الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مرّر الطابة ولمع ضوء قوي... تفاصيل موت علي بصاعقة في المكان الذي عشقه

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
مرّر الطابة ولمع ضوء قوي... تفاصيل موت علي بصاعقة في المكان الذي عشقه
مرّر الطابة ولمع ضوء قوي... تفاصيل موت علي بصاعقة في المكان الذي عشقه
A+ A-

كان يمرّر الطابة إلى زملائه في فريق "النادي الاجتماعي الرياضي" حين ضربت صاعقة رعدية أرض ملعب طرابلس البلدي، سقط أرضاً ليسارع المتواجدون في المكان لمعرفة ما ألمّ به، واذ بجسده "متخشب" والروح قد فارقته... هو علي عثمان لاعب خط الوسط شمال، الذي عشق كرة القدم منذ طفولته ليرحل في المكان الأحب إلى قلبه.

تفاصيل المأساة

في الامس قصد علي الملعب كعادته، بدأ مع زملائه التدريب، وبحسب ما قاله كابتن الفريق وسام رفاعي لـ"النهار": "كان الطقس ماطراً، والامور تسير بشكل طبيعي، واذ فجأة  عند الساعة الثانية الا عشر دقائق من بعد الظهر، لمع ضوء قوي اصطدم بالارض مترافقاً مع صوت مدوٍّ، أدرتُ وجهي الى الجهة الأخرى لثوانٍ معدودة لأعاود النظر لمعرفة ما حصل، وإذا بعلي ّممدد على الأرض، سارعنا اليه لنجد جسده متخشباً، فالصاعقة ضربته في فخديه، وتركت أثراً لحروق طفيفة. نُقل الى مستشفى المنلا، لكن للاسف كانت الروح قد فارقته منذ ضربته الصاعقة".  وأضاف: "ما حدث لا يصدّقه عقل، في لحظة انتهت حياة شاب كان يشعّ حيوية وأملاً، لم يمرَّ على خطوبته شهران، هو المهذّب، الآدمي والمحبوب من قبل جميع أعضاء الفريق".

خسارة لاعب مميز

شاء القدر ان يخطف ابن القبة، الطالب في المهنية والذي يعمل في الوقت نفسه مع والده في فرقة لزفة الأعراس من بين زملائه، الامر الذي شكّل كما قال رئيس "النادي الاجتماعي الرياضي" عبد الله نابلسي لـ"النهار" خسارة كبيرة للاعب يبلغ من العمر 17 سنة".  أُغرم بكرة القدم منذ طفولته. تربى في النادي منذ كان في العاشرة من عمره، فكان يقصد الملعب للتدريب، وبعد سنتين وقّع مع الفريق، تدرّج في صفوفه حتى رُفّع هذا الموسم الى فئة الكبار.  وقد لعب الفريق هذه السنة 8 مباريات، شارك علي في اثنتين منها كلاعب أساسي. وبحسب المعلومات التي وصلتني، ضربت الصاعقة الرعدية أرض الملعب، فتسببت بحريق في العشب،  وأصابت اللاعب المميز في رجليه منهيّة مسيرته على هذه الارض".



إرشادات وقائية

"الصاعقة الرعدية هي عبارة عن تيار كهربائي يسري بين غيمتين او بين غيمة والارض، يختلف حجمها تبعا لقوة التيار الذي يمر بها، ولها قدرة تصل الى امكانية تفحّم الشخص إذا اصابته"، بحسب ما قال مصدر في فوج اطفاء بيروت لـ"النهار"، شارحاً كيفية الوقاية من خطر الصواعق، ومؤكداً "ضرورة تجنّب الوقوف في الأماكن المكشوفة والمرتفعة أو مناطق هطول الأمطار، وعدم الجلوس تحت الاشجار، اضافة الى إغلاق الهواتف وأجهزة الاتصالات، والحذر من الإمساك او الاقتراب من الاجسام المعدنية والابتعاد عن المياه. لذلك ننصح عند حدوث عاصفة رعدية بدخول المواطنين إلى أقرب مبنى، وعند اصابة أحد بصاعقة، على المتواجدين في المكان الاتصال فوراً بفوج الاطفاء على الرقم 175".

خسارات متعددة

قبل أيام لقي عثمان ياغي مصرعه بصاعقة رعدية اثناء عمله، توفي ابن الثامنة عشرة على الفور في بلدة بصرما - الكورة، كما انه قبل أن يبدأ فصل الشتاء تسببت العواصف التي مرّت على لبنان بوفاة عدة شبان حتى الآن، منهم هاروت هوسيكيان، الذي لفظ انفاسه خلال العاصفة في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بعدما زلت قدم وحيد عائلته اثناء وقوفه على شرفة منزله وهو يقفل الستارة، ليسقط من علو 9 طبقات، وكذلك خسارة حسن درويش الذي لم يُعر أهمية للعاصفة ذاتها، بعد أن وضع نصب عينيه الانتهاء من تشييد منزل ابنه، كي يفرح بزفافه على عروسه، فصعد الى السطح لاستكمال العمل به، وما لبث أن تعرض لحادث مأسوي أنهى حياته.

اليوم زفّ علي إلى مثواه الأخير، ودّعته عائلته، خطيبته، زملاؤه وأصدقاؤه في ذهول، فمن حملوه قبل اسابيع فرحين بحفل خطوبته،  ها هم يحملونه من جديد، لكن هذه المرة وسط حزن شديد على فراقه الأليم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم