الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أهالي المفقودين والمخطوفين بين فرحة إقرار القانون والخوف من نسيانه في الأدراج

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
أهالي المفقودين والمخطوفين بين فرحة إقرار القانون والخوف من نسيانه في الأدراج
أهالي المفقودين والمخطوفين بين فرحة إقرار القانون والخوف من نسيانه في الأدراج
A+ A-

بعد جهد وتعب، إصرار ومتابعة على مدى سنين، نجح أهالي المفقودين والمخطوفين في الحرب الاهلية بالحصول على مطلب اساسي من المجلس النيابي، بإقرار القانون المتعلق بالمفقودين قسراً، الواضح في مواده وفي الحل الذي ينشده، وهو تأليف الهيئة الوطنية وإنشاء بنك الحمض النووي.

خطوة قانون المفقودين بدأت بتوقيع عريضة، لكون النظام الداخلي لمجلس النواب ينص على "حق المواطنين في تقديم عرائض وشكاوى إليه، على أن تُعرض هذه المطالب على جدول أعماله"، سجّل الأهالي العريضة على شكل قانون، واظبت لجنة الإدارة والعدل السابقة والتي كان يرأسها النائب روبير غانم على الانتهاء من درسه وإقراره، وبذلك بات أمام الهيئة العامة للمجلس، ومنذ تلك اللحظة وهو يتنقلّ بين جلسة وأخرى، إلى أن تم اقراره في الأمس.

خطوة منتظرة... لكن

38 سنة وناهيل شهوان تنتظر خبراً يكشف مصير زوجها قزحيا، الذي خطف كما قالت لـ"النهار" من قبل "المخابرات السورية، كان ذلك سنة 1980، حين رن هاتف الشركة التي يعمل بها، طُلب منه الحضور الى مكتب المخابرات واختفى". واضافت: "قابلته مرة واحدة بعد ثلاثة اشهر ونصف الشهر في سجن المزّة، وبعدها تحجج سجّانوه، لمنعي من زيارته، بانتظار وصول الكتاب الثاني الذي لم افهم ما هو، والذي لم يصل على الرغم من مرور كل تلك السنين". وعلى إقرار القانون علّقت: "كنا ننتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر، لكن ما نطلبه الآن ان يجري العمل لكشف مصير المفقودين لا ان يبقى هذا القانون كغيره حبراً على ورق منسياً داخل الادراج، نريد الخلاص بترجمته على ارض الواقع عملاً يوصلنا الى معرفة مصير المفقودين والمخطوفين إن كانوا أحياء أم فارقوا الحياة. تعبنا من الانتظار، ويبقى الامل ان يستيقظ ضمير النواب والوزراء لإنهاء ملف هدّ كاهل عائلات". واضافت: "لو كان غازي عاد بيننا لما كنت خشيت ذلك، من دون أن أنكر فضل رئيسة لجنة أهالي المفقودين #وداد_حلواني، فقد كان دائم الإجابة على أسئلتنا، يضعنا في صورة ما يدور. أما اليوم فبات علينا ان ننتظر الأخبار لمعرفة الى أين وصلت القضية".

أمل رغم التعب

33 سنة وعائلة جرجي مالك حنّا تصارع المجهول، بعدما خطف ابنها الأستاذ في الجامعة اللبنانيّة سنة 1985 اثناء انتقاله من مركز عمله الى منطقة فردان، توفي والداه قبل ان تبرد نار حرقتهما عليه، ليتابع شقيقه جهاد وزوجته نور رحلة الكشف عن مصيره، حيث ان زوجته وابنتيه في المانيا يقصدن لبنان بين الحين والآخر. وبعد إقرار القانون قالت نور لـ"النهار": "نأمل خيراً، الله يرحم غازي عاد الذي تعب من اجل اقراره. ونشكر كل من سعى لإنجازه، لكننا نريد العمل على اساسه من اجل تحقيق الهدف الذي من أجله ناضلنا، نطالب بإعطائنا حقنا بمعرفة مصير المفقودين والمخطوفين، إن كانوا لا يزالون على قيد الحياة أم سلّموا الروح، تعبنا كثيراً".

بادرة أمل

بركان صونيا عيد لا يزال ثائراً منذ فقدانها ابنها جهاد، العسكري في الجيش اللبناني سنة 1990، ومع إقرار القانون في الامس املت ان يكون بادرة خروجها واهالي المفقودين من أتون الانتظار المرير، حيث عادت في اتصال مع "النهار" الى يوم خطف فلذة كبدها في منطقة الحدت، ومعاناتها حتى توصلت الى رؤيته سنة 1994 على بعد امتار داخل احد السجون السورية ماراً في طريقه الى مكتب التحقيق، لتصلها آخر معلومة عنه سنة 2006 من مفرج عنهم اطلعوها انه في سجن المزّة". معاناة صونيا  دفعتها الى اصدار كتاب عن قصة ابنها ولفتت إلى أنه "مع الخطوة التي اتخذت في المجلس النيابي في الامس نتمنى ان تعود قضية المفقودين والمخطوفين إلى التحرّك من جديد، ويبقى الامل ان نصل الى هدفنا الكبير".

نعم، رحلة البحث الطويلة المعبدة بالآلام التي قطعها الأهالي وصلت في الأمس الى محطة مهمة كانوا ينشدونها، لكن لم يصلوا الى نقطة النهاية بعد والهدف الذي انطلقوا من أجله، فهم يأملون من القانون المقرّ ان يساهم بالكشف عن مصير نحو 17 ألف لبناني، لإغلاق كتاب أسود من تاريخ لبنان كتب بالدم والدموع على أحباب قتلوا، خطفوا وفقدوا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم