الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

جدارية النشيد في الحمراء... الفن يقرّب المسافة

المصدر: "النهار"
ديانا سكيني
ديانا سكيني
جدارية النشيد في الحمراء... الفن يقرّب المسافة
جدارية النشيد في الحمراء... الفن يقرّب المسافة
A+ A-

عشية ذكرى الاستقلال الـ75، انتشرَت كلمات النشيد الوطني بالخط العربي الأصيل على جدارية في شارع الحمراء.

العملُ بتوقيع الفنان غالب حويلا الذي اختارَ "خط الرقعة"، وهو أحد الخطوط العربية الشعبية. وفي الأمر رسالة، تجعلُ العمل "موجهاً لجميع الناس وقريباً منهم، فتتحقق غايته في الوصل بينهم وبين كلمات النشيد". ومن المارة، كثيرون باعدت النمطيات التي تحيك العلاقة مع الوطنيات غالباً بينهم وبين كلمات النشيد. ناهيك عن الأزمات التي خلّفت أجيالاً ممن فقدوا الايمان أو ارتابوا من امكان الوصول الى دولة مستقلة مستحقة.

هنا يتدخل الفن في عمل يهدف أيضاً الى اعادة الاعتبار للخط العربي وتقريب الناس من فنونه.

المبادرة انطلقت من حملة "بنك بيبلوس" التي رافقت ذكرى الاستقلال، وافتتحت الجدارية خلال احتفال في شارع الحمراء، المكان الذي يجمع الناس بمختلف انتماءاتهم، ويعتبر مساحة مناسبة لـ"توجيه الرسالة الاستقلالية الفنية".

قبل أن تكر سبحة مشاريعه في لبنان، سجّل حويلا أعمالاً جدارية لفتتْ الأنظار في "ملتقى الخط العربي في الشارقة".

وفي لندن، خطَّ كلمات الشاعر الراحل محمود درويش على جدار أمام مركز للمهاجرين، "سنكون يوماً ما نريد، لا الرحلة ابتدأت ولا الدرب انتهى". ولا يخفي الفنان الشاب رغبته في تطوير النظرة الى هذا الفن الذي ولد من رحم فن "الغرافيتي" فتلاه، وارتبط بفعل الوجود "أنا هنا، أعمل وأبحث منذ 5 سنوات، لأطلع الناس على الخط العربي".

أجمل ما في الفن، أن ليس فيه صح وخطأ، وتجدُ حويلا يدافع عن رسالة قد تصنف كلاسيكية وبعيدة عن الشباب المنفعل المتفاعل عادة مع فنون الشارع، "العمل يمثّل هويتنا ونشيد يجمعنا، كما أن الأمر مناسبة لحياكة ما يربطنا بكلماته من خلال التمعن فيها، انها تجربتي الشخصية على سبيل المثال".

قبل أن يقع الاختيار على ىشكل العمل، نوقش رسم خريطة لبنان، "لكننا عدنا وفضلنا كتابة كلمات النشيد بشكل واضح لا يضيّع الناظر، وأضفنا أرزة اليه".

تمضي فنون الشارع في لفت الأنظار الى رسائلها وأشكالها،وحويلا من قلة غير متشائمة، فـ "واقع الفن ليس سيئاً تماماً، هناك غاليريهات تجمع أعمالاً وفنانون ينتجون، ولدينا ارث من فنانين راحلين ومعاصرين يشكّلون ركيزة".

لا شك أن الفن يحتاج دعماً ولفت نظر. وهو في ذلك يتماهى مع كلمات النشيد التي يحتاج كثيرون الى التمعن فيها والبحث عن أثرها اليوم. في المحصلة، يحيا الفن ولبنان!


[email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم