السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

آلاف انتظروا في طوابير... الرئيس المكسيكي يفتح قصر "لوس بينوس" أمام عامّة الشعب

المصدر: "أ ف ب"
آلاف انتظروا في طوابير... الرئيس المكسيكي يفتح قصر "لوس بينوس" أمام عامّة الشعب
آلاف انتظروا في طوابير... الرئيس المكسيكي يفتح قصر "لوس بينوس" أمام عامّة الشعب
A+ A-

شهد مقر الرئاسة المكسيكية ليل الجمعة استقبال ملك أسبانيا. وبعد ساعات، فتح المقر أبوابه على مصراعيها لاستقبال عشرات آلاف المواطنين المكسيكيين لزيارة الغرف الفاخرة التي أذهلتهم، في بداية حقبة جديدة لحكم الرئيس اندرس مانويل لوبيز اوبرادور.

والرئيس الجديد يساري مناهض للمؤسسة السياسية التقليدية، اشتهر برفضه لمغريات السلطة. فقد خفض لوبيز أوبرادور راتبه بنسبة 60%، وعرض الطائرة الرئاسية للبيع، وأزال الحراسة الرئاسية، وتخلى عن المقر الرئاسي، لوس بيوس، واختار أن يقيم في منزله المتواضع.

لكنه لم يقف عند ذلك. فبعد ساعات قليلة من بدء ولايته الممتدة ست سنوات عند منتصف ليل السبت- الاحد، وحتى قبل أن يؤدي اليمين الدستورية، فتح لوبيز اوبرادور (65 عاما) أبواب مقره الرئاسي أمام العامة.

وفي مشاهد تذكر بسقوط الزعيم الليبي معمر القذافي، والرئيس العراقي صدام حسين، والرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، توجهت حشود كبيرة من المكسيكيين العاديين الى القصر الرئاسي، وجالت في غرفه الفارهة وحدائقه الخضراء، بعدما كان هذا القصر قبل ساعات أكثر مقرات السلطة حماية.

والفرق هو أن لوبيز اوبرادور لم يخلف ديكتاتورا مكروها في إطار تغيير دموي للنظام، بل فاز في انتخابات ديموقراطية ليخلف الرئيس انريكي بينا نيتو.

وهو اليوم يفتح أبواب قصر لوس بينوس أمام عامة الشعب، ليبعث برسالة تفيد أن المكسيك- التي حكمها  الحزبان الرئيسيان نفسهما لمدة 89 عاما حتى فوزه الساحق- حكمتها "مافيا السلطة" التي عاش افرادها كالملوك من خلال نهب موارد البلاد، وفرض ضرائب على أموال المكسيكيين التي يحصلون عليها أصلا بصعوبة.

واستنادا الى ردود الفعل السريعة على قصر لوس بينوس الذي استقبل 85 ألف زائر في أول يومين، فإن حملة العلاقات العامة هذه تبدو ناجحة.

وقالت اليخاندرا باريتو (50 عاما) العاملة في متجر والآتية من ولاية بوبلا لزيارة مدينة مكسيكو سيتي: "هذه فخامة زائدة. لم أتخيل مكانا كهذا". وأضافت: "الغرف بصراحة ضخمة. لماذا تحتاج عائلة واحدة الى كل هذا؟"

وبعد انتظار في طوابير طويلة، تمكن الزائرون من مشاهدة تماثيل الرؤساء الذين عاشوا في هذا القصر منذ 1935، والتجول في سلسلة من المنازل التي يضمها هذا المجمع.

والمحطة الأولى في الزيارة، أجنحة مكاتب فاخرة استخدمها آخر ثلاثة رؤساء. ثم يصل الزوار الى غرفة نوم الرئيس في الطبقة الثانية التي تضم غرفة ملابس بمساحة 30 متر مربع، وغرفة تلفزيون واسعة.

وفي الطبقة الأولى، توجد غرفة طعام تضم طاولة بـ28 كرسياً، حيث كانت عائلة بينا نيتو تتناول الطعام يوميا.

وفي الطبقة تحت الأرضية، توجد قاعة سينما فيها 35 كرسياً جلدياً مريحا.

رسميا، يعتبر القصر حالياً مركزاً ثقافيا. لكن وباستثناء بعض الموسيقيين المتفرقين في الصالات، لم تكن هناك أية مظاهر أخرى على نشاطات ثقافية في اليوم الأول. فلم يتسن الوقت الكافي لوزارة الثقافة التي تتولى المسؤولية عن المركز حاليا، لترتيب أية نشاطات.

لكن يبدو أن الهدف من فتح القصر للعامة هو تعريف المكسيكيين بالفخامة التي كان يعيش فيها زعماؤهم.

وقال غلبرتو غوتيريز (30 عاما) من ولاية اغواسكالينتس الشمالية، والزعيم المحلي لحزب لوبيز أوبرادور، مورينا، الذي يعتبر حالياً أكبر حزب في المكسيك، وله أغلبية في مجلس الكونغرس لتحالفه: "هذا يشبه ما كان عليه الفراعنة. أنه أمر غير حقيقي لأي مكسيكي".

وتبلغ مساحة لوس بينوس 56 الف متر مربع، أي 14 ضعف مساحة البيت الأبيض.

وذكر المحلل السياسي هيرنان غوميز الذي زار القصر في اليوم الأول: "إنه مكان مترامي الأطراف يدل على المسافة الشاسعة بين القادة المكسيكيين وباقي الشعب، وكذلك الطريقة المبهرجة التي عاش بها السياسيون المكسيكيون".

ووافقته الرأي ايليانا راميرز (43 عاما) الخادمة المنزلية، فيما كانت تجلس في حديقة لوس بيوس قبالة شاشة تلفزيون ضخمة لمشاهدة كلمة لوبيز اوبرادور الأولى التي وعد فيها بـ"تحول عميق وجذري". وقالت: "إنه يكسر المسلّمات التي عشنا بها طوال حياتنا. طوال عمري لم أشعر مطلقاً بأن السلطة هي في يد الشعب كما هي عليه اليوم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم