الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

تشومسكي نجم مجلة جهادية... ما المناسبة؟

القاهرة-ياسر خليل
تشومسكي نجم مجلة جهادية... ما المناسبة؟
تشومسكي نجم مجلة جهادية... ما المناسبة؟
A+ A-

وعلى رغم أن العدد الجديد الذي تم توزيعه عبر غرف محادثة جهادية على تطبيق الرسائل المشفرة "تليغرام"، تطغى عليه لمسة غربية، سواء من حيث تصميمه أو بعض تقاريره التي اعتمدت على آراء ومقولات لكتاب غربيين، إلا أن إدارة التحرير حرصت على إبراز كراهيتها الشديدة للثقافة الغربية، وأكدت على ضرورة مخالفتها.

وبعد افتتاحية العدد السادس من المجلة الجهادية، ورد مقال كامل بعنوان "كيف نحافظ على الهوية الإسلامية"، ووضعت خلاصة المقال في مربع أحمر كتب فيه: "فإنا بوصفنا مسلمين يلزمنا، أن نحذر من ذلك (أي اتباع الثقافة الغربية) ونكون أشد إصرارا على المحافظة على هويتنا وخصوصياتنا وقيمنا، وعدم التشبه والاقتداء بأعداء الإسلام، كيف ورسولنا (ص) حذرنا من ذلك وقال: (من تشبه بقوم فهو منهم)؟".

حرب إعلامية

ويقول منير أديب الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية والإرهاب الدولي لـ"النهار" إن التنظيمات الجهادية بشكل عام، وداعش بشكل خاص، تعتقد أن معركتها ليست معركة عسكرية فحسب، ولكن هناك حرب إعلامية، والإعلام يحقق لها الكثير من المكاسب على المستوى الجماهيري والعسكري في الوقت ذاته".

ويشير أديب إلى أن "الحرب الإعلامية، حسبما يعتقد قادة داعش، سوف تساهم في تقديم الصورة الحقيقية لهم، فهم يظنون أن الإعلام العربي والغربي وغيره شوه صورتهم، لهذا فهم يستخدمون وسائل الإعلام الخاصة بهم، سواء المجلات أو مقاطع الفيديو المصورة والمواقع الالكترونية وما إلى ذلك".




"وداعش لا يرى إعلامه كوسيلة محلية أو إقليمية، ولكنه يراها عالمية، يخاطب من خلاله العالم بأثره" يقول الباحث السياسي، و "هذا التنظيم الجهادي لديه فكرة أممية، لهذا سوف تجده يصدر المحتوى الإعلامي بلغات متباينة، ويخاطب الناس في الشرق والغرب".

ويوضح أن "إعلام داعش لا يستند إلى الفقه والشريعة فقط، فهو يعلم أن بعض الجمهور قد يكون لديه مشكلة مع الفقه والشريعة، وهو لا يريد تجنيدهم بالضرورة، ولكن استمالتهم، أو على أقل تقدير توضيح ما يعتقد أنه صورته الحقيقية أمام أعينهم".

يلفت إلى "أن المجتمع الدولي لم يكن ينتبه إلى أهمية الإعلام في مواجهة التنظيمات الجهادية، مثلما انتبهت داعش، وكانت الدول تركز على الجانب العسكري فقط، وحين بدأت تنتبه لأهمية الإعلام، حققت نصرا حقيقيا على تلك الجماعات الإرهابية".

وداعش، حسبما يقول الباحث في الإرهاب الدولي "يعتمد على مطبوعات ورقية وإصدارات إلكترونية والمواقع الاجتماعية للتواصل مع أتباعه وأنصاره، لأنه موجود في العديد من الأماكن، وهو يستخدم الطريقة التي تناسب الفئة أو المجتمع المستهدف، ويتحدث بنفس اللغة التي يفهمها الجمهور المستهدف".

وحين يستخدم الجهاديون صورة نعوم تشومسكي وآرائه، فإنهم يعتمدون على قواعد إعلامية خالصة، حسبما يلاحظ أديب، ويقول "إن هذا الرجل له مصداقية، ومتخصص في مجاله. وتوجه المجلة رسالة لجمهورها المستهدف مفادها: أنظروا إن تشومسكي يقول إن الإعلام يستهدف العقل الغربي، وكذلك العقل العربي".

"تحطيم القيود"

ويقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي لـ"النهار" إن "الإرهابيين يسعون لجذب فئات جديدة إلى تنظيماتهم الجهادية، بعدما أصبح من الصعب عليهم الاستعانة بمعينهم السابق في البلدان العربية".

ويشير الأستاذ الجامعي إلى أن "الجهاديين بدأوا يتجهون إلى البلدان الغربية، ويسعون لاستقطاب عناصر منها إلى تنظيماتهم، وكذلك يسعون إلى اجتذاب لديها قدر من ثقافة في البلدان العربية، حتى يعوضوا الفراغ الذي يعانون منه بسبب تيقظ أجهز الأمن هنا".

وأسس المجلة العضو السابق بتنظيم "القاعدة" الإرهابي أبو مصعب السوري، وصدر العدد الأول منها في شهر تموز من العام 2017، وتعنى المجلة بالشؤون العسكرية والسياسية، وتصدر بصورة دورية.

وتناولت النسخة الجديدة مقالا للمفكر الأميركي يتحدث فيه عن سيطرة الإعلام على عقل الجمهور، وجاء تقريرها تحت عنوان "تحطيم القيود... 10 استراتيجيات للتحكم في الشعوب".

واقتبس التقرير مقولة لتشومسكي جاء فيها "ليس كل ما يقال في الإعلام تصدقه، ولا يمكن النظر إليه على أنه يمثل الحقيقة الكاملة، فكثير من الحكام وأصحاب السلطة يخفون أجنداتهم وخططهم الحقيقية باستخدام الإعلام والدعاية".

وبينما يشكك "داعش" في الإعلام التقليدي، يبدو أن قادته لا ينظرون إلى وسائلهم الإعلامية على أنها تقع في إطار ما يحذر منه تشومسكي، فهم باعتبارهم "جنود الله" في الأرض، "لا يكذبون"، ولا يخفون "أجنداتهم وخططهم الحقيقية باستخدام الإعلام والدعاية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم