الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

من هم قادة "السترات الصفر"؟

المصدر: "النهار"
باريس ـ سمير تويني
من هم قادة "السترات الصفر"؟
من هم قادة "السترات الصفر"؟
A+ A-

لقب السترات الصفر يعود إلى القانون الفرنسي الذي يلزم كل صاحب سيارة باقتناء سترتين صفراوين يستخدمهما في حال خروجه من سيارته المعطلة ليلفت أنظار السائقين الآخرين والسلطات ليقدموا له المساعدة.

إنهم المحتجون الذين خرجوا إلى شوارع #فرنسا مرتدين هذه السترات الصفر ليعربوا عن رفضهم زيادة أسعار الوقود. وقد اكتسبت هذه الحركة زخماً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وجذبت إليها فئات مختلفة من الفوضويين من أقصى اليسار إلى القوميين في أقصى اليمين، رغم عدم وجود قيادة فعلية.

انطلقت الحركة في ١٧ تشرين الثاني الماضي عبر وسائل التواصل الاجتماعي كردة فعل على ارتفاع أسعار المحروقات، واتسعت الحركة بعد ارتفاع سقف مطالب المحتجين الذين يشتكون من غياب المساواة الاجتماعية بين الأغنياء، وتدني القدرة الشرائية وزيادة الضرائب.

كيف نشأت الحركة؟

أدت زيادة ضريبة الكاربون إلى استياء كبير في الأوساط الفرنسية، خاصة في صفوف أولئك الذين يستخدمون سياراتهم بشكل يومي للذهاب إلى عملهم بسبب بعدهم عن وسائل النقل العام. وتضم الحركة مجموعات غير متجانسة من المتظاهرين الذين تختلف أعمارهم ووظائفهم والمناطق الجغرافية التي ينتمون إليها. كما تضم شباباً عاطلين عن العمل ومتقاعدين من ذوي الدخل المنخفض للغاية وأشخاصاً يحصلون على الحد الأدنى للأجور.

وهناك أيضاً ناشطون ينتمون إلى اليمين المتطرف واليسار المتطرف انضموا إلى الحركة الاجتماعية، لكن التابعين للحركة من المتظاهرين سعوا إلى الابتعاد عن كل أشكال التطرف الحزبي والعنف.

وحاول بعض السياسيين في فرنسا تسييس الحركة مثل مارين لوبين زعيمة الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة وجان لوك ميلونشون الراديكالي الذي عبر عن دعمه للحركة.

ما هي مطالبهم؟

توقف ارتفاع الضرائب على الوقود الذي قررت الحكومة التراجع عنه نهار الأربعاء الماضي. لكن يبدو أن المطالب ازدادت مع اتساع رقعة الاحتجاجات. وهناك قائمة من ٤٠ مطلباً تتعلق بالإسكان والضرائب والصحة العامة والتعليم والضرائب، كما الدعوة إلى انعقاد مؤتمر وطني اجتماعي ومناقشة إقليمية حول الأراضي والنقل وتنظيم استفتاءات بشكل منتظم حول المسائل الاجتماعية والمجتمعية في البلاد، واعتماد التمثيل النسبي في الانتخابات التشريعية من أجل تمثيل برلماني أفضل.

ويمكن تلخيص الهدف الأساسي للحركة الاجتماعية في موضوع واحد هو وقف ارتفاع تكاليف المعيشة وتعزيز القدرة الشرائية للطبقة المتوسطة.

القادة

يعتبر رافائيل باكيه، وهو صاحب مؤسسة صغيرة للبناء، زعيم الحركة والناطق باسمها، ولكنه لم يتم انتخابه بشكل ديموقراطي.

ويعتبر إريك درويه، وهو سائق شاحنة، أحد مؤسّسي هذه الحركة التي نشأت داخل أحد نوادي السيارات في القرية التي يسكنها. ويتابع حسابه على فايسبوك أكثر من ٤٠ ألف شخص، وهو أحد ممثلي الحركة الأكثر تطرفاً. وقد أعلن أنه لن يحضر الحوار مع الحكومة، ويدعو نهار السبت إلى التظاهر. وهو من المطالبين بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون. وأشار أنه في حال وصول المتظاهرين إلى قصر الإليزيه فسيدخل القصر في إشارة منه إلى خلع الرئيس من قصره. لكنه من دعاة التظاهر السلمي، أي من دون أعمال عنف كما شهدت فرنسا ذلك الأسبوع الماضي.

بريسيلا لودوفسكي، صاحبة مؤسسة صغيرة مقربة من دوريه، وهي التي دعت إلى توقيع عريضة من أجل خفض سعر المحروقات. وقد حصلت على توقيع أكثر من مليون شخص. وهي على تواصل مع دوريه على الحساب الرسمي للسترات الصفر "فرنسا الغاضبة"، وهي من رافضي التعامل مع الأحزاب السياسية، وقد دعت إلى استفتاء شعبي.

ماكسيم نيكول، موظف مقرب أيضاً من دوريه ولودوفسكي، وأفلامه على فيسبوك تتابعها مئات آلاف من المشاهدين.

ستيفان لوميه، هو عاطل عن العمل وقائد الحاجز الذي يقفل نفق جبال الألب، وهو أحد الناطقين باسم الحركة ومقرب من دوريه، وهو أيضاً من دعاة عدم التعامل مع الأحزاب والمنظمات العمالية، ومن دعاة تغيير الجمهورية الخامسة وتحويلها إلى السادسة.

جاكلين فورو، عاملة في المجال الطبي، وهي أحد أهم القياديين في الحركة ومن دعائمها، وتابع أكثر من ٦ ملايين شخص الفيديو التي انتقدت فيه زيادة أسعار الوقود. لكنها من المنتقدين لما وصلت إليه الحركة، إذ تعتبر أن "السترات الصفر" فقدوا رعاية حركتهم. وهي تطالب بالاعتدال، وهي من أعضاء "السترات الصفرء الحرة" التي تدعو إلى الحوار مع الحكومة.

وتخشى تطرف الحراك، وتقول "حتى لو تمت زيادة الحد الأدنى للأجور سيستمرون في المطالبة." وتتساءل: "ما هو السبيل للخروج من الأزمة" وهي من دعاة عدم التظاهر السبت.

بنجمان غوشي، موظف في شركة تأمين، وهو من ضمن مجموعة "السترات الصفر الحرة"، ويمكن وصفهم أنهم من اليمين المعتدل ويعارضون بعض شعارات المتطرفين.

فابريس شليغل، زعيم الحركة في منطقة "الجورا"، وهو يعتبر أن السترات الصفر تمثل الزوجين اللذين يكسبان سوياً ٣٠٠٠ يورو شهرياً والكثير من المتقاعدين، وهو من المطالبين بمزيد من العدالة الاجتماعية، ومن الرافضين شعارات كعزل ماكرون ومن دعاة التظاهر السلمي.

كريستوف شالنسون، حداد كان مرشحاً للانتخابات التشريعية تحت عنوان اليمين المعتدل، وهو من المطالبين باستقالة الحكومة، وهو اليوم داخل مجموعة السترات الصفر الحرة.

لكن، بمعزل عن المتظاهرين من "السترات الصفر"، دخل مشاغبون من اليمين المتطرف ومن اليسار المتطرف بين المتظاهرين، وهم الذين قاموا بأعمال الشغب نهار السبت الماضي.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم