الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"أنا من أهل الصمت"

سمير عطاالله
Bookmark
A+ A-
كنتُ أنوي أن أُبقي مقال فيروز السنوي حتى موعد "شخصية السنة" كما فعلت العام الماضي. وقد اعددت مادته منذ اشهر. ومثل الأطفال الذين يعرفون أن ثمة هدية ملفوفة لعيد، رحت أعيد قراءة المادة، أغالب نفسي على نزع الهدية من أوراقها، ثم اتراجع. فماذا لو نشرت المقال اليوم ولم اعثر على شخصية للسنة؟ وعندما احتفل "الفيارزة" بميلادها الاسبوع الماضي، شعرت أنني لا يجوز أن أبقى خارج الطقوس.أجمل مشاركة في احتفال فيروز تكون بصوتها وبوحها. عندما تقرأها، يغمرك الخدر السماوي كأنك تسمعها. وعندما تقرر فيروز أن تروي، فهي الأم الحزينة تغني، هي فصول حياتنا، بحزنها الأعمق وفرحها العالي. هي الصوت الذي يضيف الى الموسيقى والقراءة التي تضيف الى الشعر والاسوارة التي تضيف الى الشعر. كل ما يأتي هو قول لفيروز نشرته أيقونة الصحافة المصرية سناء البيسي:"حياتي قطار يركض ما بين الاحباب والاعداء. ناس غيروا قطارات. ناس نزلوا من قطاري بنص الطريق. ناس لغموا السكة من بعد ما كنا صحاب. ناس حاولوا خطف القطار. ناس اتعربشوا وطلعوا مش محبة بالقطار ولا بالسفر، بس تا يوصلوا. وناس ظلوا صحاب قراب، ململمين حوالي مثل الوطن. القطار وطنه أحبابه لا محطاته وسككه... ما عندي حكي. اللي بدو يفهم علي ما بخلّيكي تحكي. نفسي انبرت مثل القلم داخل البراية. مثل حبة بن بشي مطحنة جبلية.... مين أنا وليش جيت وليش صرت هيك؟!..... ما يحزنني هو أنهم جميعاً يحبونني ويكرهون بعضهم بعضاَ... إيماني بأن بلدي مكتوب عليه ألا يموت... بيتنا بزقاق البلاط، كان في خزاين. بالخزاين كان في مراية، بالمراية كان في غراضي، بين الغراض كان إلي تنورة وصورة مليانة ضحك وسعادة.......
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم