السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

مصالحة تاريخية جمعت جعجع وفرنجية في بكركي: العداوات والخصومات ولّت

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
مصالحة تاريخية جمعت جعجع وفرنجية في بكركي: العداوات والخصومات ولّت
مصالحة تاريخية جمعت جعجع وفرنجية في بكركي: العداوات والخصومات ولّت
A+ A-

تفاصيل اللقاء

الإعلان عن اللقاء تم بعد وصول معلومات لـ"النهار" عن حصوله الاربعاء، وانتشر الخبر وعرف الموعد. وبدأ الاعلاميون يتقاطرون الى بكركي للتغطية. بداية وصلت الوفود المرافقة للزعيمين من نواب سابقين وحاليين وقيادات حزبية. وفي تمام الساعة الرابعة الا عشر دقائق دخل جعجع من الجهة اليمنى لقاعة الصرح، مباغتا الاعلاميين، ترافقه عقيلته ستريدا جعجع والوفد المرافق، وكان في انتظارهم البطريرك الراعي. وما هي إلا لحظات حتى دخل فرنجية والوفد المرافق من الجهة اليسرى لقاعة الصرح، وتمت المصافحة غير الرسمية بين جعجع وفرنجية الذي صافح أعضاء الوفد "القواتي"، ثم عاد الى مكانه عن يمين البطريرك الذي توسط المصافحة الرسمية بين الزعمين على وقع التصفيق والابتسامات المتبادلة بين الطرفين.

وكانت كلمة للراعي في المناسبة قال فيها: "نحن اليوم مجتمعون لنكمل الطريق، وأنتم تعرفون موقفنا في بكركي، فنحن ضد الثنائيات والثلاثيات والرباعيات، نحن مع الشعب اللبناني بأجمعه ومؤسسات الدولة كلها. وإذا كان لا بد أن نتحدث عن ثنائية، فهناك ثنائية واحدة هي عندما نقول ان لبنان ذو جناحين مسيحي ومسلم متساويين متكاملين. وعندها هذا الطائر اللبناني يستطيع التحليق عاليا. هذا هو سر لبنان بخصوصيته ودوره ورسالته في المنطقة، هذه هي ابعاد هذا اللقاء التاريخي العظيم بين المرجعيتين المحترمتين سليمان بك فرنجية والدكتور سمير جعجع، ومن خلالهما ومعهما كل انصار واعضاء الحزبين" .


خلوة وبيان ختامي

وبعد الكلمة توجه الراعي والزعيمان الى قاعة جانبية وعقدا خلوة ثلاثية. ثم خرج الجميع للاستماع الى البيان الختامي الذي تلاه المطران جوزف نفاع، ومما جاء فيه: "وفاء لتضحيات شهدائنا جميعا، يلتقي اليوم في مقر البطريركية المارونية في بكركي، هذا الصرح الوطني الكبير، وبرعاية غبطة البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، رئيس تيار المرده الوزير سليمان فرنجيه ورئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، ترسيخا لخيار المصالحة الثابت والجامع.

إن المصالحة تمثل قيمة مسيحية - إنسانية - لبنانية مُجردة، بصرف النظر عن الخيارات السياسية لأطرافها الذين ينشدون السلام والاحترام المتبادل، وخير لبنان دولة وشعبا وأرضا، من دون أي حساباتٍ سياسية قد تتبدل تِبعا للظروف والتغيرات.

لقد مرت العلاقة بين الطرفين في السنوات الأخيرة بمحطاتٍ سياسية وانتخابية عدة، ولم تعكر استقرارها أي شائبة، بالرغم من بقاء الاختلافات السياسية بينهما على حالها، ما يؤكد أن الالتقاء والحوار ليس مستحيلا، بمعزلٍ عن السياسة وتشعباتها.

بالاستناد إلى ما تقدم، يُعلن تيار المرده وحزب القوات اللبنانية عن إرادتهما المشتركة طي صفحة الماضي الأليم، والتوجه إلى أفق جديد في العلاقات على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي والوطني، مع تأكيد ضرورة حل الخلافات عبر الحوار العقلاني الهادف إلى تحقيق مصلحة لبنان العليا ودور مسيحييه، والعمل معا على تكريس هذه العناوين عبر بنود هذه الوثيقة.

إن هذا الحدث مناسبة لإكبار من استشهد وضحى وعانى من النزاعات الدموية بين الفريقين. عزاؤنا الوحيد أن تضحياتهم أثمرت هذا اللقاء التاريخي الوجداني بعيدا عن أي مكاسب سياسية ظرفية ليكون بحجم معاناتهم ومآسي أحبائهم.

إن ما ينشده الطرفان من هذه الوثيقة ينبع من اضطلاع بالمسؤولية التاريخية ومن قلق على المصير، وهي بعيدة عن "البازارات" السياسية، ولا تسعى إلى إحداث أي تبديل في مشهد التحالفات السياسية القائمة في لبنان والشمال، مع التشديد على أنها لم تأتِ من فراغ، وليست وليدة اللحظة، وإنما تتويجا لسلسلة اجتماعاتٍ وحوارات، نجح خلالها الطرفان في كسب ثقة متبادلة عبر احترام قواعد العمل السياسي الديموقراطي، ووقف كل أشكال الصدامات والتزام تطبيع العلاقات، ما شجع الطرفين على مواصلة الحوار وتطويره وصولا إلى هذه الوثيقة.

بناء على ما تقدم، يؤكد الطرفان على الأُسس الآتية:

- إن التلاقي بين المسيحيين والابتعاد عن منطق الإلغاء يشكلان عامل قوة للبنان والتنوع والعيش المشترك فيه.

-إن زمن العداوات والخصومات بين القوات اللبنانية والمرده قد ولى وجاء زمن التفاهم والحوار وطي صفحة أليمة والاتعاظ من دروس الماضي وأخطائه وخطاياه منعا لتكرارها، أملا بغدِ الرجاء والتفاهم.

- ينطلق اللقاء من قاعدة تمسك كل طرف بقناعاته وبثوابته السياسية ولا تقيد حرية الخيارات والتوجهات السياسية ولا تحمل الزامات محددة، بل هي قرار لتخطي مرحلة أليمة، ووضع أسس حوار مستمر تطلعا إلى أفق مستقبلي مفتوح.

-احترام التعددية السياسية والمجتمعية وحرية الرأي والحريات العامة والخاصة، والتزام الدستور والقوانين والقواعد الديموقراطية بما يختص بالعمل السياسي والحزبي في لبنان.

- تعميم المناخات الإيجابية بين الطرفين عامة، واستبعاد المصطلحات التي تُجرح بالطرف الآخر وبرموزه وشهدائه".

جعجع وفرنجية

ولدى مغادرته، قال جعجع ردا على سؤال: "هذا يوم مصالحة ويوم أبيض وجميل وتاريخي".

من جهته، قال فرنجية ردا على سؤال: "ما رأيته كان مسيحيا بامتياز، والأهم أننا لم نتطرق إلى الأمور اليومية، بل على العكس تحدثنا عن المسائل الوجدانية، وكان اللقاء وجدانيا. وكما قلنا، صفحة جديدة نفتحها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم