الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أرقام مقلقة حول سرطان الرئة في لبنان... ارتفاع بنسبة 27% عند النساء!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
أرقام مقلقة حول سرطان الرئة في لبنان... ارتفاع بنسبة 27% عند النساء!
أرقام مقلقة حول سرطان الرئة في لبنان... ارتفاع بنسبة 27% عند النساء!
A+ A-

لماذا يتضاعف مرض السرطان في لبنان؟ هذا الخبيث اصبح خطراً حقيقياً يتزايد يوماً بعد يوم نتيجة عوامل وأسباب كثيرة بعضها يمكن التحكم به فيما البعض الآخر يبقى مجهولاً. "إرتفعت نسبة سرطان الرئة في لبنان، خصوصاً عند النساء بسبب زيادة معدّلات التدخين. هو المسؤول عن أعلى نسبة وفيات في لبنان والعالم" وفق ما أكده رئيس قسم الأمراض الصدرية والإنعاش في مركز كليمنصو ورئيس قسم الأمراض الصدرية والإنعاش في الجامعة اللبنانية - كلية الطب البروفسور وجدي أبي صالح.

يُسبب سرطان الرئة أعلى نسبة وفيات في لبنان والعالم، ويعود السبب الى الكشف المتأخر عنه بسبب غياب الأعراض التحذيرية في مراحله الأولى، بالإضافة الى عدم وجود علاجات مُجدية وفعالة للوصول الى حالات الشفاء في حال تقدم المرض.

برأي البروفسور أبي صالح إن "الإصابة بسرطان الرئة الى ازدياد ليس فقط في لبنان وانما في العالم أجمع. ويعود سبب هذا الارتفاع الى زيادة التدخين حيث يتعرض المدخن الى خطر الإصابة بسرطان الرئة 20 مرة أكثر مقارنة بشخص غير مدخن".

أسباب سرطان الرئة


هناك أسباب اخرى غير التدخين مسؤولة عن الإصابة بسرطان الرئة وأهمها:

* تقدم العمر وإطالة أمد الحياة والشيخوخة. (شهد لبنان في السنوات الماضية ارتفاعاً في متوسط عمر الإنسان حيث وصل الى 80 سنة تقريباً وهو الأعلى في الدول العربية). ترتفع مخاطر الإصابة بالأمراض السرطانية مع تقدم العمر.

* التلوث : زيادة التلوث في لبنان، وظهور عدة جزئيات وانبعاثات نتيجة المفاعلات الحرارية وتلوث السيارات والنفايات والحرق العشوائي لها التي تُسبب انبعاثات مسرطنة.

يشرح أبي وجدي أن "نسبة سرطان الرئة ترتفع في لبنان، خصوصاً عند النساء بسبب زيادة معدّلات التدخين. وتشير أرقام السجل الوطني للسرطان الصادر عن وزارة الصحة العامة الى إرتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة من 702 إصابتين في العام 2005 منها 502 اصابتان عند الذكور و200 عند الإناث الى 1212 اصابة جديدة في العام 2015 منها 813 اصابة عند الذكور و399 اصابة عند الإناث.

ارتفاع نسب الإصابة

وفي قراءة للأرقام، يبدو واضحاً ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند النساء مقارنة بالرجال نتيجة زيادة التدخين والنرجيلة في صفوفهن. سُجلت في 2005 نسبة 9.5 حالات سرطان لكل 100 الف لبناني عند النساء وارتفعت الى 13.6 حالة لكل 100 الف لبناني، اي بلغت نسبة الزيادة 27%.

وفي مقارنة مع أرقام الإصابة عند الرجال، سجلت في 2005 نسبة 25.1 حالة سرطان لكل 100 الف شخص وارتفعت الى 28.3 حالة لكل 100 الف اي بلغت نسبة الزيادة 11%.

هذه الزيادة في التدخين عند النساء التي نشهدها في العقود الماضية الأخيرة سنرى تأثيرها على العقود القادمة، واذا استمر الحال على ما هو عليه اليوم بمسألة التدخين سيصبح سرطان الرئة متساوياً بين الرجال والنساء في لبنان".

كذلك يشدد أبي وجدي على ان "المشكلة الأساسية في غياب الأعراض التحذيرية لهذا النوع من السرطان في مراحله الأولى ما يعني صعوبة الكشف المبكر عنه. لذلك يكون التشخيص المبكر العلاج الأفضل والأنسب لتحقيق نسبة الشفاء.

أعراض في المرحلة المتقدمة


تظهر الأعراض على المريض في مراحل متقدمة من السرطان حيث يعاني من :

* سعال حاد مصحوباً بالدم.

* خسارة وزن غير مبررة

* ألم في الصدر والرئة

لذلك التشخيص المبكر (عند بلوغ 55 عاماً) يكون عبر اجراء فحوص دورية مثل صورة CT Scan لا سيما عند الأشخاص الذين لديهم مخاطر الإصابة به كالمدخنين (مدخن لأكثر من 15 سنة) او تاريخ عائلي (الوراثة)، وبالتالي يساعد الكشف المبكر على تقليل الوفيات من سرطان الرئة بنسبة 20%.

وكما نجحت حملة التوعية من سرطان الثدي في تخفيض نسبة الوفيات عند النساء نأمل تعزيز ثقافة الوعي والتشخيص المبكر في سرطان الرئة لتحقيق نتائج مماثلة عند المرضى. لذلك ندعو المسؤولين الى القاء الضوء أكثر والتشديد على الكشف المبكر لتفادي الوصول الى مراحل متقدمة وصعبة.

عوامل تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة:

برأي ابي وجدي هناك "عوامل أخرى تزيد مخاطر الإصابة بسرطان الرئة منها: العامل الجيني، العامل البيئي والتلوث، تقدم العمر، التعرض للتدخين السلبي، التاريخ العائلي...

أنواع سرطان الرئة

يقسم رئيس قسم الأمراض الصدرية والإنعاش في مركز كليمنصو سرطان الرئة إلى نوعين رئيسيين بناءً على مظهر خلايا سرطان الرئة تحت المجهر والتي تحدد خيار العلاج بحسب نوعه.

1- سرطان الرئة غير صغير الخلايا: كناية عن عدة انواع سرطانية يعالج جراحياً في حال الكشف المبكر عليه. لذلك من المهم إجراء الفحوص الخاصة لتكوين فهم أفضل للطفرات ضمن الخلية وتقديم العلاج المهدّف (الموجّه) المناسب.

2- سرطان الرئة صغير الخلايا: لا يعالج بالجراحة وانما يخضع المريض الى علاجات اخرى كالعلاج الكيميائي او الهرموني او الشعاعي.

يعتبر الاستئصال الكامل العلاج الأفضل الذي يحقق نسبة شفاء عالية في المراحل الأولى والمبكرة للسرطان، في حين لا تعطي العلاجات الأخرى النتائج نفسها في القضاء على سرطان الرئة.

انواع العلاجات وفق نوع السرطان

تختلف العلاجات في سرطان الرئة بحسب نوع السرطان ومدى انتشاره، لكن تندرج العلاجات ضمن:

* الجراحة

* العلاج الكيميائي قبل أو بعد الجراحة (عادة يخضع المريض بين4-6 جلسات)

* العلاج الشعاعي المتطور بأحدث الأدوات وبدقة عالية جدا.

* العلاج المناعي الذي يهدف الى التعرف إلى الخلايا السرطانية في الجسم والقضاء عليها. احيانا السرطان يتخفى ويظهر كأنه خلايا طبيعية لدرجة انه يصعب على جهاز المناعة التعرف إليها ويدعها تكبر في الجسم. لذلك تكشف بعض أدوية مناعية هذه الخلايا السرطانية وتعمل على سيطرة أفضل على المرض.

خطر المعاودة

هل يمكن لسرطان الرئة ان يعاود من جديد؟ يوضح أبي صالح أن "كل انواع السرطان تكون قابلة للمعاودة من جديد، بعضها يحمل خطورة أكثر من غيره ولكن إجمالاً كل سرطان معرض للإصابة به مجددا او معاودته مرة اخرى. لذلك تكمن أهمية الفحوص الدورية للمريض حتى بعد انتهاء علاجه وشفائه".


ويشير الى ان "بعض الأمراض الرئوية يؤدي دوراً في مدى تجاوب المريض مع العلاجات السرطانية ومنها مرض الانسداد الرئوي المزمن التي تتشابه أعراضه مع اعراض الربو (سعال- صفيرة-ضيق التنفس) هو مرض مرتبط بالتدخين وبالتالي التجاوب مع العلاجات السرطانية يكون أصعب والخيارات محدودة نتيجة ضعف الرئتين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم