"قوة واحدة ورتبة واحدة وسجدة واحدة"

يأتيك البرق، برق بولس، كالرسالة والرسالة كالبرق. بولس الغائِبُ الحاضِر، الاسيرُ غير المَأسور، المُكبَّل الطَليق، المُغيَّب المُنتَظِر والمُنتَظَر منّا على الرجاء. الزمن كهربائي. يمحو فيه خبر اليوم اخبار الامس. عالم مُضطرِب تفعل فيه عناصر التفكك، من شرقه إلى غربه. قوافل بشريّة تمشي من الجنوب نحو الولايات المُتّحِدة، قبل ان يعلو حائط الفصل الذي وعد به ترامب، الذي يوصف بالمزاجيٌّ الذي لا يُمكن التنبؤ بما يقول ويفعل. بالرغم من ذلك، لا تزال أغلبية من الأميركيين تدعمه كونه يرفع شعار عودة أميركا كبيرة، تماما كما رفع بوتين شعار عودة روسيا. يَحكُم ترامب بمقياس المصلحيّة، مُخاطباً باستمرار جمهوره الانتخابي فقط، مُدغدغاً مشاعره ومصالحه الانتخابية. في انتخابات نصف عهده، حافظ على اغلبية في مجلس الشيوخ الأعلى وخسرها في مجلس النواب الأدنى، مما سيضطره لمُساكنة الديموقراطيين. بالرغم من ذلك، غرَّد انه انتصر! لا عجب معه فحوكمته تقوم على المُصارعة المُستمرَّة مع الجميع، بشعبويّة مطلقة كل شيء مباحٌ له فيها. فلا حليف له دائم، ولا عدو. مصارعة مع وضد كوريا، الصين، روسيا، اوروبا، إيران، مع وضد السعودية...