الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أيّها الأهل، ربّوا أولاداً يثقون بأنفسم...

أيّها الأهل، ربّوا أولاداً يثقون بأنفسم...
أيّها الأهل، ربّوا أولاداً يثقون بأنفسم...
A+ A-


- شجّعوهم، وإن أخطأوا أو نالوا علامات متدنّية في المدرسة. هذه ليست نهاية الدنيا والصراخ لن يجدي.

- انسوا كلياً القصاص بالتأنيب أو الضرب. أولادكم حسّاسون. ركّزوا على الإيجابيات، فهم بالتأكيد لديهم الكثير منها!

- قدّروا جهودهم وامدحوا ما يتعبون من أجل إنجازه. "نفتخر بك"، "أنت ولد ذكي"، "ستعطي دائماً الأفضل"، ردّدوها بفم ملآن وابتسامة عريضة! التصفيق مفيد أيضاً.

- دعوا مشكلاتكم جانباً، فأولادكم أذكى مما تعتقدون. تذكّروا دائماً قصّة الاسفنجة التي تمتصّ كلّ شيء. قدّموا لهم الأفضل وسيدهشون العالم.

- تفادوا استعمال الشتائم أو ضخّ السلبيّة أمامهم. ذلك سيجعلهم سريعي الغضب، يواجهون مشكلاتهم بالكلام النابي عوض التفكير في حلول ممكنة. عالمكما مختلفان، لا تجرّوا أولادكم إلى أوجاعكم!

- لا تؤنّبوا ولدكم أمام أحد. توبيخه أمام الآخرين يدمّر صورته. احموه من غضبكم أيضاً، ومن خوفكم ومحبّتكم أحياناً. 

أعزائي الأولاد،

-أحبّوا أنفسكم. كلّ ولد هو كائن قويّ في هذا العالم. في داخلكم دوائر مضيئة.

-اضحكوا دائماً، صدّقوا أنّكم قادرون وتستطيعون وستنجحون.

باختصار...

- كونوا أنفسكم، لا نظرات الآخرين وثرثراتهم.

- فكّروا بقدراتكم، بمواهبكم، بما تتميّزون به، لا بما ينقصكم. تذكّروا، حتى الكبار يملكون شيئاً ويفتقدون أشياء. القوة بما نملك.

- واجهوا مشكلاتكم، وارفضوا الهرب أو الاستسلام. لديكم دائماً ما تقولونه وتدافعون به عن أنفسكم.

- لا تشبهوا أحداً. كونوا أنتم. تنفّسوا واضحكوا.

إلى الأهل الأعزاء،

- إياكم وردّ الغضب بالغضب. اقتربوا من ولدكم، بهدوء وبسمة، اسألوه: ما بِكَ حبيبي؟ ما بكِ حبيبتي؟ لا تُقدِموا على ردود أفعال هجومية. أنتم الوعاء الكبير الذي يستوعب وعاء صغيراً. تذكّروا الأمر!

- عرّفوهم على طرق لتفريغ الغضب: الرسم، الموسيقى، الكتابة، الرياضة. المهم أن يفهم ولدكم أنّ له الحقّ في التعبير عن كلّ المشاعر، شرط الانتباه إلى عدم أذية نفسه أو الانزلاق إلى العنف.

- درّبوا ولدكم على التفكير قبل التصرّف. أعطوه وقتاً لفهم ما يزعجه.

- التواصل مع ابنكم وابنتكم ضروري. لا تغلقوا الأبواب بينكما. لا تقمعوا حقّه في التعبير عن الغضب، لكن راقبوه دائماً لئلا يؤثر سلوكه في نفسه والمحيطين به.

- تجنّبوا إظهار غضبكم في وتيرة دائمة، فأولادكم يستنسخونكم، وقد يتعاملون مع الآخرين بما يشبه سلوككم ومعاملتكم. كونوا قدوة.

- راجعوا اختصاصياً نفسياً أو تكلّموا مع أساتذته إن لاحظتم عجز ولدكم في السيطرة على غضبه، فقد يكون ذلك إنذاراً لمشكلات داخلية، لا مجرّد سلوك غير مسؤول.

وقفة للحظة

أهلنا وأولادنا، الحزن والغضب شعوران طبيعيان. لن يعود السلوك طبيعياً في حال الانطواء المستمرّ عند الولد ورفض الانخراط في مجموعة. عندها، على الأهل التعامل بجدّية مع الموضوع. الحزن قد يُخفي مشكلات نفسية عميقة وخطيرة كالتعرّض لشكل من أشكال التحرّش أو خسارة شخص مُقرّب أو صعوبات حياتية أو عنف منزلي. انتبهوا جيداً...

هيا بنا إلى موضوع المصارحة.

نذكّركم مرّة أخرى: نقدّم نصائح عامّة لسلوكيات طبيعية. فيا أيّها الأهل، ادركوا أولاً أهمية تربية ولدكم على المصارحة "وما تخبّي إحكي":

- عزّزوا علاقتكم بأولادكم. كيف؟ بالحبّ وبناء الثقة. أكّدوا لهم بأنّكم موجودون دائماً وجاهزون لكلّ شيء من أجلهم. كلمات دافئة ستدخل قلوبهم وتُشعرهم بالأمان والتفهّم.

- تجنّبوا كلّ أشكال العقاب والتهديد وما قد يسبّب الخوف. الولد الخائف لن يُصارحكم بكلمة. سيفضّل الصمت والتألّم وحيداً لتفادي العنف واللوم والمحاسبة.

- كرّروا جملاً من نوع: "أنا إلى جانبك"، "لست وحدك"، "أنا أسمعكَ واتفهّمك"، "أخبرني كلّ شيء"، فتترسّخ في أذهانهم معاني المساندة والدعم، ويشعرون بقيمة أنفسهم مهما اقترفوا من خطأ.

- تابعوا سلوك أولادكم مع المدرسة، وتأكّدوا بأنّ ثمة مَن يلجأون إليه في حال التعرّض لموقف أو الحاجة إلى مَن يسمع.

وقفة للحظة

دعم الولد والوقوف إلى جانبه لا يعنيان إلغاء المحاسبة. على الأهل محاسبة أولادهم بوعي ومسؤولية، بما لا يؤثّر في تنمية ثقتهم بأنفسهم وشخصيتهم من دون خوف وقلق. فالخوف يولد عدم المصارحة، فماذا إن تعلّقت الأمور بالضرب والتنمّر والتحرّش، وأخفاها الولد عن أهله؟ الحبّ والثقة... تذكّروا الحلّ جيداً.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم