الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

القمّة السنويّة لمجلس التّعاون: قادة الخليج يدعون إلى "حماية وحدته"

المصدر: "أ ف ب"، "رويترز"
القمّة السنويّة لمجلس التّعاون: قادة الخليج يدعون إلى "حماية وحدته"
القمّة السنويّة لمجلس التّعاون: قادة الخليج يدعون إلى "حماية وحدته"
A+ A-

دعا قادة #دول_الخليج في افتتاح قمتهم السنوية في #الرياض اليوم إلى الحفاظ على وحدة #مجلس_التعاون الذي تعصف به أزمة كبرى دفعت بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى التغيّب عن أعمال دورته المنعقدة، في ظل حرب مستعرة في اليمن وقضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.

وقال العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز في الجلسة الافتتاحية للدورة الـ39 للقمة الخليجية: "قام مجلس التعاون لدول الخليج العربية من اجل تعزيز الامن والاستقرار والنماء والازدهار والرفاه لمواطني دول المجلس". وأضاف: "واثق أننا جميعا حرصاء على المحافظة على هذا الكيان وتعزيز دوره في المستقبل".

بدوره، قال أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح: "ندعو إلى وقف الحملات الإعلامية التي زرعت بذور الفتنة والشقاق في صفوف أبنائنا، ليكون ذلك مقدمة لتهيئة الأجواء لحل الخلاف بيننا".

وطالب فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، بأن تتحوّل الدعوات الى حماية المجلس "واقعا"، قائلا: "ندعو الى ان يحمي ربنا هذا المجلس، وأن يوفّقه بكل خير".


وقطعت السعودية والامارات والبحرين ومصر علاقاتها بقطر في 5 حزيران 2017، متّهمة الدوحة بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة. وتنفي قطر هذه الاتهامات، لكن النزاع مستمر منذ 18 شهرا، ولم تظهر مؤشرات إلى قرب تسويته.

ولا يشارك أمير قطر في قمة الدول الست الأعضاء في المجلس التي لا يتوقع أن تصدر عنها قرارات حاسمة، علما أنه تلقى دعوة من العاهل السعودي. 

ويترأس وفد قطر إلى القمة وزير الدولة للشؤون الخارجية سلطان المريخي. وكان أمير قطر حضر القمة السابقة التي عقدت العام الماضي في الكويت.

وقد تبادلت البحرين وقطر الانتقادات بشأن قرار أمير قطر عدم حضور القمة، في خطوة تشير إلى عدم احتمال إنهاء خلاف بين الدوحة وثلاث دول عربية خليجية في وقت قريب. وقال الشيح خالد بن أحمد آل خليفة، وزير خارجية البحرين، في تغريدة على "تويتر": "كان الأجدر بأمير قطر أن يقبل بالمطالب العادلة ويكون موجودا في القمة"، في إشارة لمطالب الدول التي قاطعت الدوحة.

وردا على ذلك، قال أحمد بن سعيد الرميحي، مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية: "قطر تملك قرارها، وحضرت قمة الكويت، في حين غاب حكام دول الحصار عن الحضور".

واستقبل العاهل السعودي رؤساء الوفود الذين وصلوا إلى الرياض، وهم نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء في سلطنة عمان، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية، العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير الكويت.

أما الوزير القطري، فكان في استقباله وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية نزار مدني، وفقا للسلطات القطرية. وبثت القنوات السعودية مشاهد وصول الوفود الخليجية في شكل مباشر على الهواء، باستثناء الوفد القطري.

ويبدو الانقسام جليا في المجلس بين الدول التي تتّبع سياسة متشددة ضد طهران، كالرياض وأبوظبي والمنامة، وتلك التي تقيم علاقات بطهران، مثل مسقط والكويت.

وتسعى الدوحة أيضا إلى تعزيز علاقاتها في شكل أكبر مع طهران، في ظل استمرار خلافها مع جاراتها والاجراءات العقابية التي اتّخذتها الدول الاربع بحقها، والمتمثلة خصوصا في مقاطعتها اقتصاديا والعمل على محاصرتها تجاريا.

وأعلنت قطر الأسبوع الماضي انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) اعتبارا من كانون الثاني 2019.

من جهته، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد آل خليفة إن "قطر حرقت جميع سفن العودة، ولم يعد لديها أي سفينة من جهتها يمكن أن تعيدها إلى المجلس".

والى جانب قطر والامارات والسعودية والبحرين، يضم مجلس التعاون الخليجي الكويت وسلطنة عمان اللتين لا تزالان تقيمان علاقات بالدوحة.

وتأتي القمة الخليجية بينما يواصل وفدا الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية، والحوثيين المدعومين من إيران، محادثاتهم التي بدأت الخميس في ريمبو بالسويد، برعاية الأمم المتحدة، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص الى حافة المجاعة.

وقال الملك سلمان ان السعودية تدعم "جهود الوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية".

وتقود السعودية، بمشاركة الإمارات، تحالفا عسكريا في البلاد دعما لحكومة الرئيس المعترف به دوليا عبد ربه منصور هادي، في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران.

وكانت قطر عضوا في التحالف قبل أن تنسحب منه.

وقد تشكلّ محادثات السلام الجارية أفضل فرصة حتى الآن لإنهاء الحرب المتواصلة منذ 2014، وفقا لخبراء، مع تزايد الضغوط على الدول الكبرى للتدخّل لمنع حدوث مجاعة في أفقر دول شبه الجزيرة العربية.

وفي الشأن السوري، دعا الملك سلمان الى "حل سياسي يخرج سوريا من أزمتها ويساهم في قيام حكومة انتقالية تضمن وحدة سورية وخروج القوات الأجنبية والتنظيمات الإرهابية منها".

وكرر اتهام إيران، التي تدعم النظام السوري برئاسة بشار الاسد، وكذلك الحوثيين في اليمن، باتباع "سياسة عدائية"، معتبرا ان هذا الامر "يتطلب منا جميعنا الحفاظ على مكتسبات دولنا والعمل مع شركائنا لحفظ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

وتأتي القمة بينما تتعرض السعودية وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان لضغوط دولية، بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصليتها في اسطنبول في 2 تشرين الأول الماضي. وأقرّت الرياض، بعد نفي طويل، بأنّ خاشقجي قتل داخل قنصليتها في اسطنبول. لكنها سعت إلى إبعاد الشبهات عن الأمير محمد.

وتستمر أعمال القمة في الرياض ليوم واحد فقط. وعشية افتتاح الاجتماع، وضعت أعلام الدول الست، بينها قطر، في شوارع العاصمة السعودية، إلى جانب لافتات ترحيبية بدول مجلس التعاون الذي يرى خبراء ان الازمة مع الدوحة أضعفته في شكل كبير. وكتب على إحدى اللافتات: "خليجنا واحد، وهدفنا واحد".



ومن المتوقع أن تركز جلسة مغلقة للقمة على السياسات النفطية والقضايا الأمنية، بما في ذلك حرب اليمن والخلاف مع قطر التي تقول إن قطع روابط التجارة والنقل معها يهدف الى النيل من سيادتها.

من جهة اخرى، حض مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الدول الخليجية اليوم على تسوية الخلافات في سبيل تشكيل تحالف أمني مقترح في الشرق الأوسط سيضم مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.

وقال تيموثي ليندركينغ، نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الخليج، للصحافيين خلال منتدى أمني في أبوظبي: "نود أن نرى الوحدة تعود، ليس بشروطنا، بل بشروط الدول المعنية".

وفي حين قالت دول المقاطعة إن الخلاف ليس ضمن أولوياتها، وإن مجلس التعاون الخليجي لا يزال فعالا، قالت الدوحة إن الخلاف أضر بالأمن الإقليمي من خلال إضعاف مجلس التعاون.

وتوترت أيضا العلاقات بين السعودية والكويت بسبب حقلي نفط مشتركين مما يضعف وحدة مجلس التعاون الخليجي الذي تأسس عام 1980 ليكون حصنا في مواجهة الجارين الكبيرين العراق وإيران.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم