الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

القضاء الفرنسي يفتح ملف "الشبكة اللبنانية" لتبييض أموال الكارتيلات الكولومبية

المصدر: (و ص ف)
القضاء الفرنسي يفتح ملف "الشبكة اللبنانية" لتبييض أموال الكارتيلات الكولومبية
القضاء الفرنسي يفتح ملف "الشبكة اللبنانية" لتبييض أموال الكارتيلات الكولومبية
A+ A-

تُجرى اعتباراً من غد محاكمة شبكة واسعة لتبييض أموال المخدرات أمام محكمة الجنايات في باريس، في قضية تفتح ملفات تمويل "كارتيل ميديين" وأنشطة الشبكة اللبنانية لإعادة تحويل أمواله إلى كولومبيا، بعد توظيفها في شراء مجوهرات وسيارات فاخرة.

وسيمثل 15 رجلا يحاكَمون بدرجات متفاوتة من المسؤولية عن عمليات جمع أموال المخدرات وتبييضها ضمن عصابة منظمة، في محاكمة تستمر حتى 28 تشرين الثاني الجاري، وأبرز المتهمين فيها رجل أعمال لبناني يدعى محمد نور الدين (44 عاما)، وينشط في القطاع العقاري وتجارة المجوهرات.

يذكر أن المديرية الأميركية لمكافحة المخدرات هي التي رفعت القضية إلى القضاء الفرنسي، في سياق تحقيق تجريه بشأن شبكة تنشط منذ 2012 بين أميركا اللاتينية وأوروبا والشرق الأوسط.

وإحدى طرق التبييض التي رصدتها مديرية مكافحة المخدرات، تجعل من فرنسا حيث يقيم عدد من المتهمين، مركز تهريب المخدرات في أوروبا، فيجري فيها جمع الأموال الناجمة عن بيع الكوكايين في أنحاء القارة، ثم ترسل إلى لبنان ومن هناك يعاد تسديدها إلى المهربين الكولومبيين عبر حوالات مالية.

ويعود نظام تحويل الأموال هذا إلى ما قبل المصارف، حيث كان نقل الأموال على طرق الحرير والتوابل، يتطلب شبكات متينة تقوم على ضمانات ثقة قديمة.

وهنا يبرز دور "الصرافين" الذين كانوا مفصلا أساسيا في شبكة الحوالات المالية، إذ يتبادلون ديون زبائنهم وفق نظام لا يترك اي أثر في النظام المصرفي.

وأدى فتح تحقيق في باريس في شباط 2015، إلى حملة توقيفات واسعة النطاق في كانون الثاني 2016 شملت بشكل شبه متزامن فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وألمانيا. وبعد بضعة أشهر، أوقفت الولايات المتحدة رئيس الشبكة واسمه محمد عمار الذي يُعرف باسم "أليكس" ويتنقل بين كولومبيا وكاليفورنيا، وأقر بارتباطه بالكارتيلات الكولومبية.

ويصف التحقيق الفرنسي "الشبكة اللبنانية" أو قضية "الأرز" كما تُعرف، بأنها "شبكة على درجة عالية من الهيكلية والتنظيم"، تمكنت من تبييض عشرات ملايين الأوروات في السنة لحساب تاجر المخدرات الكولومبي "إل تشابولين" المسؤول عن إرسال حاويات من الكوكايين إلى أوروبا.

وكان المهربون يعمدون إلى تغيير هواتفهم الذكية بانتظام ويستخدمون لغة مشفرة.

وتتضمن الشبكة رؤساء فرق وجباة أموال وناقلين. وفي مرحلة اولى، كان يجري جمع الأموال النقدية الناتجة من تهريب المخدرات في جميع أنحاء أوروبا من خلال الصرافين، وفي المرحلة الثانية يجري شراء مجوهرات وساعات وسيارات فاخرة، قبل أن يعاد بيعها في مرحلة ثالثة في لبنان وغرب إفريقيا. وأخيرا، يعاد تحويل الأموال المبيّضة بهذه الطريقة إلى الكولومبيين من خلال مكاتب الصيرفة.

وسمحت عمليات التنصت على الاتصالات برصد مواقع الشبكة الجغرافية وكشف رموز اللغة المستخدمة بين المهربين، فكانت عبارة "مرسيدس 250" تعني جمع 250 ألف أورو، و"شاحنة" مليون أورو. أما "الفرن"، فكان يعني هولندا و"الطاحون" بلجيكا.

وأقر المتهم الرئيسي محمد نورالدين بتنظيم عمليات الجباية، لكنه نفى أن يكون على علم بمصدر الأموال. كما نفى بشدة أن يكون قسم من الأموال التي جرى جمعها مخصصة لـ"حزب الله" اللبناني، وفق خيط تقصّته مديرية مكافحة المخدرات، غير أن التحقيق الفرنسي لم يتبعه.

ورأى محامي أحد المتهمين وليم جولييه الخبير في الملفات الجنائية العابرة للبلدان التي تشارك فيها الأجهزة الأميركية والأوروبية، أنه "إن كان لا بد من هذا التعاون إلا أنه غالبا ما تفرضه آليات تقوم بالتضخيم أو التشويه بهدف توسيع نطاق التوقيفات والاتهامات قدر الإمكان، مما يؤدي إلى وقوع أفراد ذوي أدوار ثانوية في شباك القمع". وأكد أن "هذه تحديدا هي حال موكله"، وهو قريب من محمد نورالدين وقضى 18 شهرا في السجن قبل إطلاقه ووضعه قيد المراقبة القضائية. وجميع المتهمين في هذا الملف لا سوابق لهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم