الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

خلف الضحكات الشقيّة في مدرسة مار شربل حريصا

خلف الضحكات الشقيّة في مدرسة مار شربل حريصا
خلف الضحكات الشقيّة في مدرسة مار شربل حريصا
A+ A-

من عمق الألم قد تجد سبباً للضحك. ربما تصحّ الادّعاءات حين تتعلّق بالاصرار على فهم الظروف وتقلّب الأحوال. ظننتُ اللقاء عادياً، تلامذة يتفاعلون مع محاضرة عابرة. الطريق إلى مدرسة مار شربل حريصا تتيح تنشُّق هواء يلامس أطراف البرودة. الأب إيلي قرقماز، المدير والعين الساهرة، في الاستقبال. شعاع القلب وبياض النيّة في وجهه وسلوكه، فصليب أبونا ثقيل وهَمّ المدرسة مُرهِق. "دق دق دق"، نطرق باب الصف، فنلمح على وجوه التلامذة أحزاناً مغلّفة بضحكات شقيّة. التحضير لملفّ الصحة النفسية يُضاعف المسؤولية، فالمتلقّي ولد، يلجأ إلى أبونا إيلي بعد تعب. بعض الأهل على موجة أخرى، يرسّبون في الأبناء مسائل معقّدة كالذنب والحزن وتحطُّم الصورة. أدركُ أنّ في مشروع "النهار" رسالة أعمق من مجرّد زيارة مدرسة. ما الثقة بالنفس؟ ما الخجل؟ لماذا نخاف المواجهة؟ كيف نسيطر على الغضب؟ لمَن نبوح؟ بعض الأولاد لم يجد صفة إيجابية في نفسه! يترك ورقته فارغة رغم الرأس المزدحم. كلّ ولد تجربة، والتجارب خلاصة أسى النفس. وفي النهاية تتعلّم أنّ عالم الأولاد هائل والتربية النفسية ليست مزحة. هي "البرافو" التي يسمعها الطفل حين يخربش الخطوط الأولى، حرارة التصفيق، الدعم المُعمّق، الإيمان بقدرته وتأكيد وجوده. السلوكيات العكسية مُدمّرة، تترك أولاداً معطوبين، صورتهم حيال ذاتهم مهشّمة، يميلون إلى الإفراط في الغضب وردود الأفعال المتسرّعة. أولاد ينزفون، هم أبطال التنمّر أو ضحاياه. وضحايا أكذوبة أنّ الحياة قد تكون عادلة.

فاطمة عبدالله

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم