الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"ماديبا" ايها النبيل العالم يتوافد لوداعك.. هذه الحشود غير مسبوقة في التاريخ!\r\n

المصدر: (أ ف ب)
A+ A-

يجمع حفل تكريم يُضاهي بضخامته عظمة واحد من عمالقة القرن العشرين هو نلسون مانديلا، في سويتو حشود غير مسبوقة في تاريخ رؤساء الدول والحكومات، وسط 80 الف شخص سيتوافدون الى استاد مدينة جوهانسبرغ الشهيرة.


وينتظر ان تكشف تفاصيل الحفل في وقت لاحق. وسيتناوب على القاء كلمات شخصيات جنوب افريقية ودولية، لكن جثمان بطل النضال ضد الفصل العنصري لن يكون مسجى في الاستاد.


واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية كلايسون مونييلا "ان العالم بدأ يصل بكثافة الى جنوب افريقيا" حيث ينتظر وصول نحو مئة من رؤساء الدول والحكومات، اضافة الى عشرات من كبار الشخصيات السياسية وغيرها.


وتنهمك السلطات الاثنين بالعمل لتأمين الوسائل اللوجستية والامنية من اجل استضافة القادة المتوافدين من كافة اصقاع الارض. وقد انتشر عشرات الاف من عناصر الشرطة و11 الف من الجنود في الاماكن الاستراتيجية ويؤكد مسؤولو القوات الامنية ان الوضع تحت السيطرة.


وتريد جنوب افريقيا ان تقيم لرجلها العظيم جنازة تليق بمكانته. وستفتح ثلاثة ملاعب اخرى في جوهانسبورغ امام الجماهير لنقل المراسم على شاشة عملاقة، وكذلك 150 موقعا لنقل الوقائع مباشرة في سائر ارجاء البلاد.


ومنذ وفاة اول رئيس اسود للبلاد مساء الخميس بقيت مشاعر التأثر مكبوتة. مع ان الآفاً من المواطنين الجنوب افريقيين من مختلف الاصول والمشارب جاءوا لوضع الازهار امام منزله او توجهوا اليوم الاثنين الى اماكن فتحتها البلديات خصيصًا، لكن كل ذلك جرى في اجواء انضباط وتحفظ.
فلا جموع غفيرة حتى الان ولا تظاهرات حاشدة للتعبير عن المشاعر. وغالبا ما يعبر الناس عندما يسألون عن امتنانهم لمانديلا ويعتبرون امرا طبيعيا رحيله عن خمسة وتسعين عاما بعد احتضار دام اشهرا.


وعقد البرلمان في الكاب جلسة استثنائية تكريمًا للرجل الذي فاوض لانهاء نظام الفصل العنصري وتفادي حرب اهلية.


وذكرت رئيسة الحزب المعارض الرئيسي هيلين زيل في هذه المناسبة كوريتا سكوت كينغ ارملة بطل النضال الاميركي من اجل الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ جونيور. وقالت "ان المعركة من اجل الحرية ليست مكتسبة بشكل نهائي. يجب كسبها في كل جيل" مضيفة "علينا ان نتحلّى بالشجاعة لنظل اوفياء لما جسّده مانديلا".


وعبّر نائب الرئيس الجنوب افريقي كغاليما موتلانثي عن رسالة مشابهة فقال "ان المسألة تكمن في معرفة ما اذا كانت مُساهمة مانديلا الملفتة في تقدم البشرية ستدخل في كتب التاريخ (...) او انها ستكون فرصة ليقظة ايمان لدى الذين يمسكون بالسلطة".


وتحمل لافتتان كبيرتان معلقتان على واجهة البرلمان "شكرا ماديبا" باللغتين الانكليزية والزولو.


وقد دخل مانديلا التاريخ لانه مد يده لاعدائه الذين اعتقلوه طيلة 27 عاما.


وهذا النبل والسمو بالنفس يفسر بين صفات اخرى الاعجاب الذي حظي به في العالم اجمع. وقال لالو ايسو شيبا احد المعتقلين السابقين الذين كانوا معه في سجن جزيرة روبن آيلند مساء الاحد ان مانديلا هو "النسخة الجنوب افريقية لمهاتما غاندي".


وبين ابرز المدعوين الى مراسم الجنازة الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي غادر صباح الاثنين الولايات المتحدة متوجها الى جنوب افريقيا. وكان اوباما من اوائل من عبروا عن رغبتهم في حضور هذه المراسم.


ويرافق اوباما في الطائرة الرئاسية التي اقلعت من قاعدة اندروز الجوية قرب واشنطن بعيد الساعة 13,30 ت غ، زوجته ميشيل والرئيس السابق جورج بوش وزوجته اضافة الى وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون التي يتواجد زوجها الرئيس الاسبق بيل كلينتون حاليا في البرازيل وسيتوجه بدوره الى جوهانسبرغ بحسب مؤسسته.


اما الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر فسيكون في عداد الوفد الذي سيقوده الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اطار مجموعة "العقلاء" الذي كان مانديلا عضوا فيها بحسب هذه المنظمة.


كذلك سيحضر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون. اما المستشارة الالمانية انغيلا ميركل فلن تكون في عداد الحاضرين بل الرئيس جواكيم غوك.


وسيجرى الحفل رمزيا في استاد سويتو المدينة التي عاش فيها مانديلا قبل توقيفه وكانت معقل النضال ضد نظام الفصل العنصري.
وسيسجى جثمان البطل الوطني بعد ذلك لثلاثة ايام في مقر الحكومة في بريتوريا مع طواف مقرر للجثمان كل صباح في شوارع العاصمة.
ثم سينقل السبت الى قرية كونو الصغيرة في الجنوب الريفي للبلاد، ارض اجداد مانديلا. ففي هذه الارض سيوارى مانديلا الثرى بناء على رغبته.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم