قصف حلب بـ"غازات سامّة": 100 حالة اختناق، ودمشق تتّهم "تنظيمات إرهابيّة"
أصيب أكثر من 100 شخص بحالات اختناق في #حلب شمال #سوريا، إثر تعرض المدينة مساء السبت لقصف بـ"غازات سامة"، وفقا لدمشق التي اتهمت "تنظيمات إرهابية" بتنفيذه.
وقالت موسكو إن مصدر القصف هو المنطقة العازلة في إدلب ومحيطها والواقعة خصوصا تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقا). واستُهدفت هذه المنطقة بغارات جوية اليوم، وذلك للمرة الأولى منذ أكثر من شهرين.
وتصنف دمشق كافة الفصائل التي تقاتل ضدها، بـ"الإرهابية". ونفى تحالف من الفصائل المعارضة موجود في ريف حلب ومحافظة إدلب المجاورة (شمال غرب سوريا) استهداف مدينة حلب بقذائف تحتوي "غاز الكلور"، مؤكداً عدم امتلاكه أسلحة من هذا النوع.
ولم يصدر أي تعليق حتى الآن من المجموعات الجهادية الناشطة في المنطقة أيضاً.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) اليوم عن قائد شرطة حلب عصام الشلي إن "المجموعات الإرهابية" استهدفت مساء السبت، "بقذائف صاروخية متفجرة تحتوي غازات سامة"، أحياء في غرب مدينة حلب التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها بالكامل في كانون الأول 2016.
وكان مدير الصحة في مدينة حلب رجح مساء السبت أن يكون الغاز المستخدم هو غاز الكلور.
وتمّ إسعاف المصابين إلى مستشفيي الرازي والجامعة، حيث قالت مصادر طبية لـ"سانا" إنه "تم استقبال 107 مدنيين مصابين بحالات اختناق متنوعة".
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لوكالة "فرانس برس" وصول "94 حالة اختناق" إلى مستشفيات حلب، مشيراً إلى معالجة معظمها. ونقل عن مصادره في حلب ان "رائحة لغاز الكلور انتشرت" في أحياء الخالدية والنيل والزهراء المستهدفة.
وشاهد مصور متعاون مع وكالة "فرانس برس" في مستشفى في حلب مساء السبت، عشرات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، يعانون صعوبة في التنفس. وتمت معالجتهم بواسطة أقنعة تمدهم بالأوكسجين.
في موسكو، اتهمت وزارة الدفاع الروسية اليوم "مجموعات إرهابية" بقصف حلب بـ"غاز الكلور"، انطلاقاً من المنطقة المنزوعة السلاح التي أعلنت عنها روسيا وتركيا في 17 أيلول، والواقعة خصوصا تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام".
وتشمل المنطقة المنزوعة السلاح أجزاء من محافظة إدلب مع ريف حلب الغربي وريف حماه الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف، نقلا عن المركز الروسي العسكري "للمصالحة" في سوريا، إن "مجموعات إرهابية" في المنطقة العازلة شنّت مساء السبت هجمات بقذائف محملة "بمتفجرات تحتوي على الأرجح على الكلور".
وطالبت وزارة الخارجية السورية، في رسالتين وجهتهما إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، حول "اعتداء التنظيمات الارهابية بالغازات السامة على أحياء مدينة حلب"، "مجلس الأمن بالإدانة الفورية والشديدة لهذه الجرائم الإرهابية".
وبعد ساعات على وقوع الهجوم، استهدفت غارات جوية "المنطقة المنزوعة السلاح في ريف حلب الغربي"، على ما ذكر المرصد السورين. ورجح عبد الرحمن أن تكون الطائرات الحربية التي نفذت الغارات، روسية. وأشار إلى أنها "الغارات الأولى منذ إعلان الاتفاق الروسي التركي" الذي تمّ التوصل إليه بعدما لوّحت دمشق على مدى أسابيع بشنّ عملية عسكرية واسعة في إدلب، آخر معقل للفصائل المعارضة والجهادية في سوريا.
وفي الأشهر الأخيرة، اتهمت الحكومة السورية وحليفتها روسيا الفصائل المعارضة والجهادية في محافظة إدلب بامتلاك أسلحة كيميائية، محذرين من إمكان استخدامها.
ونفت "الجبهة الوطنية للتحرير"، تحالف فصائل إسلامية على رأسها "حركة أحرار الشام" و"فصيل نور الدين زنكي"، استهداف حلب بـ"الغازات السامة".
وقال المتحدث باسمها ناجي مصطفى في بيان: "ننفي مزاعم النظام الكاذبة حول استهداف الثوار لمدينة حلب بأي نوع من القذائف، بخاصة تلك التي تحوي غاز الكلور، والتي لا يمتلكها ويستخدمها في سوريا إلا النظام المجرم".
واتهم رئيس هيئة التفاوض العليا- أبرز مكونات المعارضة السورية ومقرها اسطنبول- نصر الحريري دمشق بايجاد "ذريعة" لشن هجوم ضد الفصائل المعارضة. وقال في تغريدة على "تويتر": "اتهام الثوار واستخدام ذلك كذريعة من النظام وحلفائه هو من أجل فتح عمل عسكري في شمال سوريا والابتعاد عن أي استحقاق للعملية السياسية". "لدينا معلومات أن النظام أطلق قذائف محملة بالكلور استهدف بها حي الخالدية في حلب".
وشهدت سوريا خلال السنوات الماضية هجمات عدة بـ"غازات سامة"، أبرزها في آب 2013، حين قتل مئات الأشخاص في هجوم قرب دمشق اتهمت به قوات النظام.
وفي نهاية آب 2016، أكدت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة ولمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن مروحيات عسكرية سورية ألقت غاز الكلور على بلدتي تلمنس (2014)، وسرمين (2015) في محافظة إدلب. كذلك، اتهمت المنظمة تنظيم "الدولة الإسلامية" باستخدام غاز الخردل في مارع في محافظة حلب في 2015.
في تشرين الأول 2016، أفاد تقرير للجنة ذاتها أن الجيش السوري نفذ في 2015 هجوما بغاز الكلور على الأرجح على قمناس في محافظة إدلب.