الحكومة أسيرة عقوبات ومحظورات وغياب الضمانات

لو أن ولادة الحكومة متوقفة على وزير واحد لما كان اسهل من اعطائه إن لم يكن من حصة الرئيس المكلف سعد الحريري فمن حصة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يعتبر نفسه فعلاً "أم الصبي"، وهو الأحرص على إنقاذ عهده بقيام حكومة فاعلة ومنتجة تحقق الطموحات والخطط الإصلاحية التي رسمها لهذا العهد. أما الرئيس الحريري فمن حقه ان يستثمر الورقة التي يملكها كونه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة، ولا شيء يدفعه الى الاستعجال نحو التسليم بحكومة لا يرتاح الى تركيبتها، ما دام هو ايضاً رئيس حكومة تصريف الاعمال.فجأة توقفت محركات التأليف وفُرملت مبادرة رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل حتى وإن استمر في حركته، ولم يعد احد يبحث عن مخرج للمأزق الحكومي، وكأن أمر عمليات جاء بتجميد الوضع الحكومي، وكذلك التسوية السياسية برمّتها، وذلك على وقع العقوبات الاميركية على ايران وضمناً "حزب الله"، والرسائل المتبادلة بين الدولتين في أكثر من ساحة مشتركة، كما هي حال لبنان والعراق.وفق المطلعين على مسار مفاوضات التأليف، ان لا حل حكومياً...