الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الميثاق 1943 ولد باتفاق دولي وعربي ولبناني داخلي

Bookmark
A+ A-
لم يكن الميثاق الوطني في لبنان عام 1943 مجرد تسوية محلية فحسب، ولكن كانت له جوانب عربية ودولية أغفلها المؤرخون والمنظّرون في الميثاق، ومجمل اللبنانيين الذين ركزوا على الجانب المحلي الداخلي للميثاق. فمن المعروف أن الميثاق الوطني تضمن التفاهم على الاستقلال عن الدول العربية وعدم الارتباط معها بوحدة أو معاهدة تتعارض مع الاستقلال، ورفض الوصاية أو الامتيازات أو الحماية الأجنبية. ولهذا لا بد من دراسة الجوانب والخلفيات العربية والدولية للميثاق الوطني قبل دراسة الجوانب المحلية الداخلية.في 29 أيار 1941أشار وزير الخارجية البريطاني "أنتوني إيدن" (A. Eden) إلى أن بريطانيا ترى أن كثيراً من مفكري العرب يرجون درجة من الوحدة أكبر مما تتمتع به الآن البلاد العربية، وأن العرب يتطلعون إلى نيل تأييد بريطاني في مساعيهم نحو تحقيق هذا الطلب. وأكد ضرورة تقوية الروابط الثقافية والاقتصادية بين البلاد العربية، وكذلك الروابط السياسية، وأن بريطانيا تؤيد هذه الخطة. وفي 24 شباط 1943 ذكر إيدن أن مبادرة الوحدة العربية يجب أن تصدر من العرب أنفسهم.أولاً: الأبعاد العربية للميثاق الوطني اللبناني 19431- دور وأثر مصر وسوريا في صيغة الميثاق الوطني 1943:الواقع إن الحديث عن إمكانية قيام وحدة عربية استمر بين الأوساط العربية والأجنبية وعلى مختلف الصحف لا سيما بين عامي 1942 1943. وفي ما يتعلق بلبنان ففي أيار 1942، زار قنصل مصر العام في لبنان أحمد رمزي، بشارة الخوري وسلمه دعوة من رئيس وزراء مصر مصطفى النحاس باشا لزيارة القاهرة والبحث في التعاون العربي، كما تلقى وزير خارجية سوريا جميل مردم بك الدعوة نفسها. وبالفعل، ففي 2 حزيران1942 عقد اجتماع تمهيدي في القاهرة ضم: النحاس باشا، بشارة الخوري، جميل مردم بك، وكيل وزارة الخارجية المصرية محمد شرارة باشا، والأمين العام للخارجية المصرية محمد صلاح الدين. وتبين من خلال المناقشات أن بشارة الخوري رئيس الكتلة الدستورية في لبنان والذي يأمل في الوصول إلى رئاسة الجمهورية، أبدى استعداده للتعاون مع الدول العربية شرط استقلال لبنان ضمن حدوده المعترف بها، ورأى أن ذلك قد يكون عقبة في سبيل إنشاء جامعة للدول العربية. ومما قاله بشارة الخوري في الاجتماع: "إننا نريد التعاون مع الدول العربية إلى أقصى حد على هذا الأساس، ثم استدركت أن عدداً من المسيحيين لا يعتنق هذا المذهب، وقد يعاكسه لاعتقاده بضرورة حماية أجنبية لبلاده".وكان يهم النحاس باشا سماع رأي سوريا بالموقف والسياسة اللبنانية المستقبلية، لأن سوريا هي جارة للبنان، فقال جميل مردم: "نحن نثق بكلام الشيخ بشارة، وعندما تطمئن سوريا لهذا الاتجاه في السياسة اللبنانية، فنحن مستعدون لأن نتنازل عن كل مطلب لنا في لبنان، بل أن نوسع أراضي لبنان إذا لزم".ومن الأهمية بمكان القول، إن البريطانيين وبعض المسؤولين العرب كانوا يريدون التأكد من سياسة بشارة الخوري في حال مساعدته للوصول إلى سدة الرئاسة الأولى في لبنان، ولهذا دعي هو بالذات إلى مصر وليس سواه، في وقت كانت فيه فرنسا تعمل علناً ضد أي تقارب لبناني عربي باستغلالها للمشاعر الطائفية، وتأكد ذلك من خلال برقية أرسلها الجنرال كاترو إلى الجنرال ديغول في 8 آذار 1943، موضحاً أن معاهدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم