الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أزمة قومية واستفتاء شعبي في أغنى بلد أوروبي بسبب قرون الأبقار!

حسام محمد
A+ A-

قضية غريبة احتلت أهمية قومية، بعد أن قسّمت الشارع السويسري إلى قسمين. هي تلك والقضية هي تلك المتعلقة بقرون البقر والماعز، أيضاً والتي تحتاج إلى دعم حكومي بحسب آراء بعض المزارعين السويسريين.

وتستعد سويسرا للتصويت الأحد المقبل لحسم القضية التي أحدثت انقساما داخل البلاد، حول إمكانية حصول المزارعين الذين يدعون أبقارهم وماعزهم بنمو قرونها بشكل طبيعي، على دعم حكومي.

وأطلق المزارع أرمين كابول ذو الـ 66 عاما فكرة إجراء استفتاء على ما أسماه الحفاظ على "كرامة الماشية"، حيث أطلق حملة للحصول على دعم مالي لتوفير مساحة الرعي الإضافية التي تحتاجها الحيوانات ذات القرون، آملا أن يسهم ذلك في تقليل عملية إزالة القرون.


وبحسب وكالات قال كابول المالك لمزرعة صغيرة في شمال غرب سويسرا: "يجب أن نحترم الأبقار كما هي. اتركوا لها قرونها. عندما تنظر إليها فإنها دائما ما ترفع رؤوسها عاليا وتفخر. عندما تزيل القرون فإنها تحزن". وللعلم فإن القسم الأكبر من الأبقار السويسرية التي تعتبر رمزاً وطنياً، إما أزيلت قرونها أو أنها بلا قرون لأسباب تتعلق بالجينات الوراثية.

ويسعى كابول، الذي يقول إن القرون تساعد الأبقار على الاتصال وتنظيم درجة حرارة أجسامها، إلى أن تحصل المزارع على إعانة سنوية قدرها 190 فرنك سويسري عن كل حيوان ذي قرن.

استفتاء يصعب توقع نتائجه!

وجمع الرجل أكثر من 100 ألف توقيع لإجراء تصويت على المستوى الوطني، في حين أظهر آخر استطلاع للرأي أنه من الصعب التكهن بنتيجة الاستفتاء.

وأصبح كابول، وهو شخص مميز ذو لحية رمادية طويلة وقبعة حمراء مصنوعة يدويا، نجما إعلاميا في سويسرا نظرا للنهج الذي يتبعه. ومن المرجح أن تحظى حملته بدعم من أولئك الذين يعارضون عمليات إزالة القرون التي تتم بإحراق براعم قرون العجول بقطع حديد ساخنة وحمراء من شدة التوهج.

ويقول المنتقدون إن هذه العملية مؤلمة وغير طبيعية، لكن المؤيدين يشبهونها بإخصاء القطط أو الكلاب ويقولون إنها قضية تتعلق بالسلامة. وقال الطبيب البيطري جان ماري سور إن إزالة القرون بالحديد الساخن عملية غير مؤذية خلال سبع ثوان لكن البقرة قد تعاني بعض الألم بعد أن يذهب مفعول المسكنات.

الحكومة في الاتجاه الآخر!

وتعارض الحكومة هذه المبادرة التي تقول إنها ستستنزف 30 مليون فرنك من ميزانيتها الزراعية البالغة ثلاثة مليارات فرنك، وتضيف أنها ستشكل عبئا على الدستور.

وتلقى المبادرة أيضا معارضة من بعض المزارعين الذين يقولون إن الأبقار يجب أن تكون قادرة على التحرك بحرية، مضيفين أن الاحتفاظ بقرونها سيضيق المساحة أمامها.

وقال ستيفان جيلجن، الذي تنتج أبقاره (وعددها 48 بقرة) ألف ليتر من الحليب يوميا "نظامنا الحالي في الحظيرة له مزايا، وتتسابق الأبقار مع بعضها البعض بشكل أفضل. إذا كانت الأبقار ذات قرون، فإن خطر تعرض الحيوانات والبشر للإصابات سيكون أكبر". وأضاف "لدينا مشكلات أخرى في الزراعة. يجب أن يترك الأمر لكل مدير مزرعة أن يقرر ما إذا كان سيحتفظ بالقرون أم لا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم