الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

الزواج المدني والمبادرة الأولى

المصدر: النهار
ف.د.
الزواج المدني والمبادرة الأولى
الزواج المدني والمبادرة الأولى
A+ A-

حملت قلمي ولملمت بعض العبارات، علّ الكتابة تعبّر عن فرحتي بخلود سكرية ونضال درويش من هذا الثنائي الجريء الذي خطى الخطوة الأولى نحو الزواج المدني في لبنان، أبدأ. كان من المفترض أن يكون هذا الزواج في قبرص، ولكن حريتنا أبت إلاّ أن يتوّج هذا الزواج في بلاد الأرز.
بعدما كان منسيّاً، عاد الزواج المدني بقوّة ليطرح نفسه مجدداً على الساحة اللبنانية. فما رأي المواطن حيال هذا الزواج، وهل يملك الوعي الكافي لقبول فكرته؟
تؤيد نور هذا المشروع بقوة، وتعتبر أنه يرفع الأسلاك الطائفيّة الشائكة التي تقيّد الديانتين المسيحية والمسلمة معاً. أما نسرين، فتقبل به شرط أن يبقى إختيارياً، أي لا يُجبر أحد على اعتماده. فمن يرغب، يمكنه تسجيل زواجه في لبنان عوض السفر إلى الخارج. يوافق الكثيرون على هذا الرأي، لأنهم تربوا على الديموقراطية والحرية. لكن، رغم قبول هذا الزواج من البعض، الاّ أننا لا نستطيع أن نتغاضى عن رفضه من البعض الآخر، علماً أن كل موضوع يطرح للمناقشة، يحظى بأراءٍ متباينة. ابرهيم يرفض المشروع رفضاً قاطعاً، ويشير الى أن هذا الزواج يقضي على الديانات السماويّة، ومن يرغب به فليتوجّه إلى بلدان أخرى، مشيراً الى أن الزواج التقليدي هو الأصح.
جوزف ومريم يرويان تجربتهما مع الزواج المدني، فتسأل مريم هل يفترض بي أن اطلب من خطيبي أن يغيّر دينه ؟هذا أمر مستحيل. شرارة حبهما لم توقفها أي ديانة فتوجّها إلى قبرص وعقدا زواجاً مدنياً لأنهما يؤمنان به وكانا يتمنيان لو تمّ زواجهما في لبنان. وتسخر مريم من الدولة اللبنانية، "كيف تعترف بهذا الزواج ولكنها ترفضه على أراضيها؟".
وينتقد علي رجال الدين الذين يعملون "على إقناع اللبنانيين بأن الزواج المدني هو إلحاد وكفر".
يعود مشروع الزواج المدني الى عام 1951، حيث نوقش آنذاك في البرلمان ورفض. عام 1960 بدأت جمعيات عدة تطالب به مجدداً عبر تظاهرات نظمتها آنذاك، ولكن بلا جدوى. عام 1975 طرحه الحزب الديموقراطي في مجلس النواب، فانقسم النواب حياله بين مؤيد ومعارض. لكن التعديل الأهم الذي طال مشروع الزواج المدني في لبنان، هو جعله إختيارياً وليس الزامياً أسوة بالبلدان التي تعتمده، إرضاء لرجال الدين.
إذا كنت تقبل بهذا الزواج أو ترفضه، فهو زواج إختياري لا يؤثر على صورة الأديان السماوية، لأن المؤمنين بالزواج التقليدي سيظل زواجهما تابعاً للقوانين الخاصة المستمدّة من الشريعة للمسلمين ومن الكنيسة للمسيحيين. أما المؤمنون بالزواج المدني فسيحاولون أن يصبح معتمداً في لبنان، مما يجعلهم يتفادون قطع المسافات ودفع التكليف الإضافية لعقده في الخارج.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم