تحقيق هذا الهدف، كآلية تلاقي من آليات عالم الالفية الثالثة".

ثم تحدث الرئيس النمساوي، فقال: "فخامة الرئيس، سيداتي سادتي، يسرني ان أحل ضيفا عليكم في لبنان، واسمح لي فخامة الرئيس، ان اشكرك على هذه الدعوة. كما يسرني ان تكون هذه الزيارة في وقت تترأس فيه النمسا مجلس الاتحاد الاوروبي. لقد نجحتم، فخامة الرئيس والحكومة، في رفع التحدي المهم رغم الاضطرابات المحيطة بكم، وذلك بفضل التعددية والتنوع الطائفي والديموقراطي والقدرة على التعايش في نظام ديموقراطي برلماني حر، وهو امر ليس بالسهل. ونحن نعرب عن تقديرنا بشكل خاص، للوضع السياسي والاقتصادي في المنطقة واثره على الوضع في لبنان. كما بحثنا في موضوع محوري هو الوضع في سوريا، حيث ان النمسا والاتحاد اوروبي يدعمان مبادرة الامم المتحدة هناك، والتدخلات الانسانية الدولية في هذه الازمة. واعرب عن تقديري العميق لحسن استقبال اللبنانيين للاجئين السوريين في هذه الظروف الصعبة للغاية، وهو امر لم نشهد له مثيل ويظهر العبء الذي يرزح تحته لبنان جراء هذا الوضع".

اضاف: "قمت بالامس بزيارة الى مخيم حوش النبي في البقاع لتكوين صورة ملموسة عن الاوضاع، والتحديات التي يواجهها لبنان ومنها الوضع الاقتصادي بسبب ازمة اللاجئين وهو امر ندركه. ان النمسا هي من الدول الاوروبية التي تلقت اكثر عدد من طلبات اللجوء اليها مقارنة بعدد السكان، ولكن عدد الطلبات واللاجئين في لبنان لا يمكن مقارنته ابدا بتلك التي تلقيناها. ان بلادنا تدعم لبنان ووضع اللاجئين من خلال المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبرنامج الغذاء العالمي، وعلى الصعيد الثنائي ايضا اضافة الى المتعددة الطرف، وذلك عبر صندوق الاتحاد الاوروبي. وسنعقد اليوم بعد الظهر منتدى اقتصاديا، ولدينا عدد مهم في الوفد المرافق من رجال الاعمال النمساويين الذين سيلتقون نظراءهم اللبنانيين".

ولفت الى ان "العلاقات الاقتصادية بين البلدين هي برأيي خالية من التوتر وجيدة، ولكن يمكن تحسينها وتقويتها ورفعها الى المستويات التي نريدها. واتمنى ان تنجح لقاءات المنتدى الاقتصادي النمساوي - اللبناني، وتعطي الزخم الضروري للعلاقات الاقتصادية الثنائية".

وتابع: "سأتوجه غدا الى الناقورة لتفقد الكتيبة النمساوية ضمن عداد "اليونيفيل"، وهي موجودة هناك منذ العام 2011، ولدينا 180 جنديا التحقوا بالقوات الدولية. اجدد شكري لكم، فخامة الرئيس على حسن الضيافة، واتمنى للبنان السلامة والتطور والتنمية الاقتصادية السلمية التي يرغب فيها، ونحن متأثرون بما حققه اللبنانيون خلال العقد الاخير، واننا مع الاتحاد الاوروبي مستعدان لدعم لبنان في هذا المسار".

بعد ذلك دار حوار بين الصحافيين والرئيسين عون وفان در بيلين، فسئل الرئيس عون عن التطورات في جنوب لبنان جراء الاعمال الاسرائيلية والتوتر القائم بعد الحديث عن الانفاق، وما اذا كانت ستؤدي الى تدهور الاوضاع ام هناك دوافع داخلية اسرائيلية دفعت الى هذا الامر؟

اجاب الرئيس عون: "ان قضية الانفاق تم اخذها بجدية، وقد ابلغتنا اسرائيل عبر الولايات المتحدة ان ليس هناك من نوايا عدوانية وستستمر بالعمل من داخل اراضيها. ونحن ايضا لا نوايا عدوانية لدينا، وبالتالي لا خطر على الاستقرار على الحدود، انما يجب اخذ بعض التدابير لازالة سبب الخلاف، ونحن مستعدون العمل في هذا المجال ولكن بعد الحصول على التقرير النهائي وتحديد المواضيع التي يجب معالجتها".

كما سئل الرئيس عون عن الدعم الذي يتوقعه لبنان من النمسا والاتحاد الاوروبي في مواجهة تداعيات الازمة السورية. فأجاب رئيس الجمهورية: "ان الحرب في سوريا حملتنا نتائج عديدة ومنها ازمة النازحين، والحل السياسي سيساعدنا على انهاء مشكلة النازحين وهي اصعب ما تحملناه، بعد ان وضع الجيش اللبناني حدا لتسلل الارهابيين الى لبنان من الاراضي السورية. ولكن الحل السياسي لا يخضع لارادتنا او لارادة سوريا، فهناك دولتان كبيرتان هما روسيا والولايات المتحدة تتنازعان النفوذ على الاراضي السورية، وبالتالي فإنهما يحاولان التوصل الى حل سياسي، ولكن هذا الامر من الصعب تحقيقه في مدى زمني قصير. ولبنان لا يعاني من خطر اجتياح اراضيه من قبل الارهابيين ويعيش مرحلة استقرار وسلام".

ثم اجاب الرئيس النمساوي: "طالما ان الازمة مستمرة، ولم تنته الحرب في سوريا، فإن دور النمسا في الدعم الاجتماعي والانساني يقتصر على تقديم الدعم الطبي والخبرة في تأمين الصرف الصحي في مخيم اللاجئين، وما نقوم به حتى الآن هو عبر الصليب الاحمر. ان الاموال غير كافية ابدا ويجب تأمينها عبر القنوات المتعددة والثنائية الاطراف. عندما تضع الحرب اوزارها قريبا ان شاء الله، نرغب في المشاركة في اعادة اعمار سوريا ودعمها بأفضل السبل، وهو امر يهم الاتحاد الاوروبي وهو يصب في مصلحة اللاجئين الراغبين في العودة والقادرون عليها".

سئل الرئيس در بيلين عن موقفه من مواصلة اسرائيل اعتداءاتها ضد لبنان، فدعا الى "اعتماد الهدوء طالما ان الامور بمثابة "الابرة التي توخز"، فأنتم في منطقة ستكون الحياة صعبة فيها خلال العقود المقبلة طالما ان ليس هناك اتفاقات سلام بين اسرائيل والدول المجاورة ولكن في الوقت الراهن، اعتقد ان هناك امكانية لوضع حد للعنف في غزة، ولا اعتقد بأن الاعتداءات ستمتد الى لبنان فهذا امر استبعده، لانه من مصلحة كافة الدول في المنطقة المحافظة على الوضع على الحدود، كما هو عليه لاسباب اقتصادية واجتماعية وتنموية وليست اسرائيل باستثناء في هذا المجال".

كما سئل الرئيس النمساوي عن افق التعاون الاقتصادي بين البلدين وكيفية تحسينه، فاعتبر انه "وفق الارقام تصدر النمسا الى لبنان اكثر مما يصدره اليها، وهو امر جدير بالتفكير به. ليست المشكلة اقتصادية فالاختلاف في الميزان التجاري يمكن تعويضه بسبل اخرى كالخدمات والرساميل وغيرها، مما يشكل اسس العلاقات الاقتصادية. ويجب التشديد على ان الاستقرار السياسي في غاية الاهمية بالنسبة الى التجارة والاستثمارات المباشرة، فالاستقرار يضمن ثباتا في القوانين واحترام سيادة القانون، ويمكن التعويل على النظام القضائي. وفي ما خص الوضع اللبناني، فأعتقد ان الاهم هو انتهاء الحرب في سوريا وعندها تتحسن الاوضاع من تلقاء نفسها، ومنها الوضع السياحي الذي سيتغير للافضل حتما بعد الاستقرار في سوريا. وفي هذا المجال ارغب جدا في العودة الى لبنان كسائح".

وسئل الرئيس عون عن الوضع الداخلي والمبادرة التي قام بها بالنسبة الى مسألة تشكيل الحكومة، فأوضح انه "بعد تعثر الوضع الحكومي والعجز عن معالجته بالطريقة التقليدية بين رئيس الحكومة وبقية الاطراف، رأينا انه من الواجب اخذ المبادرة للتوفيق بين الجميع لتشكيل الحكومة لان الاخطار اكبر من قدرتنا على تحملها ولن نكررها لانكم تعرفونها. ان قيامنا بهذه المبادرة كي تنجح، ويجب ان تنجح، والا سنكون امام كارثة، وهذا بصراحة سبب تدخلي، وآمل ان تنجح هذه المبادرة لاننا نملك رأياً للتوفيق بين كل الاطراف".




الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم