الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

القبطان ولاء حافظ واجه الشلل الرباعي بالغوص وموسوعة "غينيس"

المصدر: "النهار"
مروة فتحي
القبطان ولاء حافظ واجه الشلل الرباعي بالغوص وموسوعة "غينيس"
القبطان ولاء حافظ واجه الشلل الرباعي بالغوص وموسوعة "غينيس"
A+ A-

البطل لا يقهر ولا يعرف كلمة مستحيل، حتى وإن قابلته بعض العثرات، فهو يتغلّب عليها بطريقته وإرادته التي لا تنكسر. رغم الحادث الذي تعرض له القبطان ولاء حافظ، وإصابته بشلل رباعي، ثم استئصال كليته اليسرى ثم المرارة، فإنه لم يستسلم ولا يعرف لليأس طريقاً، بل يصرّ على أن يسير في طريق النجاح والتحدي لتسجيل اسمه بحروف من ذهب في موسوعة #غينيس للأرقام القياسية.

"النهار" التقت به للتعرّف إلى قصته، ومَن وراء نجاحه وتميّزه رغم الظروف التي يمرّ بها.

يقول ولاء حافظ: "كنت أعمل ضابط صاعقة وضفادع بشرية بالقوات البحرية الخاصة، ثم حدثت لي إصابة عام 2010 بانزلاق غضروفي في القطنية وتمت إحالتي على التقاعد، بعدها التحقت للعمل في وزارة البحث العلمي في اعتباري قائداً لمجموعة الغوص، التي قامت بإجراء بحث عن القرش الذي هاجم السائحين في #شرم_الشيخ، بعدها اتّجهت للعمل في شركة خاصة ثم عملت مرشداً بفريق في هيئة قناة السويس البحرية حتى الآن".

وأضاف: "أعشق السياحة، ولذلك استغللت حبي الغوص في تنشيط السياحة المصرية بعد ركودها وتوجيه رسالة للعالم بأنّ مصر في أمان، فغطست العام 2015 لمدة 3 أيام متواصلة ودخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وبعدها خططت لغطسة أخرى، لكن تعرّضت لحادث مروري العام 2016، حيث اصطدمت بي "تريلا" بينما كنت أقود سيارتي على طريق القاهرة- السويس، وحينها أصبت بقطع في الحبل الشوكي نتج عنه شلل رباعي وتم نقلي إلى المستشفى، وسافرت لإجراء عملية ثم عدت إلى مصر، بعدها بثلاثة أشهر أصبت بفيروس "الكابسيلا"، وهو لا له علاج في مصر، فنتج عنه استئصال المرارة، وكليتي اليسرى، وارتفاع في الحرارة ومشكلات في التنفس، وغيبوبة تعدّت الشهرين، وقروح بسبب النوم على ظهري فترة طويلة".

وتابع: "بدأت رحلة العلاج بسفري إلى #ألمانيا، إلا أن حالتي كانت غير مطمئنة، حتى أنّ الفريق الطبي المعالج أخبر زوجتي أنني على وشك الموت إذا ما تم رفع الأجهزة الطبية عني. وعندما عدت إلى مصر رفضت كل المستشفيات استقبال حالتي سوى مستشفى واحد فقط ظللت به، وبدأت أسترد صحتي، وشفيت من "الكابسلا"، وفكرت أنني لن أظل جالساً طوال الوقت، ويجب عليّ فعل شيء يفيد مجتمعي وبلدي ويرفع اسم مصر عالياً في الخارج، فقررت القيام بغطسة مدّتها ثلاث ساعات، وكنت أول مريض بشلل رباعي في العالم يغطس هذه المدة. وكان ذلك بنادي طلائع الجيش تحت رعاية القوات المسلحة المصرية والاتحاد المصري للغوص. بعدها قمت بغطسة أخرى في حمام السباحة بفندق هيلتون، كما عبرت قناة السويس بطول القناة الجديدة 55 كيلم لمدة 45 ساعة قبل افتتاحها الرسمي بيوم، بالإضافة إلى أنني صاحب غطسة أطول سلسلة بشرية. وفي 20 تشرين الأول الماضي، غطست في البحر المتوسط في الميناء الشرقي بالإسكندرية احتفالا بعيد القوات البحرية، وكرّمت العديد من أبطال القوات البحرية المصرية وبعض الفنانين المصريين مثل سامح يسري وأحمد التهامي".

وأوضح ولاء حافظ: "أحلم بإنشاء مؤسسة خيرية لعلاج إصابات الحبل الشوكي تكون بها أحدث الأجهزة، وما توصل إليه الأطباء في العالم في علاج إصابات الحبل الشوكي. كما أتمنى أن أخضع لعملية بالخارج لتركيب شريحة في الحبل الشوكي تعمل على توصيل الكهرباء للدماغ بما يسمح لي بالحركة من جديد، كما أجهز لحدث في شرم الشيخ لأطول سلسلة بشرية تحت الماء في نيسان من العام المقبل مكوناً من 400 غواص يغطسون في الوقت عينه متشابكي الأيدي لكسر الرقم القياسي الأخير الذي حققته أميركا بـ386 غواصاً، وذلك احتفالا بعيد تحرير سيناء".

وأكد ولاء: "سبب رجوعي لرياضة الغوص رغم إصابتي، هو تشجيع زوجتي وأولادي وأصدقائي الدائم لي، مما أعطاني جرعة أمل وتفاؤل بأنني ما زلت قادراً على إحداث تغيير وإضافة في هذه الرياضة التي تتطلب مهارات خاصة، لا سيما أنني لا أستطيع التحرّك لممارسة كرة القدم أو اليد أو السباحة، وهي من الرياضات التي أفضّلها أيضاً. لن أستسلم للمرض وأعمل على التغلب عليه وهزيمته من أجل تحقيق إنجازات قياسية لبلدي وتسجيلها في موسوعة غينيس، وهذا هو هدفي الذي أعمل عليه خلال الفترة المقبلة. من يعمل ليس لديه وقت للدموع أو الألم".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم