الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مع قرب عيد الميلاد... حركة الاسواق في الشمال ضعيفة جداً

المصدر: "النهار - الشمال"
طوني فرنجية
مع قرب عيد الميلاد... حركة الاسواق في الشمال ضعيفة جداً
مع قرب عيد الميلاد... حركة الاسواق في الشمال ضعيفة جداً
A+ A-

الميلاد زينةً وانواراً مشعة وألواناً تتربع في واجهات المحلات التجارية على اختلاف الأنواع والأصناف التي تبيعها، وبابا نويل بدأ يقرع الجرس داعياً إلى الشراء قبل نفاد البضائع، وهي حركة اعتيادية يقوم بها كل سنة في مثل هذه الأيام، لكن على ما يبدو فإن صوت جرسه لم يسمعه كثيرون كون "الحالة تعبانة يا ليلى" على ما يقول الفنان زياد الرحباني.

الميلاد يأتي هذا العام والضائقة الاقتصادية والاجتماعية تشدان على الرقاب والأهل، يفكرون بالغد الآتي الأصعب من اليوم، كون الأمور "فالتة "وما من أحد يدري كيف السبيل إلى الاستمرار في العيش في وطن باتت الحياة فيه تحتاج إلى الكثير من الماديات، وهذا غير متوفر في جيوب غالبية الشعب اللبناني، بل هو محصور بفئة قليلة باتت هي أيضاً مربكة جراء الركود والدوران في الحلقة المفرغة نفسها.





أسواق الشمال من طرابلس "أم الفقير"، إلى الكوره وبشري والبترون وزغرتا، ما زالت حركة العيد فيها ضعيفة جداً، وهي إذا لم تنشط في اليومين المقبلين بعد قبض الموظفين رواتبهم "فالعوض بسلامتنا من العيد، وبضائع العيد، وخسائرنا إلى ازدياد. الفقر يدق أبوابنا جميعاً ومعه الجوع والتشرد، والمسؤولون يتلهّون بوزير بالناقص أو آخر بالزايد". قالها بكل مرارة وحسرة.

أحد تجار مدينة طرابلس الذين ينتظرون مثل هذه الأيام التي كانوا فيها يمددون دوامات العمل إلى الليل لتلبية حاجات الزبائن من ثياب وهدايا والعاب ونقولات العيد يقول:

"حركة طرابلس أنشط من حركة باقي الأقضية الشمالية الأخرى لأنها تتميز عنها بأعداد الزبائن وبأرخص الأسعار، ولكنها كما يجمع التجار على القول "لازالت غير ذات أهمية، لا بل إنها أقل بكثير حتى من الأيام العادية".






في زغرتا الوضع ليس أفضل حالاً، وإن كان رئيس جمعية التجار في زغرتا الزاوية جود صوطو يتوقع حركة قبل العيد بأيام "العادة عند الزغرتاوي أنه يبقى للساعات الأخيرة حتى يشتري حاجاته من السوق" لكنه في نفس الوقت يقر بأن الحركة وإن كانت تحسنت مع قبض الموظفين رواتبهم، إلا أنها لم ترقَ إلى حركة العيد بعد".

في الكورة ساهمت المحلات التي فتحت حديثاً على أوتوستراد كوسبا ـ أميون امتداداً نحو كفرحزير في عجقة لم تألفها سابقا لكنها "عجقة سيارات ومتفرجين على البضائع في المحال الجديدة، وأما كبيع وشراء فهي لا تزال دون المستوى المعهود في أيام الأعياد وموسم الميلاد"، وفق ما أشار اليه أنطون أنطون صاحب أحد المحلات في كوسبا.

وفي البترون وبشري ليس الوضع الاقتصادي بأفضل من أحوال الأقضية الشمالية الأخرى.

تسأل المواطنين عن العيد فيأتيك الجواب سؤالاً، وهل تشعر أنت أن هناك عيداً؟

بطرس فارس قال: "السلام على المسيح. وعيد الميلاد أجمل الأعياد. نحتفل به مع العائلة بفرح، وما أحد قادر أن ينتزع فرح العيد من قلوبنا وقلوب أطفالنا، لكن بابا نويل لن يدق الباب هذا العام، الأولاد تفهّموا ما يعيشه الجميع من حولنا من كوابيس اقتصادية وضائقة اجتماعية ووجود يسوع بيننا هو اكبر عيدية لنا".

يوسف نادر أوضح: "بابا نويل هذا العام منتوف الذقن، فارغ اليدين، سلته فاضية والاتكال على طفل المغارة أن ينقذنا مما نحن فيه".

وبعد أن تسأل عن الميلاد وفرحة العيد فيأتيك الجواب من ذاك الشاعر العربي الذي قال ذات قصيدة وفيها:

"اقبل العيد ولكن ليس في الناس المسرّة

 فلا ترى إلا وجوهاً كالحات مكفهرة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم