الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فلننصرف إلى الأمور الثانويّة

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
A+ A-
أنتم تريدون هذه الأشياء، ولكن بـإرادتكم الصامتة، وفي الوقت نفسه تسعون إلى ضدها، بأعمالكم المتكلمة.جبران - اقلب الصفحة يا فتىاستغرق عرض المسلسل شهورًا ستَّةً طوالًا، والجمهور ينتقل من فصل إلى فصل، ويتوسَّم بالحلقات خيرًا، ويتوقع في نهاية كل واحدة منها حدثاً سعيداً. لكنَّ توقعاته في معرفة السر المكنون كانت تفشل، ليجد نفسه في كل مرة أمام مشهد جديد يدفعُه إلى الرجم بغيب التحاليل السياسية، وإلى الترجُّحِ بين التكهنات عما إذا كانت العقدة مارونية - سنية، أو مسيحية - مسيحية، أو درزية - درزية، أو باسيلية - جعجعية. وفي آخر الحساب يأوي إلى خيبته، ويسترسل في ريبته، إذ كيف يسمح لنفسه أي طرف محلي، أياً كانت قوة ارتباطاته الخارجية، أن يترك الدولة بلا حكومة، ويجعل الوقت الثمين محلًّا للفرص الضائعة، أو أن يستثمر في الفراغ بحثاً عن المجهول والمبهم.هذا هو الظاهر، أما الجوهر فهو انغماس السياسة اللبنانية في الرمال الإقليمية المتحركة، وفشلها في وضع حد للانزلاق رغم تكرار التجارب التي تودي بالدولة من العميق إلى السحيق، من غير أن يثوب صراعنا الداخلي إلى لحظة صواب، حيث ما زال بعضهم يسعى إلى حليف خارجي قوي يحسم الأمر لمصلحته، كأنما ذاكرتنا قد جفت من آثار المآسي التي خلَّفتها محاولات الاستقواء بشقيق أو عدو، والتي كانت دائما تنتهي بكارثة عسكرية أو اجتياح ندفع أثمانهما الباهظة من استقرارنا واقتصادنا ومستقبل أبنائنا.ولهذا فإنني أبرِّىء "السِّتَّةَ السُّنَّة" من دم الحكومة العتيدة، وأضع المسؤولية كاملة على المستر ترامب، الذي أطلق عقوباته المزلزلة، فبتنا نعاني ارتداد تلك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم