الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

نتانياهو يرفض الدعوات "غير المسؤولة" لإجراء انتخابات مبكرة

المصدر: " ا ف ب"
نتانياهو يرفض الدعوات "غير المسؤولة" لإجراء انتخابات مبكرة
نتانياهو يرفض الدعوات "غير المسؤولة" لإجراء انتخابات مبكرة
A+ A-

رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد الدعوات "غير المسؤولة" لإجراء انتخابات مبكرة، متعهّداً الاستمرار في ممارسة مهامه ومواصلة جهوده الرامية لإقناع بقيّة شركائه في الائتلاف بالبقاء في الحكومة المترنّحة منذ استقال منها وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان.

وقال نتانياهو في كلمة متلفزة عقب اجتماع غير مثمر عقده مع وزير المالية موشي كحلون لبحث سبل حلّ الأزمة الحكومية إنّ "التوجّه إلى الانتخابات الآن سيكون غير مسؤول ... أمن البلاد فوق أي اعتبارات سياسية".

وأضاف أنّه في الوقت الحالي سيتولى بنفسه حقيبة الدفاع التي شغرت باستقالة ليبرمان وسيعمل على إقناع بقيّة شركائه في الائتلاف بالبقاء في الحكومة.

وكان وزير التعليم نفتالي بينيت من حزب "البيت اليهودي" اليميني المتطرف هدّد بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتم منحه حقيبة الدفاع.

وبينما كان نتانياهو يلقي كلمته المتلفزة من مقر وزارة الدفاع في تل أبيب كان بينيت يعلن أنّه سيدلي صباح الإثنين بكلمة يعلن فيها موقفه من هذه المسألة.

وتحدّث نتانياهو في كلمته عن خبرته العسكرية، وقال إنّه لا يستطيع أن يشرح علناً الخطوات الأمنية الحسّاسة التي تقوم بها إسرائيل الآن.

وأضاف "سنهزم أعداء إسرائيل وأنا لا أقلّل من خطورة التحدّيات التي تواجهنا".

وجاءت كلمة نتانياهو عقب اجتماع مهم عقده مع كحلون الذي يشغل حزبه "كلنا" عشرة مقاعد في الكنيست. وإثر الاجتماع قال مكتب وزير المالية إنّ محادثات نتانياهو وكحلون انتهت "بدون نتائج" وأنّ الرجلين سيلتقيان مجدداً في وقت لاحق من الأسبوع.

ويواجه ائتلاف نتانياهو أزمة منذ الأربعاء عندما أعلن ليبرمان استقالته احتجاجاً على اتفاق مثير للجدل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ما أثار تكهّنات بأنّ إجراء انتخابات مبكرة أصبح واقعاً لا مفرّ منه.

وبعد انسحاب ليبرمان وحزبه "إسرائيل بيتنا" باتت غالبية ائتلاف نتانياهو في الكنيست (120 مقعداً) تقتصر على مقعد واحد، لكنّ أطرافاً آخرين في الائتلاف يريدون الحصول على حقيبة الدفاع للبقاء في الحكومة، وهو ما يرفضه رئيس الوزراء.

وكان نتانياهو أوضح وجهة نظره في مستهلّ اجتماع للحكومة الأحد. وقال "في مرحلة حسّاسة أمنياً، فإنّ إجراء انتخابات أمر غير ضروري وسيشكّل خطأ".

وموعد الانتخابات في تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وفي مؤشّر على احتمال التوصل إلى اتّفاق، قال متحدث باسم حزب الليكود إنّ نتانياهو "سيتّخذ قراراً خلال الأيام المقبلة بشأن تعيين وزراء"، إلاّ أنّه لم يكشف عن تفاصيل.

وفي هذه الاثناء سعى نتانياهو إلى الإيحاء بأنّ الأمور تسير كالمعتاد حيث التقى رئيس هيئة أركان الجيش وخليفته المقبل ورئيس جهاز الأمن الداخلي شين بيت، بحسب المتحدّث باسم الليكود.

ويطالب وزير التربية من حزب البيت اليهودي اليميني المتشدّد (ثمانية نواب) نفتالي بينيت بوزارة الدفاع للبقاء في الائتلاف الحكومي.

لكنّ نتانياهو يرفض تسليم هذه الحقيبة الأساسية إلى أحد منافسيه اليمينيين الرئيسيين.

وأعلن بينيت مساء السبت لمحطة تلفزيونية إسرائيلية أنّ ليبرمان "أسقط الحكومة ولم تعد موجودة، ونحن نتّجه الى انتخابات ولا بديل عن ذلك".

والأحد رفض بينيت الإدلاء بتصريح للصحافيين عند دخوله اجتماع الحكومة، إلا أنّ وزيرة العدل إيليت شاكيد من حزبه "البيت اليهودي" قالت في بيان إنّ تسليمه حقيبة الدفاع هو "المبرّر الوحيد" للإبقاء على الحكومة.

والجمعة التقى نتانياهو بينيت إلا أنّ تقارير متضاربة صدرت بعد الاجتماع.

وفي حين قال مصدر مقرّب من بينيت إنّ الرجلين اتّفقا على "أنّه من غير المنطقي الاستمرار" في نفس الائتلاف، سارع الليكود لإصدار بيان نفى فيه هذا الأمر.

وجاء في البيان أنّ "رئيس الوزراء قال للوزير بينيت إنّ الشائعات حول اتّخاذ قرار بإجراء انتخابات ليست صحيحة".

وبدأت الأزمة باستقالة ليبرمان بسبب وقف اطلاق النار الذي أنهى أسوأ تصعيد في العنف بين اسرائيل والمقاتلين الفلسطينيين في غزة منذ حرب 2014.

ووصف ليبرمان الهدنة بأنّها "استسلام للإرهاب" وانتقد قرار نتانياهو مؤخّراً السماح لقطر بإرسال ملايين الدولارات كمساعدات للقطاع المحاصر.

كما نظّم سكان إسرائيليون في المناطق الجنوبية التي أصابتها صواريخ أطلقت من غزة الأسبوع الماضي احتجاجات دعوا خلالها إلى اتّخاذ موقف متشدّد ضدّ حماس التي خاضت ضدّها إسرائيل ثلاثة حروب منذ 2008.

وأظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه بعد وقف إطلاق النار أنّ 74% من الاسرائيليين ليسوا راضين عن تعامل نتانياهو مع التصعيد في غزّة، إلا أنّه أظهر أنّ حزبه سيفوز بسهولة بغالبية المقاعد إذا ما أجريت انتخابات نيابية مبكرة.

وتسري تكهّنات بأن رئيس الوزراء سيدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة، خصوصاً بعد أن أوصت الشرطة بتوجيه التّهم ضدّه في تحقيقين بالفساد.

ومن المقرّر أن يعلن النائب العام قراره خلال الأشهر المقبلة حول ما إذا كان سيستمر في توجيه التهم لنتانياهو.

ويعتقد بعض المحلّلين أنّ نتانياهو سيكون في وضع أفضل لمواجهة الاتّهامات في حال إجراء انتخابات مبكرة.

لكنّ نتانياهو يودّ، بحسب محلّلين، أن يقوم بهذه الخطوة في وقت أفضل بالنسبة له وليس عندما يكون اهتمام الرأي العام مركّزاً على وقف إطلاق النار في غزة.

وقال ريئوفين هازان من قسم العلوم السياسية في الجامعة العبرية "هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل نتانياهو لا يرغب في إجراء الانتخابات الآن".

وأضاف "إنّه يريد أن يهدأ الوضع في غزة قبل أن يدخل حملة انتخابية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم