الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سين سين سيادة واستقلال

سمير عطاالله
Bookmark
A+ A-
في ما مضى، كان يوم الاستقلال عيداً، أهم ما فيه أنه يربط الجميع معاً. ليس عيد طائفة دون اخرى، وانما عيد وطني يبعث الفرح حتى في نفوس الذين يزدرونه ويعتبرونه عبئاً على الأمة، أو خرقاً لها: سواء كانت الأمة السورية أو العربية.عاماً بعد عام لم يعد 22 تشرين الثاني مرتبطاً بالفرح، بل بمسحة غامضة من الحزن. لم يعد الاطفال يصطفون أمام المتحف ليحضروا عرض الدبابات والجنود واطقم الرجال البيضاء. ولم يعد لدى الآباء ما يخبرون عن الاستقلال. وذات يوم، افقنا، فإذا مكان العرض، هو "الخط الأخضر". خط التماس، آخر بوابة بين اللبنانيين، ولكي تعبرها، يجب أن تترجل وتنتقل من سيارة الى سيارة، لأنك منتقل من عالم الى عالم: من دنيا الانعزال الى دنيا العروبة. أو بالعكس. ولكن، في الحالتين، ذليلاً على قدميك، خائفاً من وسيطك، مرتعداً من ان ينفجر جحيم المدافع، في مصادفة اسوأ من ميعاد.صار 22 ت2 يوماً للترحم. مناسبة للوقوف على اطلال هند في برقة تهمد. صار مفرقاً لم نعد نثق بانه بوابة العودة الى الوراء أو بوابة الدخول الى المستقبل. أو حتى ان كان هناك مستقبل. وصار يوماً للشعور بمسحة غامضة من الحزن: حزن الفراق.ليس الوداع النهائي، ولكن الفراق. وهو اقسى وأمضّ. كان كل شيء مفرحاً في العرض العسكري، خصوصاً للأطفال. عطلة، فلا معلمون ولا مساطرهم. عنزة الجيش تؤدي في ثوبها المذهب رقصة العسكر، والضباط يقبلون سيوفم البراقة، متقدمين، هبطة أقدامهم ع الأرض هدارة.الدول باعيادها. يوم يعلم الكبار صغارهم بأن ثمة ما يفرحون به. وقد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم