الوطن والأخلاق

خمس وسبعون سنة مرّت على استقلال لبنان، عرف فيها هذا الوطن سنوات من الوفاق وسنوات من النزاع بين طوائفه الثماني عشرة. وأبشع فترة عاشها اللبنانيّون كانت فترة الحرب التي دامت خمس عشرة سنة (1975 - 1990)، وحصدت مئات الآلاف من القتلى والجرحى وتسبّبت في هجرة مئات الآلاف إلى مختلف بلدان العالم تاركين وراءهم وطنًا لا يزال إلى الآن يبحث عن هويته. لقد ترك لنا البابا القديس يوحنا بولس الثاني شعارًا يوجز هوية لبنان، عندما قال إنّ لبنان ليس مجرّد وطن، بل هو، للشرق والغرب، رسالة عيش بسلام بين طوائف وأديان ومذاهب متعدّدة. ولكن لا وطن ولا رسالة من دون أخلاق. فأين نحن اليوم من هذه الرسالة، وأين نحن اليوم من الأخلاق؟ في هذه الذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال يطيب لنا أن نستذكر ما قاله المرحوم الياس ربابي في خطاب شهير له في البترون في الذكرى الثانية والثلاثين للاستقلال في شهر تموز من سنة 1977، وفيه يتحدّث عن أسباب الحرب التي كانت قد بدأت منذ سنتين، وكأنّه يتكلّم اليوم عمّا يجري في لبنان. قال: "أيّا كان الصواب أو الخطأ...