السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

هل لنقص الحديد علاقة بالأمراض المزمنة؟ (فيديو)

المصدر: "النهار"
رلى معوض
هل لنقص الحديد علاقة بالأمراض المزمنة؟ (فيديو)
هل لنقص الحديد علاقة بالأمراض المزمنة؟ (فيديو)
A+ A-

26 تشرين الثاني هو اليوم العالمي لنقص الحديد في الدم. ما هو هذا المرض المجهول من فئة كبيرة من الاشخاص، وما عواقبه؟ وماذا عن علاقته بالامراض المزمنة كمشكلات القلب والكلى وغيرها؟ للاجابة عن هذه الاسئلة كان لـ "النهار" حديث مع مدير معهد نايف باسيل للامراض السرطانية في الجامعة الاميركية في بيروت، الاختصاصي في امراض الدم والأورام الدكتور علي طاهر.

"هدف اليوم العالمي لنقص الحديد هو رفع الوعي على خطورة نقص الحديد وتأثيرها في الصحة العامة، وتسليط الضوء على الأثر البالغ الذي يحدثه نقص الحديد وانيميا نقص الحديد على الانتاجية والمجتمع، وتعريف الناس عن اعراضه التي قد يغفل عنها احيانا.

اهمية الحديد انه يمّكن جسم الانسان من أداء وظائفه بفاعلية، لذلك نحتاج الى كمية كافية منه نظرا لاهميته في انتاج خلايا الدم الحمراء، والمحافظة على مستويات الطاقة ووظائف الدماغ، وهو مهم لمكافحة الالتهابات والامراض ايضا. ونقص الحديد يعني عدم توفر الكمية الكافية منه في جسم الانسان ليتمكّن من اداء وظائفه، مما يُتعب عضلات الجسم، خصوصا عضلة القلب.

وهناك فرق اكلينيكي بين نقص كمية الحديد، وانيميا نقص الحديد حيث ينخفض مستوى الكريات الحمراء (الهيموغلوبين) في الدم، وهي تنتج عن نقص مزمن في كمية الحديد المخزن في الجسم".

وقال إنّ تشخيص هذه الحالة يتم من خلال فحص الدم اي مستوى الهيموغلوبين وسيريتين الدم الذي يقيس كمية الحديد المُخزّن في الجسم، وفحص "تي.اس. اي. تي" اي تشبّع الترانسفيرين، وهو يقيس الكمية المتاحة من الحديد المخزّن التي بالإمكان استخدامها لإنتاج الكريات الحمر.

"على الرغم من العواقب الوخيمة لنقص الحديد، وهو من أبرز المشكلات العالمية ومحور بحث من منظمة الصحة، لا نزال نفتقر الى الوعي الكافي، إذ تشير الارقام الى أنّ 50 في المئة من الأطفال تحت عمر الخمس سنوات يعانون نقصاً في الحديد، و30 في المئة من النساء قبل فترة انقطاع الحيض، و70 في المئة من السيدات الحوامل يعانينه.

وبيّنت الدراسات الحديثة انّ نقص الحديد مرتبط بعدد من الامراض المزمنة منها قصور عضلة القلب المزمن، وأمراض الكلى المزمنة وأمراض الامعاء. وهو مرض يصيب الرجال والنساء وكبار السن والأطفال في كل انحاء العالم، وليس في منطقتنا فقط".

"اعراضه الشائعة مشتركة مع العديد من الامراض الأخرى، لذلك يصعب التشخيص الدقيق والمبكر. ومن ابرز هذه الاعراض: الشعور بالتعب وشحوب الجلد وبالتالي اللون الشاحب، الأظفار الهشة، تساقط الشعر بشكل اكثر من العادي، وعدم القدرة على التركيز، من هنا تأثيره في الدماغ، واللهفة على تناول الثلج ومواد اخرى غير غذائية مثل التراب. لذلك لا بد من الاهتمام بالمشكلة والتوجّه الى علاجها لأنها تؤثر في نمو الأطفال، وعلى أداء السيدات وصحة المرأة خلال الحمل وقبله وبعده، وخصوصا عند الذين يعانون الامراض المزمنة".

واعتبر ان العلاج بسيط، وهو "اعطاء الكمية الناقصة من الحديد، وفق نوع المرض ولمدة كافية تتلائم مع وضع كل مريض. ففي حالات الامراض المزمنة يعطى لمدة اطول لتحل المشكلة، وكذلك عند النساء اللواتي يعانين حيضاً قوياً، وهو دواء غير مكلف. نوعا العلاجات الفموية والعلاجات الحديثة التي تؤخذ بالمصل من طريق الوريد، ويحتاجها الاشخاص الذين لا يتحمّلون الحبوب التي تُشعرهم بالغثيان والآلام في المعدة. وعند الاشخاص الذين لا يمتصون الحديد مثل الذين خضعوا لجراحة في الامعاء لنقص الوزن، او من يعانون التهاباً في الامعاء، وعند الذين لا يلتزمون في اخذ الدواء بشكل يومي. ويشار إلى أنّ إضافة الحديد الناقص الى الجسم من خلال الأدوية لا يؤدّي الى فتح الشهية ولا علاقة له بزيادة الوزن، بل الى تحسين نوعية الحياة، ويزيد من إنتاجية الاشخاص. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أنّ نقص الحديد قد يؤدّي الى خفض 30 في المئة من انتاج العمل المادي".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم