الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الاحتباس الحراري يطارد أرز لبنان أشجار متآكلة وهزيلة لا حياة فيها...

الاحتباس الحراري يطارد أرز لبنان أشجار متآكلة وهزيلة لا حياة فيها...
الاحتباس الحراري يطارد أرز لبنان أشجار متآكلة وهزيلة لا حياة فيها...
A+ A-

في محمية تنورين في شمال لبنان، يغزو اللون الرمادي بعض أشجار الأرز، لا بفعل حريق التهم أغصانها المترامية بل جراء الاحتباس الحراري الذي يحولها حطباً.

مع ارتفاع درجات الحرارة من جهة وتراجع هطول الأمطار وتساقط الثلوج من جهة أخرى، باتت أشجار الأرز التي يُعرف بها لبنان ويطلق على بعض منها تسمية "أرز الرب"، عُرضة لحشرات تتسبب كل عام بيباس أشجار لا تزال يافعة.

على ارتفاع 1800 متر، تنهش حشرة الأرز المنشارية أشجار محمية تنورين على غرار غابات أخرى تنتشر في شمال لبنان. تظهر الأشجار المريضة واضحة للعيان، ومن الممكن بسهولة تمييزها عن أخرى خضراء نابضة بالحياة إلى جانبها.ويقول الخبير في علم الحشرات والغابات نبيل نمر لوكالة "فرانس برس"، "يبدو وكأن حريقاً اجتاح الغابة" إذ تبدو الاشجار المتآكلة رمادية وهزيلة لا حياة فيها.

منذ التسعينات من القرن الماضي، تنمو حشرات الأرز المنشارية في غابة تنورين، تعيش على أشجارها وتحولها إلى جماد.

تهدد تلك الحشرات الصغيرة شجرة الأرز، التي اعتمدها اللبنانيون رمزاً لبلادهم، واستخدمها الفراعنة لصناعة السفن كما استخدمها الملك سليمان لبناء معبده في القدس. في العادة، كانت تلك الحشرات تبقى تحت الأرض لثلاث أو أربع سنوات كونها تفضل البرودة والرطوبة. لكن مع التبدل المناخي، تغيرت دورة عملها، وباتت تخرج من الأرض كل عام وبأعداد ضخمة، لتنهش في شكل أساسي الأشجار اليافعة التي يراوح عمرها بين 20 ومئة سنة.

وقد ارتفعت الحرارة في تنورين درجتين خلال العقود الثلاثة الماضية، وفق نمر، وترافق ذلك مع تراجع هطول الأمطار وتساقط الثلوج. ولمواجهة تلك الظاهرة، بدأت السلطات اللبنانية منذ عام 1999 بإرسال مروحيات لرش المبيدات فوق غابات الأرز. نجحت تلك المساعي لبضع سنوات في تفادي جفاف المزيد من الأشجار، إلا أن الحشرات القاتلة عادت لتنمو بكثرة خلال السنوات الأربع الماضية.

لم يجد الخبراء حلاً آخر سوى وضع نوع من الفطريات في التربة يقتل الحشرات المختبئة، لكنها تبقى محاولة يتيمة أقل فعالية وبحاجة إلى الكثير من التمويل واليد العاملة والمختبرات المتخصصة. وتغطي الغابات، التي تتنوع أشجارها بين أرز وصنوبر ولزاب أو غيرها، 13 % من مساحة لبنان بما يعادل حوالى 140 ألف هكتار، وفق وزارة الزراعة. لكن يبدو مستقبل تلك الغابات قاتماً، فإضافة إلى التوسع العمراني، هناك الحرائق التي تلاحقها، ومن المتوقع أن ترتفع الحرارة مجدداً بمعدل درجة مئوية أو درجتين بحلول السنة 2050. وقد دخلت السلطات اللبنانية في سباق مع الوقت لإنقاذ غاباتها وعلى رأسها أشجار الأرز. وأطلقت وزارة الزراعة في نهاية 2012 مشروعاً طموحاً لزراعة 40 مليون شجرة مختلفة الأنواع على مساحة 70 ألف هكتار، على ما يقول شادي مهنا مدير التنمية الريفية والثروات الطبيعية في وزارة الزراعة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم