الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إيليا أبو ماضي شاعر الأغنية والأمل و"سمير" الصحافة

سليمان بختي
Bookmark
إيليا أبو ماضي شاعر الأغنية والأمل و"سمير" الصحافة
إيليا أبو ماضي شاعر الأغنية والأمل و"سمير" الصحافة
A+ A-
الشاعر الشاعر إيليا ابو ماضي (1889 – 1957) معاصرنا دائماً وأبداً، فلا مرّ وقت أو سيف ولا عبرت غمامة. كلما ذكرناه أو تذكرناه راح يعلّمنا كيف نربّي الأمل، وكيف يعبر بخفّة مرحة إلى قلوبنا وهو القائل: اثنان أعيا الدهر أن يبليهما/ لبنان والأمل الذي لذويه. على هذا الأمل بنينا الحياة والحلم والوطن، ولا نزال.لبث إيليا أبو ماضي يتنزّه بين الجمال الطبيعي والجمال الاخلاقي، ولم يفصل بينهما وهذا سرّه. نقل الحسّ الرومنطيقي إلى مزايا وفضائل وقيم، مستعيناً بالحكاية أو الصورة أو الحوار. لبث يتنزّه بين الجمال والحب ليدرك المعرفة والحكمة والتأمل والتساؤل والحنين. يقول: "أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي/ وبالحب قد عرفت الله". لم نعرف قبله تلك الوجودية الغنائية الإنسانية. نندهش من بساطة بيانه وسلاسة أسلوبه واتساع كل ذلك لمضامين الحياة الفكرية والاجتماعية والأخلاقية والنفسية. ظلّ يهمي كالندى بلا توقف حتى صحّ فيه قول أبي العلاء المعري "والغيث أهنأه الذي يهمي وليس له رعود". ولكن إذا كان إيليا أبو ماضي اعتُبر أحد اكبر شعراء المهجر ولقِّب بشاعر الفكر فهو على غرار الكثيرين من الأدباء والكتّاب والصحافيين اللبنانيين الذين أسّسوا وتأسسوا من خلال الصحف. فكيف بدأ مشواره في الصحف وما هي محطاته الرئيسية؟تخرّج في المدرسة اليسوعية الابتدائية في بكفيا شاعراً (على مدرسة بكفيا أن تفخر أنها خرّجت شاعراً كبيراً بالابتدائية) والباقي درسه على نفسه، وفي الليل "كنت أدرس النحو والصرف تارة على نفسي وتارةً في بعض الكتاتيب". هكذا كانت ثقافته نسيجة نفسه وشغل بيت. هاجر إلى الإسكندرية في العام 1901 تاركاً خلفه قرية وادعة معلّقة بأهداب الجبال وأذيال السحب على حواشيها أشجار وحقول وطيور. ولبث في حلّه وترحاله يحنّ إليها حنيناً صادقاً ومستحيلاً. وكتب "ولكن صورة واحدة لا تنمحي من ذاكرتي ولا تغيب عن مخيلتي وهي صورة أمي".نشر في الإسكندرية أول قصيدة له في مجلة "إكسبرس الاسبوعية" ثم في مجلة "الزهور" التي اصدرها أنطون الجميل في الإسكندرية (1910-1913)، ومع نشره بعض القصائد في الصحف توّج هجرته الأولى بطبع ديوانه الأول، "تذكار الماضي"، على نفقته الخاصة وعلى مطابع المطبعة المصرية.أما هجرته الثانية الكبرى فكانت إلى أميركا وكان معه كتابه في يمينه وجوّ الطبيعة في لبنان وحنينه إلى وطنه وجوّ الثقافة والحرية في مصر،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم