السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الاغتصاب في لبنان... بين مطرقة "اللوم" وسندان "التشريع"- #مين_الفِلتان؟

المصدر: "النهار"
غيدا عناني-مديرة منظمة أبعاد
الاغتصاب في لبنان... بين مطرقة "اللوم" وسندان "التشريع"- #مين_الفِلتان؟
الاغتصاب في لبنان... بين مطرقة "اللوم" وسندان "التشريع"- #مين_الفِلتان؟
A+ A-

لأنه غالباً ما تتوجّه أصابع الإتهام إلى الضحية عند تعرّضها لجريمة الاغتصاب ويُصار إلى إلقاء اللوم عليها ووصمها بعبارات ومصطلحات تحمل وصمة، وفي الكثير من هذه الجرائم نسمع التبرير يأتي بكونها "فلتانة" !

ولأن الضحية " #مشِ_فلتانة !" ولأن واجب علينا التساؤل "#مين_الفِلتان!"، عند حصول جريمة إغتصاب يستبيح فيها المجرم كرامة المرأة الإنسانية وجسدها بفعله المتفلّت من الأخلاق والقيم والمبادىء، والمستهتر بالعدالة ودولة القانون، أطلقت منظمة أبعاد حملة وطنية بعنوان "مين الفِلتان؟". تعتبر هذه الحملة استكمالاً لجهود منظمة أبعاد للتصدّي لجريمة الإغتصاب بدءاً من تغيير المنظومة الثقافية التي كانت تعفي المغتصِب من العقوبة في حال تزوج من المغتصبة: ففي العام 2016، رفعنا مطلب "الأبيض ما بغطي الاغتصاب: إلغوا المادة 522 من قانون العقوبات اللبناني"، وإنتقالاً إلى التصدي للإغتصاب المرتكب في الحيّز الخاص في العام 2017 برفع شعار"المؤبد إلو والحياة إلها" عندما يكون المُغتصب من عائلة الضحية وصولاً إلى الحيز العام في حملة هذا العام "مين الفِلتان؟" لمحاكمة المغتصِب وخلق رأي عام داعمٍ للضحية بدلاً من الحكم عليها.

تهدف هذه الحملة إلى الضغط باتجاه تشديد العقوبات وتسريع المحاكمات بحق المعتدين في حالات العنف الجنسي والإغتصاب بشكلٍ خاص وتغيير النظرة المجتمعية التي "توصم" المرأة المغتصبة "بالعار" وتدفعها إلى التستر على الجريمة وخلق رأي عام داعم يُدين فعل الاغتصاب كجريمة تستوجب العقوبة الرادعة، وأيضاً حث النساء المعرّضات للإغتصاب على ممارسة حقهنّ برفع الصوت عالياً وجهاراً والتبليغ عن المغتصبين/المجرمين وصولاً إلى الاقتصاص منهم وإحقاق العدالة.

ولهذا قامت المنظمة بإطلاق فيديو تجربة اجتماعية لفتاة تمثّل أنها تعرّضت لإغتصاب لتبيان رد فعل الشارع والمحيطين، ولاقى الفيديو رواجاً كبيراً على مواقع التواصل الإجتماعي وفي الوسائل الإعلامية وقد أثار الفيديو جدلاً وفتح نقاشات بين المواطنين اللبنانيين عن أهمية كسر الصمت والحدّ من ثقافة اللوم والوصمة التي تتعرّض لها النساء في حالات مشابهة.

وليصل صوت النساء المشاركات في الحملة لشوارع بيروت، عمدت المنظمة إلى رسم جداريات في شوارع مختلفة من مدينة بيروت، تمثّل هذه الجداريات رسوماً تشبيهية للمعتدين على النساء المشاركات في الحملة، وتضمّنت كل جدارية تسجيلاً صوتياً يصفن فيه الناجيات المعتدي وشكله، واعتبرت المكبرات الصوتية خطوة رمزية لكسر جدران الصمت التي تعتمدها البيوت في التستّر على هذه الجرائم.

ولكسر النمطية أيضاً من ناحية أخرى، عمدت المنظمة للمشاركة هذا العام في ماراثون بيروت الدولي، بعدم الركض ومواجهة المغتصب، فشاركت نساء وناشطات لبنانيات في هذا الحدث الذي لفت انتباه الراكضين في الماراتون والمواطنين اللبنانيين، حيث عمدت النساء إلى رفع يافطات تحمل شعار "هالسنة مش رح إركض- رح واجه اللي اغتصبني"، في خطوة لتشجيع النساء على المواجهة وتحدّي النظرة المجتمعية.

وفي سياق مماثلٍ، نظّمت أبعاد مسرحية تفاعلية وثائقية تجسّد حالات العنف الجنسي والإغتصاب، من اعداد وإخراج سحر عسّاف، التي أبدعت وفريق عملها بتجسيد قصص النساء الناجيات، والتي تألفت من أكثر من مشهدية وخمس قصص مختلفة، وأبدى الجمهور الحاضر عن تأثره في هذه الأدوار وكانت ردود الفعل التفاعليّة غاضبة جداً ومدافعة عن الناجيات ومطالبةً بتشديد العقوبات على المعتدين.

وتتميّز الحملة لهذا العام بأنها تصوّب اللوم على المعتدي الذي غالباً ما يلقى التبريرات الإجتماعية، وقد عمدت المنظمة إلى إعلام الناس عن هذه الحملة عبر وسائل متعددة، منها الرسائل النصية، واللوحات الإعلانية، ونشرات الأخبار ومواقع التواصل الإجتماعي بالإضافة للنشاطات التي تقوم بها المنظمة ضمن مراكزها المجتمعية وبرامجها للعمل على توعية المواطنين\\ات وزيادة الوعي الإجتماعي ولتحقيق أهداف الحملة.

تعمد أبعاد- طوال فترة الحملة وبعدها- إلى جمع تواقيع على عريضة مطلبية من خلال تجميع للضغط على المشرّعين والبرلمان لتشديد العقوبات في القانون اللبناني في الفصل المتعلّق بجرائم العنف الجنسي أو ما يسمى في النص القانوني: "جرائم الإعتداء على العرض".


ستستكمل المنظمة عملها هذا للوصول إلى المبتغى وتشديد العقوبات في قانون العقوبات اللبناني على كافة الجرائم المتعلقة بالعنف الجنسي عبر خطوات مناصرة عدة سوف تقوم بها أبعاد اتجاه المجلس التشريعي والنوّاب واللجان البرلمانية المعنيّة وذلك لإحقاق العدالة لكل النساء ضحايا العنف الجنسي في لبنان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم