الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

في حقيبتها مرح، وأحلام، وتمرد على واقع مظلم...!

في حقيبتها مرح، وأحلام، وتمرد على واقع مظلم...!
في حقيبتها مرح، وأحلام، وتمرد على واقع مظلم...!
A+ A-


كادت قصة مرح (13 عاماً) تشبه قصص طفلات كثيرات في محيطها يعشن االظروف ذاتها. فالعادات الواحدة توحّد مصير كل من يعيش في هذه البيئة. كان من الممكن أن تكون حكاية مرح نسخة عن تلك التي عاشتها صالحة (16 سنة) قبل سنوات حين زوّجها والدها وهي طفلة في سن الـ12 لا تزال تلعب بدميتها، فتطلّقت بعد عام بعد أن عاشت كل أنواع التعذيب والتعنيف لتعود وتتزوج مجدداً.

أما حلم صالحة الأكبر اليوم فهو أن تعود طفلة تستمتع بطفولة حُرمت منها وبألعاب هي عالم كل من في مثل سنّها... تفصح صالحة عن حلمها بملامح تفوق سنّها حاملة سيجارتها بجرأة وبعينين دامعتين تحكيان قصصاً كثيرة عن العذاب الذي عاشته حتى اليوم وهي في السادسة عشرة. فبدا واضحاً أن التجارب المريرة التي عاشتها عجّلت في تقدّمها سنّاً.

كان والد مرح يرسم لها المستقبل نفسه الذي يبدو طبيعياً لأي فتاة تبلغ سن الـ12 أو 13 في محيطها بحسب العادات والتقاليد وبسبب الظروف المعيشية الصعبة.

لكن برنامج اليونيسف للتعليم كان كفيلاً بتغيير مسار حياتها وبرسم مستقبل جميل كذاك الذي تحلم به أي فتاة في مثل سنّها. وبعد أن كان طموح مرح محصوراً بمحيط ضيق تعيش فيه، تبدلت حياتها ليصبح لها معنى وأهداف تعيش من أجلها. فتحضّر نفسها يومياً بحماسة لتتوجه إلى المدرسة. وكأنها اليوم تتحلّى بشخصية قيادية ناضجة تدفعها إلى الأمام لمتابعة تحصيلها العلمي والبروز في المجتمع. عن حلمها للمستقبل تقول مرح: "أحلم بأن أصبح معلّمة لأدفع أطفالاً محتاجين مثلي إلى التعليم حتى لا يعيشوا في الجهل والظلمة والضياع".

تبدو مرح اليوم شابة ناضجة تتمتع بحكمة تفوق سنّها، وشغفها في العلم يبدو واضحاً في عينيها وفي كلامها وفي طريقة تفاعلها في الصف. وعن عشقها للدراسة تقول "في الفترة التي أجبرت فيها على التوقف عن التعليم ، كانت حالتي النفسية سيئة جداً وكنت أبكي يومياً لشدة رغبتي في التعلّم. لم أتصوّر حياتي بالشكل الذي هي عليه ولم أكن قادرة على الاستغناء عن المدرسة والتعليم. عندما عدت والتحقت بالمدرسة كانت فرحتي لا توصف. لأني أقدّر قيمة العلم خصوصاً بالنسبة إلى الفتاة وأجده أولوية ليعطي معنى لحياتها ويرسم لها هدفاً وأحلاماً تعيش من أجلها، أقول لكل فتاة إنه من الضروري أن تتعلّم وتحقق طموحاتها وتغيّر في الواقع الذي تعيش فيه، كما فعلت أنا".

رسالة مرح إلى كل فتاة تحمل معها كل معاني عشقها للعلم وتأثرها به فتجدها حريصة على التشديد على أهمية التعليم لكل فتاة حتى لا تكون حياتها فارغة كما كانت قبل التحاقها بالمدرسة. كانت تمضي نهارها في مساعدة أمها في الأعمال المنزلية ووالدها في الزراعة وترى بأسى أطفالاً آخرين يذهبون إلى المدرسة. وتضيف مرح "بعد أن صرت أقصد المدرسة بانتظام غيّر التعليم حياتي. متابعة تحصيلي العلمي تحتل الأولوية لدّي وأعمل حتى على نصح رفيقاتي وعلى إقناعهن بالخطأ الفادح الذي يرتكبنه إذا فكرن بالزواج في سن مبكرة بدلاً من ان يتعلّمن مثلي".

وبعبارة تختصر مدى عشقها للتعليم تنهي مرح حديثها بالقول"العلم نور والجهل ظلام" لتؤكد على أهمية التعليم لكل طفل أياً كانت ظروفه.

المادتان 28/29 من حقوق الطفل

الحقّ في التعليم

المادّة 28

للطفل الحقّ في التعليم، وعلى الدولة جعل التعليم الابتدائي مجّانياً وإلزاميّاً، وتوفير التعليم الثانوي لكل طفل.

المادّة 29

يجب أن يستهدف التعليم تطوير شخصية الطفل وتنمية مواهبه وقدراته العقلية والجسدية. وينبغي على التعليم أن يعزّز احترامه لثقافته المحلّية، إضافة إلى إحترام قيم الآخرين، وتراثهم الثقافي.

تتمثّل إحدى تفويضات اليونيسف الأساسية في ضمان حصول جميع الأطفال المحرومين، بسبب الفقر أو النزاع أو الاحتياجات الخاصة أو النوع الاجتماعي ، على التعليم الجيّد.

تساهم اليونيسف بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، في إستراتيجية وصول جميع الأطفال الى التعليم – مع التركيز على تحسين فرص الحصول على التعليم الرسمي وغير الرسمي للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و 18 عاماً. كذلك، تعزّز اليونيسف قدرة النظم التعليمية على خلق بيئة تعلّم آمنة وشاملة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم