الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

أوكرانيا تخشى غزواً روسيّاً شاملاً وموسكو تحذِّر بوروشنكو من جرّ كييف إلى مغامرة

أوكرانيا تخشى غزواً روسيّاً شاملاً وموسكو تحذِّر بوروشنكو من جرّ كييف إلى مغامرة
أوكرانيا تخشى غزواً روسيّاً شاملاً وموسكو تحذِّر بوروشنكو من جرّ كييف إلى مغامرة
A+ A-


يتصاعد التوتر بين روسيا وأوكرانيا جراء حادث احتجاز موسكو ثلاث سفن للبحرية الاوكرانية في مضيق كيرتش الذي يصل بحري آزوف والاسود الاحد الماضي.

حذرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، من أن محاولات تشبث الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو بالسلطة تجر أوكرانيا إلى مغامرة قد تكون لها تداعيات كارثية.

وقالت في موجزها الصحافي: "نعتبر ما يجري في أوكرانيا إشارة جديدة مثيرة للقلق الى أن الوضع في البلد يتطور نحو طريق المواجهة". وأضافت: "ندعو الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومجلس أوروبا والمنظمات الأخرى إلى لفت انتباهها إلى خطر استخدام السيناريو العسكري، والى الوضع المتدهور في مجال حقوق الإنسان في أوكرانيا، ونحذر المرشدين الغربيين من الخطر العالي لمخطط بوروشنكو هذا الذي يجر بلاده، في محاولته اليائسة للتشبث بسلطته، إلى مغامرة جديدة قد تكون لها تداعيات كارثية بالنسبة لأوكرانيا نفسها والأمن الأوروبي بشكل عام".

وفي تعليقها على قرار بوروشنكو إعلان الأحكام العرفية في البلاد، عبرت عن اعتقادها أن الأخير "يحاول رفع شعبيته المتدنية قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة، من طريق تنظيم استفزازات في البحر الأسود وفرض الأحكام العرفية في بلاده".

ورأى "أن فكرة النظام الأوكراني وممثليه، وبالدرجة الأولى الرئيس بوروشنكو، واضحة تماماً. وتهدف قبل كل شيء إلى استخدام الأحكام العرفية لرفع شعبيته التي تنخفض بسرعة عالية، في محاولة لكسب نقاط باستخدام المزاج الجديد المعادي لروسيا".

وأشارت إلى أن "روسيا خائفة من انتشار النزاع الأهلي في الأراضي الأوكرانية كلها بسبب إدخال الأحكام العرفية فيها". ذلك أن "قوات الأمن الأوكرانية تُمنح صلاحيات استثنائية، بما فيها استخدام القوة من دون قرار من المحكمة، وإجراء التحقيق، الأمر الذي يهدد بانتشار النزاع الأهلي في أراضي البلد كلها".

وتتبادل روسيا وأوكرانيا اللوم على الحادث الذي وقع الأحد في مضيق كيرتش الذي لا بد أن تعبره السفن للوصول إلى ميناءي بيرديانسك وماريوبول الأوكرانيين.

ودفع الحادث أوكرانيا إلى إعلان حال الطوارئ مدة 30 يوماً ابتداء من الأربعاء الماضي في مناطق من البلاد تعتقد كييف أنها الأكثر عرضة لهجوم روسي. وطلب بوروشنكو من حلف شمال الأطلسي نشر سفن في المنطقة.

ممنوع دخول الروس

وفي ظل قانون الطوارئ، قررت أوكرانيا منع البالغين الروس من دخول أراضيها.

وأوضحت أن قرار منع الدخول ينطبق على الرجال الروس الذين تراوح أعمارهم بين 16 و60 سنة. وقال مسؤول كبير في جهاز أمن الدولة الأوكراني إن بلاده تبحث في ما إذا كانت سترد "بالمثل" على الحادث الذي وقع الأحد في البحر ألأسود.

وقبل إعلان أوكرانيا قرار منع الدخول، ألغى الرئيس الأميركي دونالد ترامب اجتماعاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الأرجنتين تعبيراً عن رفض واشنطن للسلوك الروسي في المواجهة البحرية مع أوكرانيا. وقوبل قرار ترامب بالاستحسان في كييف.

وأدت أنباء إلغاء الاجتماع إلى انخفاض قيمة العملة الروسية الروبل التي تتسم بحساسية إزاء الأحداث التي يمكن أن تفضي إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا. ووصف بوروشنكو قرار منع البالغين الروس من الدخول، بأنه إجراء مهم لمنع غزو شامل.

وتحدث عن استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا ثم ضمها إياها عام 2014 ثم دعمها لانفصاليين موالين لها في شرق أوكرانيا، قائلاً إن "هذه إجراءات لمنع روسيا الاتحادية من تشكيل مفارز جيوش خاصة هنا، هي في الحقيقة ممثلة للقوات المسلحة لروسيا الاتحادية". وأضاف أن ذلك أيضاً من أجل "ألا نسمح لهم بتنفيذ العمليات التي حاولوا تنفيذها عام 2014".

وأفاد رئيس إدارة الحدود في أوكرانيا أنه ستكون هناك استثناءات من القرار للاعتبارات الإنسانية مثل أن يكون هناك روس في حاجة إلى حضور جنازة قريب لهم.

وحذّر مسؤولون من أنهم قد يفرضون قيوداً إضافية على المواطنين الروس الموجودين في البلاد فعلاً.

وفي موسكو، نسبت وكالة الإعلام الروسية إلى نائب روسي إن روسيا لا تعتزم منع الأوكرانيين من دخول أراضيها رداً على قرار أوكرانيا منع الرجال الروس من الدخول.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الخميس، إن بلادها ستعمل على فرض "عقوبات مناسبة" على روسيا. وطالبت موسكو بالإفراج عن السفن والبحارة الأوكرانيين.

وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا عام 2014 عندما ضمت موسكو شبه جزيرة القرم بعد إقصاء رئيس لأوكرانيا موال لموسكو.

ولقي أكثر من عشرة آلاف شخص حتفهم في القتال بين أوكرانيا والانفصاليين في شرق البلاد. وانتهت المعارك الكبيرة في المنطقة بعد وقف للنار في عام 2015 ولكن لا تزال تسجل اشتباكات مميتة في فترات متقطعة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم