الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

وطني الجميل كيف أريدُه؟

وطني الجميل كيف أريدُه؟
وطني الجميل كيف أريدُه؟
A+ A-

خلق الله الكون جميلاً، بهيًّا، وأعطى الإنسان كلّ السبل والميزات للحفاظ عليه. خلق اليابسة، وجعل الأنهار والجداول تجري وسطها، حاملة معها الحياة. وعلى الضفاف، خلق الأشجار والأزهار الملونة الجميلة والزكية، والحيوانات المفترسة والأليفة، وأنواعا كثيرة من الطيور الجميلة التي تغرّد بأصوات عذبة. كذلك، خلق البحار، والنباتات المثمرة وغير المثمرة...

كلّ هذا الكون خلقه الله من أجل الإنسان، وجعل له نظاماً بيئيًّا متكاملاً ومتجددًا. وكان نصيب الإنسان، في هذه البقعة الجغرافية، جنّة من جنان الله اسمها لبنان. أخبرني جدي كم كان لبنان جميلاً ونظيفًا، وكيف كانت الغابات تكسو جباله وتغطي معظم أراضيه، وكيف كانت مياه الأنهار نظيفة وغزيرة، وكم كان الساحل البحري أزرق وساحراً.

لم أستطع أن أصدق ما رواه لي جدي. وشردت في تفكير عميق، متسائلا: لماذا أصبح لبنان هكذا؟ ومن الذي يقطع أشجاره كل عام؟ ولماذا تحوّلت أنهاره مستنقعات للصرف الصحي ومكباً للنفايات؟ ولماذا غادرت الطيور سماءه؟ ولماذا تحوّل بحره مرتعا للمياه الآسنة والحيوانات النافقة؟

وأيقنت كم كان البشر مخطئين بحق الطبيعة وبحق أنفسهم، وأن هذه الأمور لم تحصل إلا بسبب إهمال بعض الناس وجهلهم للبيئة وأهميتها، وضعف سلطة دولتنا. فحرائق الغابات تحصل بسبب إهمال الناس الذين يذهبون للتنزه او لتحضير طعام الشواء، فيتركون الفحم مشتعلاً، مما يؤدي الى احتراق الأشجار والغابات.

اما النفايات، فلم تستطع الدولة ايجاد حل بيئي صحيح لها. فامتلأت بها ساحات القرى، وشوارع المدن وبعض الروابي والأودية، وانبعثت روائح كريهة منها، وتصاعد دخان مميت في الأرجاء من جراء حرقها.

لن نستطيع أن نكمل مسيرة الحياة في هذا الشكل. علينا أن نعالج هذه الأزمات بالتثقيف البيئي، وعبر مساعدة الدولة على إعادة وطننا لبنان جنّة على الأرض.

مالك وفيق شمعون

المدرسة الألمانيّة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم