قضيّة تتجاوز الخيال: "سيرينا" أخفتها أمّها في صندوق سيّارة

تنطلق في #فرنسا اليوم محاكمة غير اعتيادية لامرأة أخفت عن الناس أجمعين، بمن فيهم، زوجها وأطفالها وجود طفلة خبأتها لسنتين تقريبا في صندوق سيارتها.

ووصف الرجل الذي اكتشف وجود الطفل في تشرين الأول 2013، وهو مسؤول عن مرآب في مدينة تيراسون (جنوب غرب فرنسا)، ما رآه بأنه "مشهد مروع" لطفلة لم تبلغ سنتها الثانية، محاطة بالبراز، ولا تستطيع أن تجلّس رأسها، وكانت "بيضاء مثل الجص، مع عينين مقلوبتين".

وقد اكتشفها داخل سرير محمول في صندوق سيارة إحدى الزبائن. وذكر عناصر الإطفاء أنه بعد 15 إلى 30 دقيقة، كانت الطفلة لتواجه "خطرا كبيرا" بسبب نقص الأكسجين. ولم تبد الوالدة قلقة لهذا الوضع، حتى أنها بدت "مرتاحة"، كما لو كان اكتشاف الطفلة "خلاصا" لها، بحسب مسؤول المرآب.

ووضع الوالدة وزوجها الذي يعمل معماريا، قيد التوقيف الاحتياطي، قبل إخضاعهما للاستجواب. لكن أخلي سبيل الزوج بعد عدم ثبوت ضلوعه في القضية، وهو لطالما أكد أنه لم يعلم البتة بحالة الحمل، ولا بوجود طفلة في السيارة (هو لا يقود سيارات)، ولا في مرآب المنزل. كذلك "لم يتوفر أي عنصر يثبت علمه" بالموضوع، وفقا لخلاصات التحقيق.

وقال المدعي العام في منطقة بريف حينها إن قضية "سيرينا"، وهو الاسم الذي أعطته الوالدة للطفلة، "تتخطى حدود الخيال". وكان للزوجين ثلاثة أطفال تراوح أعمارهم من 6 اعوام الى 12 عاما. وكانوا جميعا مسجلين في المدارس، ويعيشون حياة اجتماعية طبيعية.

وتمثل الوالدة البالغة حاليا 50 عاما، والخاضعة للمراقبة القضائية، اعتبارا من بعد ظهر اليوم بتهمة ممارسة العنف، يعقبها إلحاق تشوه أو أذى دائم في حق قاصر دون سن الخامسة عشرة، والحرمان من الأدوية والأطعمة، بما يهدد صحة طفل، وإخفاء طفل بما يهدد وضعه الاجتماعي.

وتواجه هذه المرأة التي لم تتعرض يوما للتوقيف الاحتياطي، احتمال السجن 20 عاما.

وتعيش الطفلة "سيرينا" التي تبلغ عامها السابع نهاية الشهر الحالي، لدى عائلة مضيفة. وقد أعيد أشقاؤها الثلاثة الذين تراوح أعمارهم حاليا من 11 عاما الى 17 عاما، إلى الزوجين بعدما سحبوا منهما لفترة.