الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أبرز "تراند" في العام 2019: "يا واش يا واش"!

هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
أبرز "تراند" في العام 2019: "يا واش يا واش"!
أبرز "تراند" في العام 2019: "يا واش يا واش"!
A+ A-

نحن على بُعد بضعة أيام (ونكزة بس بيناتنا ما في رسميّات!) من العام الجديد الذي آمل شخصيّاً أن يحمل لي مليون دولار فرد مرّة وأن يجعلني ضرّة الدوقة ميغان ماركل وكاتمة أسرار الملكة إليزابيث، وبعض أمنيات أخرى سأبقيها طيّ الكتمان خوفاً من "ضربات" العين!

وها هو طيف الtrends الجديدة يلوح في أفق حياتنا المسكونة برُعب الحداثة ووطأتها التي تتدفّق بتفاخر وتبجّج وبعض "طمع" يترصّد خلف أبواب راحة بالنا.

وبما أن "وميض" الأعياد المجيدة يتحرّك برشاقة في إتجاه يوميّاتنا المليئة بالدفع و "عبقات القلب"، والتي تعيش علاقة إفتتان متينة مع لزقات مُسكّن الألم، إخترنا لكم اليوم "تراند" وصل مُباشرة من السويد، ويُقال أنه سيكون من أبرز النزعات في عالم اللايف ستايل في العام 2019...."ويا رب مليون دولار، ويا رب تزيح من دربي ميغان ماركل".

الأسوجيّون لديهم الكثير من الحكمة، تماماً كأبناء الدانمارك الذين قدّموا لنا قبلهم نمط حياة ال"هوغاه"(راجع "حياتنا" في تاريخ 1 شباط 2017) الذي يستريح على "الكنكنة".

وأبناء هذا البلد الإسكندنافي ينقلون إلينا اليوم "فن الإعتدال"، أو ما يُعرف بنمط حياة الLagom(لاهغوم).

ويُترجم في مُختلف أقسام حياتنا، من الأزياء إلى إستعمال مواقع التواصل الإجتماعية إلى ديكور منازلنا مروراً بكيفيّة تعاملنا مع الآخرين وصولاً إلى كيفيّة تعاملنا مع كوكبنا الذي يُناجي بعض رأفة!




يُمكن تلخيص نمط حياة "اللاهغوم" كالتالي: "ليس كثيراً وليس قليلاً جداً". فلا ننغمس في مقولة "يا طقّو، يا كسرلو مخّو"، بل نستعيض عنها بمقولة شعبيّة ثانية: " يا واش يا واش".

هي حياة مُتوازنة نسعى من أجلها، فلا نجلس ساعات طويلة في اليوم الواحد على مواقع التواصل الإجتماعية على سبيل المثال، أو نتجاهلها بتأثيرها على مجتمعنا كلياً. ولا نرتدي أزياء برّاقة تجعلنا أشبه بشجرة الميلاد، أو أخرى بالية ورثّة. ولا نزيّن منازلنا بكماليّات "مدروزة درز" الواحدة إلى جانب الأخرى وبألوان فاقعة أو دراماتيكيّة، أو نُهمل منزلنا كلياً بحيث يبدو كصحراء قاحلة. ولا نعمل 12 ساعة بلا إستراحة أو نعيش الكسل طقساً محورياً. ولا نعيش إضطراباً حقيقياً إذا فاتتنا معلومة في عالم "إنستاغرام" حول هذه الInfluencer أو تلك الBlogger، أو لا نعرف أي شيء كلياً عن هذا العالم الخطير بتأثيره. لا نعيش سعادة هستيريّة في كل الأوقات أو نضطلع بدور "البومة" 24 ساعة في النهار. ولا نمضي أيامنا في إلتهام اللحمة النيّة والمنتجات المشتقّة من الحليب أو نمضيها في إحتساء الشوربة وشاي المورينغا والخس الممزوج بالخيار.






الإعتدال هو سيد الموقف في العام 2019، يا جماعة. الرضا، الإطمئنان، إعادة إكتشاف متع الحياة البسيطة ودمجها في حياتنا اليوميّة وسط مسؤولياتنا التي تغمر عوالمنا هو الحل بحسب أبناء السويد الذين يعيشون الإعتدال سيّد موقفهم منذ مئات السنوات بحيث أصبح دمغة خاصة بهم.




وقد تكون المقولة التالية التي يعيش بحكمتها أبناء السويد، هي الأكثر إنعكاساً لتراند اللاهغوم الذي يحتاج إليه أبناء لبناننا الحبيب اليوم أكثر من أي وقت مضى:

"ما بدّها هلقد! بتعرف أنّو يوماً ما راح تموت؟!

                                                [email protected]


حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم