الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

حول الخلط بين اللّيبراليّة والديموقراطيّة

وحيد عبد المجيد- مدير مركز "الأهرام" للدراسات السياسيّة والاستراتيجية
Bookmark
حول الخلط بين اللّيبراليّة والديموقراطيّة
حول الخلط بين اللّيبراليّة والديموقراطيّة
A+ A-
بدأ الخلط بين مفهومَيْ اللّيبراليّة والديموقراطيّة في أواخر القرن التاسع عشر. لكنّه ظلّ محدوداً ومحصوراً في أوساط سياسيّين غربيّين في مجرى صراعهم ضدّ الماركسيّة في بداية انتشارها في العالَم. بحثوا عن "سلاحٍ" فكريّ للدفاع عن النّظام الديموقراطيّ، ووجدوا ضالّتهم في اللّيبراليّة.انتقل الخلْط من الساحات السياسيّة إلى دوائر فكريّة وأكاديميّة في البلدان التي شهدت حركة ترجمة شملت أدبيّات غربيّة، ومن بينها بلدانٌ عربيّة. كانت كتاباتٌ لفلاسفة العقْد الاجتماعي جون لوك وجان جاك روسّو وتوماس هوبز، ومفكّرين عقلانيّين وتنويريّين مثل ديكارت وفولتير ومونتيسكيو وألكسيس دي توكفيل، في صدارة ما أقبل عليه مُترجمون ومثقّفون سعوا إلى الاستفادة من ثقافة الغرب المتقدّم. وفي بعض ترجمات هؤلاء، وفي كِتاباتٍ حولها، بدأ الخلْط بين الديموقراطيّة واللّيبراليّة في أوساط فكريّة وأكاديميّة في بلدانٍ غير غربيّة.غير أنّ الخلْط على هذا المستوى وصل الغرب، أو قُل ظهر في بعض الجامعات ومَراكز الأبحاث والتفكير في أوروبا والولايات المتّحدة، منذ تسعينيّات القرن الماضي، وارتبط بنشوة الانتصار على الاتّحاد السوفياتي السابق ومُعسكره "الماركسي"، وشيوع تعبير "الديموقراطيّة اللّيبراليّة".مَساران تاريخيّان مُختلفاناللّيبراليّة ليست فلسفة واحدة أو نسقاً فكريّاً مُغلقاً، بل تيّاراً عريضاً يشمل أفكاراً كثيرة وفلسفات اختلفت في كثير من تفاصيلها عبر تاريخها منذ أن بدأت إرهاصاتها في القرن الخامس عشر في أوروبا. يجمع هذه الأفكار والفلسفات، والاتّجاهات، مبادئ عامّة أساسيّة مثل الحرّيات السياسيّة، والاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، واحترام الفرد والخصوصيّة، والعقلانيّة، والتعدديّة، وقبول الآخر، والمساواة أو تكافؤ الفرص، والعدل أو حُكم القانون. وتأثَّر مسار اللّيبراليّة منذ بزوغ إرهاصاتها الأولى بتحوّلاتٍ كبرى بدأت في أوروبا، مثل الانتقال إلى الرأسماليّة، وظهور العلمانيّة، والتطوّر نحو الديموقراطيّة.لم يكُن هناك ارتباطٌ عضوي بين اللّيبراليّة، وأيٍّ من تلك التحوّلات الكبرى. لكنّ أفكاراً ليبراليّة أسهمت في بلورة أطر فكريّة لكلٍّ منها (مفهوم الحريّة الاقتصاديّة بالنسبة إلى الرأسماليّة، ومفهوم حريّة الاعتقاد، والحرّيات الثقافيّة عموماً، بالنسبة إلى العلمانيّة، ومفاهيم الحريّة السياسيّة، والتعدّد، وقبول الآخر، وغيرها، بالنسبة إلى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم