رحيل جورج بوش ونهاية مرحلة

توفي الرئيس الاميركي الواحد والاربعون جورج هيربرت والكر بوش مساء الجمعة في منزله بمدينة هيوستن بولاية تكساس عن 94 سنة، محوطاً بعدد من أولاده وأحفاده وأصدقائه، ومن أبرزهم جيمس بايكر صديقه القديم والمقرب منه ووزير خارجيته، عن 94 سنة، بعد انهيار تدريجي لصحته.ووفقاً لبايكر كانت آخر كلمات بوش تلك التي تبادلها في مكالمة هاتفية مع ابنه الرئيس الثالث والاربعون جورج بوش. الرئيس الابن قال لوالده أحبك، ورد الوالد وأنا أحبك أيضاً. وقال بايكر في مقابلات صحافية انه عندما دخل غرفة بوش، استفاق من نومه وسأله " الى أين سنذهب؟" فأجابه بايكر: "سوف نذهب الى الجنة"،فرد بوش: "هذا هو المكان الذي أريد الذهاب إليه".خدم #بوش الابن ولاية واحدة (1989 – 1993) ولكنها كانت من أبرز سنوات النصف الثاني من القرن العشرين، اذ شهدت انهيار الاتحاد السوفياتي، وإمبراطوريته في أوروبا الشرقية والقوقاز وآسيا الوسطى، وانهيار جدار برلين أحد أهم رموز الحرب الباردة، وهي الحرب التي انتهت مع انهياره. وخلال هذه السنوات المحورية أيد بوش، خلافاً لقادة بريطانيا وفرنسا توحيد المانيا.ولعل أبرز انجاز للرئيس بوش في الشرق الأوسط والعالم كان الائتلاف الدولي المؤلف من نحو 30 دولة من بينها دول عربية مثل مصر وسوريا الذي أقامه في 1990 بعد غزو العراق للكويت آب 1990، وأدى الى إخراج القوات العراقية وهزيمتها بعد بضعة أشهر. ولكن الحرب البرية التي انتهت بعد مئة ساعة على بدئها لم تنته باسقاط صدام حسين او نظامه، كما توقع بوش ومساعديه، وخصوصاً بعدما حض العراقيين علناً على الانتفاضة ضد النظام العراقي. وكان بوش يقول دوماً إنه كان محقاً عندما رفض اجتياح العراق لإسقاط صدام حسين، لأن انتداب الامم المتحدة كان محصوراً فقط بتحرير الكويت. لكنه كان يعترف بأنه أخطأ حين توقع انهيار النظام بعد الحرب. بقاء صدام ونظامه، بقي جرحاً ينزف باستمرار، مما أدى إلى حرب أخرى بعد 13 سنة، هذه المرة بدأها الرئيس بوش الابن لتحقيق ما لم يحققه والده.مؤتمر مدريدبعد هزيمة العراق في الكويت، سعى الرئيس بوش الى تنفيذ وعده للدول العربية التي ساعدته في الحرب، بعقد مؤتمر للسلام بين...