من عادتي التي درجت عليها ألا أكتب مقالاً صحافياً إلا إذا كان الحدثُ فريداً من نوعه أو مصيرياً في نتيجته أو كان بكل بساطة صداه رنّاناً، وباختصار العبارة "فاقعاً". وهذا الحدثُ يُمكن أن يتعلق موضوعه بأي مجال كان، علمي حربي أمني إجتماعي طبّي رياضي سياحي أو سياسي الخ... فلو تكلمنا مثلاً على مسلسل الفساد المستشري في كياننا العزيز فلا أحد في الوطن أو في الانتشار سوف يندهش لسماعه أي خبر بهذا الخصوص لكونه يعرف أن ذلك من عاديات عاداتنا ومن أساس يومياتنا تبعاً لما نسمعه عن فضائح الفاسدين بوجود جوارير يكدّسون فيها "إيراداتهم"، أو عن مجارير فاضت نتيجة استيفائهم "عمولاتهم".والخبر الفاقع اليوم هو خبر إجتماع كل نواب بيروت بدوائرها وطوائفها وأحزابها للمطالبة بالمحاسبة القضائية لما جرى في عاصمتهم فتسبب بإغراق الطرق من جرّاء فيضان المجارير وما يستحقه مَن تسبب بذلك لأفضل هجاء من عيار شعر جرير، فليوم واحد أو ليومين نسي اللبنانيون النغمة المستمرة منذ نحو ستة أشهر لعبارات المعيار الواحد والإصلاحات في الدولة كما لصلاحيات الرؤساء في الدولة فبدأ الجميع هبّة واحدة بالتركيز على عبارة "ملاحقة المسؤولين...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟
تسجيل الدخول