الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاستقلال... غير المستقل!

سليم نصار
Bookmark
A+ A-
بسبب الاختبارات السابقة التي مارسها السياسيون اللبنانيون طوال حرب استمرت خمس عشرة سنة، أصبح الفراغ الحكومي أمراً طبيعياً لدى مختلف أطراف النظام.والكل يذكر أن شغور منصب رئيس الجمهورية استمر سنتين ونصف السنة، قبل أن يعلن سعد الحريري تأييده ترشيح رئيس "تكتل التغيير والإصلاح" ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وكان ذلك يوم الخميس من تشرين الأول (اكتوبر) 2016.وقد استمر أكثر من ساعتين في استعراض الدوافع الشخصية والوطنية التي فرضت عليه اتخاذ مثل هذا القرار الصعب. أي القرار الذي أخرج لبنان، بحسب رأيه، من حال الفراغ والضياع والشلل.وبعد الانتهاء من إعلان الترشيح في مقر إقامة الحريري، وصل ميشال عون يرافقه صهره جبران باسيل الى المقر المذكور حيث استقبله سعد ونادر الحريري. وعلى الفور عقد العماد وسعد خلوة اتفقا خلالها على القواعد الأساسية لتعاونهما. وقد اختصرها عون بهذه الكلمات: "أنا مرشح لأكون رئيساً لكل اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم."في التكليف الثاني لتشكيل الحكومة الثانية، جوبه الرئيس سعد الحريري بعوائق داخلية وخارجية لم تكن في الحسبان. وقد تعرض لمفاجآت غير متوقعة كان أخطرها خطاب أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي نسف كل المحاولات الرامية الى متطلبات التوافق اللبناني. وهو شرط مطلوب لإنجاح التشكيلات الحكومية.التحاليل السياسية، التي اجتهد مطلقوها من أجل تفسير خطاب السيد نصرالله، أجمعت على القول إن نسف عملية تشكيل الحكومة اللبنانية كان بمثابة تهديد علني موجه الى الولايات المتحدة والسبب أن واشنطن باشرت في عرض اللائحة الثانية من العقوبات ضد ايران. وبما أن كل الدول الغربية مهتمة بتثبيت الاستقرار في لبنان، فإن تأجيل تشكيل الحكومة يدفع الوضع العام الى حافة الإنهيار، خصوصاً إذا تأجلت الاستحقاقات المرتبطة بتطبيق إصلاحات مؤتمر "سيدر"...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم