الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"شرطيّة فرنسيّة تبكي بحرقة"... حقيقة ما زُعِم أنّها قالته عن العرب!

المصدر: "النهار"
هالة حمصي
هالة حمصي
"شرطيّة فرنسيّة تبكي بحرقة"... حقيقة ما زُعِم أنّها قالته عن العرب!
"شرطيّة فرنسيّة تبكي بحرقة"... حقيقة ما زُعِم أنّها قالته عن العرب!
A+ A-

المشهد آسر... من الارض الفرنسية. المرأة تصيح بحرقة، وهي جاثمة على ركبتيها... "لماذا تفعلون بنا هذا؟ لا سلاح معنا". في اليومين الماضيين، حصدت المرأة الاضواء، بفعل ما قامت به وقالته خلال تظاهرات "#السترات_الصفر" في فرنسا. في ترجمة غريبة عجيبة في حسابات وصفحات لبنانية وعربية في وسائل التواصل الاجتماعي، عُرِّف بها انها "شرطية فرنسية"، وان ما قالته هو "لا تخربوا باريس مثلما خرّب العرب أوطانهم"، بما أجّج التعليقات. ولكن هل هذه المرأة شرطية، وفقا للزعم؟ وهل جاءت على ذكر "#العرب وتخريبهم لاوطانهم" خلال كلامها؟

"النهار" دقّقت من أجلكم

الوقائع: الكاميرا تصوّر، توثّق لحظات حامية. في الوسط، بدت سيّدة بسترة صفراء وهي تصيح في الشارع، بالفرنسية، وحولها آخرون ارتدوا "السترات الصفر". المدة دقيقة و46 ثانية... الكلام عفوي، تلقائي، وقد توجهت به الى اشخاص لم يكونوا ظاهرين في الكاميرا. في مواجهة "سلمية، تنزع عنها السترة الصفر، ليظهر لباس بنقشة عسكرية كانت ترتديه. تركع ارضا، وتواصل الصياح عاليا، اكثر فأكثر...

الفيديو تناقلته صفحات وحسابات لبنانية وعربية على وسائل التواصل الاجتماعي بكثافة في اليومين الماضيين، ابتداء من السبت 8 كانون الاول 2018 الذي شهد احتجاجات "السترات الصفر" في ارجاء #فرنسا. وقد أرفق بتعليق بالعربية: "شرطية فرنسية تبكي بحرقة: تعالوا واقتلوني... لا تخربوا #باريس مثلما خرب العرب أوطانهم".

التدقيق:

-الفيديو يعود لوكالة Agence LDC News، ويحمل اسمها بوضوح. وقد عنونته بالفرنسية: 

GiletsJaunes: Le cri de désespoir d'une femme#، (اي صرخة يأس لامرأة). المكان: باريس في فرنسا. التاريخ: السبت 1  كانون الاول 2018. النشر: 3 منه، وفقا للوكالة. وهذا يعني ان الفيديو لا يعود الى احتجاجات السبت 8 ك1 2018، بل الى السبت ما قبله.

-واضح ان السيّدة محتجة من السترات الصفر، وليست شرطية كما يزعم البوست. "صرخة يأس لامرأة".

-هل قالت: "تعالوا واقتلوني... لا تخربوا باريس مثلما خرب العرب أوطانهم"؟

اليكم الترجمة الحرفية لكلام السيدة، من الفرنسية الى العربية: "اللعنة، حتى نحن لسنا مسلحين. اللعنة، انظروا الى ما تفعلونه بنا. ناضلوا من اجل أطفالكم ونسائكم. ولكن ما الذي تفعلونه بنا؟ انه عار بالفعل. عليكم أنم تخجلوا من أنفسكم. ما تفعلونه عار. هناك اشخاص مصابون، ونحن لسنا مسلحين. ليست لدينا اسلحة، اللعنة. ليس لدينا اسلحة. لسنا مسلحين، لسنا مسلحين... لماذا تفعلون بنا هذا؟ لسنا مسلحين (تنزع عنها سترتها، وتركع ارضا). لماذا لا تكونون معنا؟ ابكوا معنا، موتوا معنا. لماذا اللعنة؟ لماذا تؤذون الناس؟ لقد سقط قتلى. هناك قتلى، ويجب ان تشعروا بالعار. لديكم اطفال ونساء وازواج واخوة. ليست لدينا ضغينة. نحن حتى ليس لدينا كره. لكن انظروا. نحن عزل، ليس لدينا شيء. ليس لدينا كره تجاهكم. ليس لدينا كره تجاهكم. ما نطلبه منكم هو ان تكونوا معنا، من اجل الشعب، من اجل فرنسا، وطننا وأمتنا، الشعب الفرنسي، انتم الشعب، انتم مثلنا. نحن اخوانكم واخواتكم.

يلقي احدهم بشيء في اتجاه الشرطة. وتنتفض المرأة صارخة: "لا، لا تفعلوا هذا، لا تفعلوا هذا". وتواصل كلامها (gعناصر الشرطة في الجهة المقابلة): "لماذا تفعلون بنا هذا؟ نعلم ان ما يحدث يغضبكم. نعلم انكم تتألمون".

بموجب كلام المرأة، المؤكد انها لم تقل: "تعالوا واقتلوني"، كما يزعم البوست المتناقل. كذلك لم تأت على ذكر "العرب وتخريبهم لاوطانهم"، لا من قريب ولا من بعيد، بخلاف ما يزعمه البوست.

النتيجة: البوست المرفق بالفيديو كاذب. المرأة ليست شرطية، بل محتجة من "السترات الصفر". اما ما زُعِم انها قالته، فخاطئ كليا، فبركة، ولا يمت الى الحقيقة بصلة. وفقا لما قالته في الفيديو، لم تـأت اطلاقا على ذكر "العرب وتخريبهم لاوطانهم". كذلك لم تقل: "تعالوا واقتلوني".

[email protected]


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم