الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

نقد جهاد الزين لمهنته

مروان اسكندر
مروان اسكندر
Bookmark
A+ A-
صدر كتاب "المهنة الآثمة" عن دار "رياض الريس للكتب والنشر" من تأليف المعلق السياسي جهاد الزين الذي أشرف على صفحة "الرأي" في "السفير" لمدة أكثر من خمس عشرة سنة وهو يشرف حاليًا ومنذ اكثر من عشرين سنة على صفحة "القضايا" في "النهار". معروف عن جهاد انه يتحدّر من عائلة شيعية عريقة تمسّكت باللغة العربية والصفات المميزة حقًا في التعامل مع الآخرين منذ عقود، وكتابة جهاد، وهو خريج كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية عام 1975، ليست الاسهل للقراءة علمًا بان قراءة اي مقال ينشره تغني القارئ بتعابير توصيفية قلما نجدها في المقالات السياسية.بدايةً، الكتاب يقع في 300 صفحة دون الملاحق، ومن هذه ملاحق مفيدة تاريخيًا لكل من يحاول ادراك الخلفيات السياسية والاقتصادية التي تتداخل مع بعضها وترسم اطار الحياة الاجتماعية في غالبية البلدان. ولا شك ان هذا النظام اهتز وتحول عن خصائصه منذ عام 2008، وكل ما نشهده من تطاحن حول شروط تبادل المنتجات والافكار والتنظيمات الانتاجية والحياتية مرتبط بشكل وثيق مع دخول العالم منذ بداية القرن الواحد والعشرين في ثورة معلوماتية وانتاجية يمكن اعتبارها وصفيًا، بانها الثورة ما بعد الثورة الصناعية وما وفرته لبلدان عديدة قبل الحرب العالمية الاولى وبعدها. وربما من المفيد الاشارة الى ان احدى اكبر مشاكل هذا العقد، والعقد المقبل موضوع الهجرة والتهجير وتأثير هذا الامر على تطور المجتمعات على مستوى تشكيلة الانتاج القومي، وسرعة النمو المرتبطة بتبني علوم الابتكارات الالكترونية ووقعها على الحياة اليومية. وقبل الحرب العالمية الاولى كان الانتقال بين بلد وآخر لا يخضع للتنظيم الاحصائي والعلمي الذي نشهده اليوم، وبالتالي سافر ثلث اللبنانيين خلال سنوات الحرب العالمية الاولى هربًا من المجاعة التي تسببت في وفاة مائة الف لبناني ولبنانية وتسببت بعشرات آلاف الايتام.قراءة كتاب جهاد الزين ليست سهلة، سواء لاستعماله تركيب لغوي يمكن القول انه من اختصاصه، او تقبُّلِ أفكار تناهض التوجه التعبوي العام في بلادنا، وهو ينتمي الى الفكر الليبرالي الذي يحفظ حريات الانسان ويسهم في تطور مفاهيمه وممارساته، وربما تبدو الصورة واضحة لممارسة جهاد الزين من مراجعة ثلاثة مقاطع تقترب من نهاية الكتاب. يقول جهاد:"ثبت اذًا ان الحتميات التي سادت في نهاية القرن العشرين لم تثبت جميعها، وان الفكرة الثقافوية التي شغلت المثقفين، وخصوصًا الفرنسيين، وهي ان فكرة "التقدم" ليست اكثر من فانتازيا غربية. كنا في بلداننا العالمْ ثالثية لا نملك ككتاب سياسيين ترف مناقشة مصير هذه الفكرة، فيما بلداننا تتعرض...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم