الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جدارية "استقلالية" في الحمراء... الفن يقرّب المسافة

ديانا سكيني
ديانا سكيني
جدارية "استقلالية" في الحمراء... الفن يقرّب المسافة
جدارية "استقلالية" في الحمراء... الفن يقرّب المسافة
A+ A-

عشية ذكرى الاستقلال الـ75، انتشرَت كلمات النشيد الوطني بالخط العربي الأصيل على جدار أحد الأبنية في منطقة الحمراء.

العملُ بتوقيع الفنان غالب حويلة الذي اختارَ "خط الرقعة"، وهو أحد الخطوط العربية الشعبية. وفي الأمر رسالة، تجعل العمل موجهاً لجميع الناس، فتتحقق غايته في الوصل بينهم وبين النشيد. ومن المارة، كثيرون باعدت النمطيات التي تحيك العلاقة مع الوطنيات غالباً بينهم وبين كلمات النشيد. ناهيك بالأزمات التي خلّفت أجيالاً ممن فقدوا الإيمان أو ارتابوا من إمكان الوصول الى دولة مستقلة مستحقة.

هنا يتدخل الفن في عمل يهدف أيضاً الى اعادة الاعتبار للخط العربي وتقريب الناس من فنونه من جهة أخرى.

المبادرة انطلقت من حملة "بنك بيبلوس" التي رافقت ذكرى الاستقلال، وافتتحت الجدارية أمس خلال احتفال في شارع الحمراء، المكان الذي يجمع الناس بمختلف انتماءاتهم، ويعتبر مساحة مناسبة لـ"توجيه الرسالة الاستقلالية الفنية".

قبل أن تكر سبحة مشاريعه في لبنان، سجّل حويله أعمالاً جدارية لفتتْ الأنظار في لندن وفي "ملتقى الخط العربي في الشارقة".

في لندن، خطَّ كلمات الشاعر الراحل محمود درويش على جدار أمام مركز للمهاجرين، "سنكون يوماً ما نريد، لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى". ولا يخفي الفنان الشاب رغبته في تطوير النظرة الى هذا الفن الذي ولد من رحم الغرافيتي، فتلاه، وارتبط بفعل الوجود، "أنا هنا، أعمل وأبحث منذ 5 سنوات، لأطلع الناس على الخط العربي".

أجمل ما في الفن، أن ليس فيه الصح والخطأ، وتجد حويله يدافع عن رسالة قد تصنف كلاسيكية وبعيدة من الشباب المنفعل المتفاعل عادة مع فنون الشارع، "العمل يمثّل هويتنا ونشيد يجمعنا، كما أن الأمر مناسبة لحياكة ما يربطنا بكلماته من خلال التمعن فيها، انها تجربتي الشخصية على سبيل المثال".

قبل أن يقع الاختيار على شكل العمل، نوقش رسم خريطة لبنان، "لكننا عدنا وفضلنا كتابة كلمات النشيد في شكل واضح لا يضيّع الناظر".

تمضي فنون الشارع في لفت الأنظار الى رسائلها وأشكالها، وحويلة من قلة غير متشائمة، فـ "واقع الفن ليس سيئاً تماماً، هناك غاليريهات تجمع أعمالاً، وفنانون ينتجون، ولدينا ارث من فنانين راحلين ومعاصرين يشكّلون ركيزة".

لا شك في أن الفن يحتاج دعماً ولفت نظر. وهو في ذلك يتماهى مع كلمات النشيد التي يحتاج كثيرون الى التمعن في كلماتها والبحث عن أثرها اليوم. في المحصلة، يحيا الفن ولبنان!

[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم