مصر اختارت "حماس"... و"حماس" اختارت التهدئة في غزّة!

أمران فلسطينيّان لفتا المُتابعين العرب والأجانب للأوضاع في قطاع غزّة. الأوّل سلميّة التظاهرة الشعبيّة التي سيّرها أبناؤه بقيادة "حماس" وسائر الفصائل الفلسطينيّة يوم الجمعة الماضي في اتّجاه "الحدود" مع إسرائيل، وعدم ممارستها أعمالاً استفزازيّة للقوى العسكريّة والأمنيّة الاسرائيليّة المواجهة لها، وامتناع هذه القوى أيضاً عن استفزاز المتظاهرين وتحدّيهم وإطلاق النار عليهم، وعدم سقوط قتلى أو جرحى فلسطينيّين. وهذا أمر مُهمّ لأن التظاهرات الأسبوعيّة السابقة التي بدأت منذ نحو ثلاثة أشهر أسفرت عن سقوط بين 50 و60 شهيداً وعشرات أو بالأحرى مئات الجرحى، ولأن استمرار الاستشهاد على هذه الوتيرة كان سيدفع "حماس" الحاكمة غزّة كما حكومة نتنياهو إلى تصعيد المواجهة الأمر الذي قد يحوّلها حرباً مجنونة لا بُدّ أن تتسبّب بدمار كبير في القطاع وبخسائر بشريّة. والوضع الإقليمي والوضع الدولي السائدان حاليّاً لا يُشجّعان الفلسطينيّين على ركوب هذا المركب الخشن. علماً أنّهما مُلائمان أو أكثر من مُلائمين لإسرائيل كي تقوم بكل ما تريد من قتل وتصفية وتدمير وتخريب سواء في غزّة أو في الضفّة الغربيّة المحتلّة أي ما تبقّى منها للفلسطينيّين. أمّا الأمر الثاني فكان رؤية وفد أمني (استخباري) عسكري مصري مُهمّ في القطاع يتجوّل مع الأمين العام لـ"حماس" هنيّة وعدد من الشخصيّات الفلسطينيّة في الأيّام القليلة...