الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فتح باب المصعد فحلّت الكارثة... بلال سقط عن علوّ 4 طبقات ففارق الحياة ميتّماً 7 أولاد

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
A+ A-

صعد الى المنزل لإحضار غرض لصديقه الذي كان ينتظره أسفل المبنى، حمله وهمّ بالنزول، فتح باب المصعد على عجل ظناً منه أنه لا يزال في مكانه، واذ به يسقط في داخله، الضربة جاءت على رأسه، طلب كوب ماء من منقذيه، غسلوا وجهه ليلفظ بعدها آخر أنفاسه... هو بلال الضناوي الناشط المعروف بخدماته الانسانية في منطقة ابي سمراء.

"تقاعس" قاتل

يوم السبت الماضي سار بلال في جنازة شقيقة الوزير في حكومة تصريف الاعمال محمد كبارة، ليكون الموت بانتظاره بعد ساعات، فكما شرح ابنه مصطفى لـ"النهار": "حضر الى البيت عند الساعة الثامنة مساء، كان صديقه بانتظاره اسفل المبنى، وعلى الرغم من انه سبق وحذرني قبل يوم من خطورة المصعد وضرورة الانتباه عند استخدامه، الا انه سقط داخله بعدما اعتقد انه لا يزال متوقفا في الطبقة الخامسة حيث نسكن، لكن للاسف كان قد سُحب إلى الطبقة الأولى". وأضاف: "في لحظة خسرنا الأب والسند بسبب تقاعس المسؤول عن المصعد، جارنا في المبنى، الذي لم يتصل بشركة صيانة لإصلاحه على الرغم من مرور وقت طويل على تعطّله، معرضاً حياة السكان للخطر، إلى أن وقعت الكارثة وحرم سبعة أولاد من والدهم. وقد رفعنا في المخفر دعوى ضد مجهول، إذ لم نرغب بتحديد الاسم".

الأمنية الأخيرة

"حنّيت لك يا قبر وحنّيت لترابك... الدنيا غدر بغدر يا موت محتاجك". عبارة اختارها بلال (41 سنة) لتكون الصورة الشخصية في صفحته على "فايسبوك" قبل ان يغدر به المصعد ويخطفه من وسط أهله ومحبيه، فهو، كما قال مصطفى: "ناشط سياسي واجتماعي، مقصد لكل محتاج من ابناء المنطقة". في حين لفت زيد صديق الفقيد إلى أنه قبل الحادثة بساعات كنا معاً "وأطلعني خلالها على مساعيه الى فتح دكان لبيع اللحوم لا يهدف إلى الربح، بل من أجل تأمين فرصة عمل لعدد من الشبان ومساعدة الفقراء على شراء اللحم بأسعار زهيدة". وأكمل: "كان يمتلك محل antique، وقد كرّس حياته في مجال الخدمات العامة للجميع، لذلك كان محبوباً من كل مَن عرفه".


بذور المحبة

وكان صدر عن غرفة عمليات جهاز الطوارئ والإغاثة يوم السبت الماضي البيان الآتي: "تعرّض بلال ضناوي لحادثة سقوط داخل منور مصعد أحد الأبنية في منطقة مفرق الحلوة في أبي سمراء، ما أدّى إلى إصابة في الرأس وجروح عديدة؛ وقد عمل جهاز الطوارئ والإغاثة في الجمعية الطبية الإسلامية على إسعافه ونقله إلى المستشفى؛ ثم ما لبث أن فارق الحياة".

في الأمس شيّع بلال الى مثواه الاخير، وقد شارك في جنازته حشد كبير من ضمنهم الوزير كبارة، وأشار زيد إلى أن "دموع المشيّعين تروي قصة إنسان مرّ سريعاً في هذه الحياة، لكن على الرغم من سنواته القليلة التي عاشها بيننا إلا أنه تمكن من زرع بذور محبته بعمله الصالح الذي سيبقى يذكّرنا به ما دام في عروقنا نبض".






حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم